نتیجة عدم دفع الضرائب .. البکک تحرق مصنعاً في إسطنبول

نتیجة عدم دفع الضرائب .. البکک تحرق مصنعاً في إسطنبول

الخلایا الإنتقامیة التابعة للبکک تحرق مصنعاً، فما هي الأسباب؟ وما الفائدة وراء ذلك؟

قبل یومین وفي حي “کوچوك چکمچە” أحد أحیاء مدینة إسطنبول، تم إشعال النیران بمصنع وتم حرقه بالکامل، وبعده تم الکشف أن المصنع أُحرق من قبل مؤیدین للبکک، في الـ 7 من الشهر الجاري، تم إحراق مصنع في الطابق الخامس من عمارة في مدینة إسطنبول، وقد إحتکر الحادث عناوین الصحف والأنباء حتی الیوم، وقد أعلنت جماعة تابعة للبکک تحت مسمی “خلیة الإنتقام لعادل گتیي” مسؤولیتها عن الحادث، غیر أن البکک وخلیتها الإنتقامیة لم تکشفا ما إذا کان المصنع الذي أحرقوه أهو مصنع لصناعة الصواریخ والقنابل للدولة الترکیة؟! أم هو مصنع لصنع اللوازم والملابس العسکریة؟! أو ما إذا کان مصنعاً لمسکین کوردي لم یرضخ ویذعن لدفع الضرائب مجبراً للبکک؟ أو کان مخلصاً ووطنیاً لم یندمج مع أفکار البکک فتم إتهامه بالتجسس وعوقب بإحراق مصنعه! وکالعادة وبعد سنوات عدة ستقدم البکک إعتذارها لعائلته متذرعة بأن هذا الشخص کان مخلصاً ووطنیاً وأننا أخطأنا بحقه !

حسب خبر أوردته وکالة ANF التابعة للبکک، کشف من خلاله أن إندلاع الحریق کان مفتعلاً من قبل خلیة (عادل گتیي) وقد أعلنت هذه الجماعة في بیان لها مسؤولیتها عن الحریق، کما جاء في البیان: في السابع من شباط وخلال ساعات اللیل المتأخرة، قامت خلیة الشهید (عادل گتیي) بإحراق مصنع في بلدة کوچوك چکمچە بالکامل، وأن العملیة قام بها أعضاء من خلیتنا…

وفي الوقت نفسه، جاء في البیان الذي أصدرته الخلیة أنهم یناضلون علی أساس: المقاومة والشهداء والأبطال لا یقبلون حیاة بدون الزعیم ئابو، ولن تظلموا یومنا أو تقتموه علی خطا ومسیرة الشهید فیان، وسنظل نناضل ونقاوم تحت ظل القادة والشهداء حتی النصر، وحتی نهدم ونحطّم المؤامرة الدولیة ونجعلها أجزاءاً، سنبني ونکبّر روحنا الإنتقامیة، وسندیم أنشطتنا ونواصلها بهذه الطریقة أینما کانت ومتی ما کانت.

وهنا نتساءل : ما الفائدة من هذه الأنشطة والأعمال؟!

فمنذ المراحل الأولی من تأسیسها عام 1979، کانت البکک قوة مسلحة، غیر أنها إستهدفت المدنیین والمواطنین الأبریاء أکثر من إستهدافها الدولة! وهذا بحد ذاته محل أسف وخجل رغم إفتخار البکک بنفسها وتمجیدها لها، وهذا محل إنتقاد دائم للبکک، فالقاصي والداني ینتقد البکک علی هذه الأفعال المنبوذة، وبالأخص خلال الأشهر القلیلة الأخیرة، فدأب قادة ومسؤولي البکک علی إطلاق تقاریر تهدّد بالقتل والهلاك للخونة والجواسیس جزافاً، وفي الآونة الأخیرة  قامت البکک بقتل مدني في منطقة حفطنین في جنوب کوردستان، وخلال الأربعین سنة من نضال البکک وکفاحها، کم من مدني ومخلص تم إستهدافه والقضاء علیه من قبل تنظیمات البکک بذریعة إتهامه بالتجسس والخیانة! وبعد مرور فترة زمنیة یتّضح أنهم کانوا أبریاء لا ذنب لهم! وقد إتهمت البکک مسؤولیها في مئات من الأحداث والحالات المشابهة  بإصدار أوامر القتل والتصفیة وأدانتهم بعد ذلک، وغیرها في کثیر من المرات تضطر البکک للإعتراف بالذنب وتطلب العفو والصفح من عوائلهم بعد فوات الأوان! ففي 27\9\2017، یتم إغتیال مواطن مدني بإسم (محمود بازانجیر) بتهمة التجسس، وفي عام 2018 تم طلب العفو والصفح من عائلته بکتاب رسمي من مرکز القرار لوحدات حمایة الشعب الجناح المسلح للبکک، حیث جاء فیه: في الـ 27\9\2017 قمنا بالکثیر من المتابعات حول مقتل (محمود بازانجیر) وتبیّن لنا أن مقتله کان خطأً إرتکبناه، فقد توصلنا سابقاً لقناعة أن محمود بازانجیر یتجسس علینا لصالح العدو وقمنا بخطواتنا، وبعدها إتضح أنه من عائلة مخلصة ووطنیة ولم تکن تربطه أیة علاقة بأعمال التجسس، فنطلب السماح من عائلته وأقاربه وندعو لهم بالسلامة وطول العمر.

نتیجة عدم دفع الضرائب .. البکک تحرق مصنعاً في إسطنبول

فللأسف الشدید .. فالمطالبة بالعفو لا تحیي من قُتل ظلماً! وحادثة مقتل محمود بازنجیر لیست حادثة غریبة وفریدة من نوعها، بل سارت علی منوالها وتکررت الکثیر من الحوادث والحالات المشابهة، وأثارت الرعب والخوف والقلق لدی المجتمع، فییتم الأطفال، وترمل النساء وتثکل الأمهات وتتشرد العوائل وتتعرض الإنسانیة لکوارث ونکبات وراء هذه الحوادث والأفعال، فقد تم إغتیال أب لـ 8 أطفال یوم الـ 25\6\2018 في منطقة بازید، (مولود بنگي) ذو الـ 46 عاماً کان أباً لثمانیة أطفال، یربط بعامود کهرباء ویقتل بعیار ناري في جمجمته، ویتم العثور علیه میتاً فاقداً الحیاة، یصبح أطفاله الثمانیة أیتاماً بین عشیة وضحاها، ویتذوقون طعم الحیاة المرّة بدون أب، فمن المستحیل أن یقوم الکورد بالتجسس لصالح الدولة علی قومیته أو یرضی بعمل خبیث کهذا! غیر أن الخطأ الوحید هو أن تعاقب غیرك علی أخطائک الکثیرة والمتکررة، ومما لا شك فیه أن قتل الأبراء والمخلصین من غیر تتبع وتحقق ألحق ضرراً جسیماً وبالغاً بالمجتمع.

لماذا یتم إستهداف المدنیین الأبریاء

قبل أن ندخل في صلب الموضوع، لماذا تستخدم البکک قوتها وعضلاتها ضد خصومها ومعارضیها؟ نستطیع أن نسرد جملة أسباب:

  • تحاول البکک دائماً فرض سیطرتها لیس علی من یتجسس علیها فقط وإنما علی کل من حولها ویرتبط بها، في إشارة واضحة لهم أنها مسلّحة وقادرة علی ما ترید وتبغی ما تتمناه متی ما شاءت وکیفما تشاء.

  • وبالأخص في السنوات الأخیرة، نتیجة إضاعتها لکافة أنشطتها وضیاعها بنفسها، تحاول البکک تنفیذ أنشطة مدویة لإثبات نفسها وخلق شعور لدی الآخر بوجودها.

  • فرغم هزیمتها في حرب الخنادق تحاول البکک أن تثبت لمؤیدیها أن أنشطتها النسبیة والتي تستوثقها بالفیدیوهات وتنشرها کمقاطع فیدیو أنشطة قویة ومدویة، فهي تحاول إرسال رسالة من ورائها مفهومها أن البکک ما زالت ذات قوة حیّة ونشطة ومنتعشة، وأنها ثابتة لم تندثر ولم تتفکّك.

نتیجة عدم دفع الضرائب .. البکک تحرق مصنعاً في إسطنبول

هل ترید البکک تأسیس مملکة الخوف والقلق؟

من الملاحظ أن البکک تستخدم العنف المفرط والحاد في مناطق سیطرتها وحکمها، وتحاول إثبات نفسها وتواجدها بزرع الرعب والخوف والقلق في تلك المناطق، ففي أوروبا طال رعب البکک وخوفها الشرکات والمصانع التي یمتلکها الکورد، وبهذا الرعب والخوف إستفادت البکک من فرض ضرائب باهضة علیهم، وأصحاب هذه الشرکات یدفعونها رغماً عنهم، وکذلك الأمر في شمال کوردستان، فللحفاظ علی أمنهم وأمانهم وسلامتهم یدفع الکثیر من أصحاب الشرکات والأثریاء وأصحاب الحرف والمقاولین الکورد ضرائب باهضة للبکک، حتی آلت الأمور إلی أن وُجدت خلافات وصراعات بین العوائل والعشائر والشرکات بل وصلت إلی مرحلة التهدید بالقتل!

فالبکک لم ترض باستخدام هذا العنف الحاد والمفرط في الحرق والقتل، فقط، وإنما تعدت ذلك وطالت طبقة المثقفین الکورد ومعارضیهم ومحاربتهم حرباً نفسیة قاتلة، فلم یکن یُسمح لك بإنتقاد البکک أي انتقاد ولو کان نقداً بناءاً وطفیفاً، ولم یکن جائزاً أن تظهر علی شاشات التلفاز، کما یُحرّم کتابة خطاب أو کلمة، وإضافة لکل هذا ستُهمل بین کوادرها ومؤیدیها في أوروبا ویتم إدارة هذا المشروع کحملة منظمة! فلا یتم سماع أغاني هؤلاء المغنین والفنانین، ولا تُشتری أقراص السیدي والدیفیدي التي سُجّلت علیها أغانیهم، وتُخلی قاعات إحتفالاتهم وتُلغی، ولا تُشتری کتبهم ولا تُسمع قصائدهم وأشعارهم، بل یتم إقصاؤهم من هذا المجتمع الخاص ولا تبقی أیة روابط تربطهم به! کما یتم إستقصاؤهم من المجال السیاسي، في رسالة واضحة لهم مفادها: ما دمت أملك عین الماء فلن أدعك ترتشف منها رشفة!

فلو نعود أدراجنا ونتذکّر المصنع التي تم حرقه بالکامل في إسطنبول، یقول مفتعل الحریق: نقوم بهذه الأنشطة بإسم الأمة الکوردیة والشعب الکوردي، کما أننا نبني ونکبر روحنا الإنتقامیة، وسنقوم بمثل هذه الأنشطة أینما نرید وکیفما نرید ومتی ما نرید! غیر أنه من المؤسف أن الأمة الکوردیة والشعب الکوردي لا یعرف الهدف من وراء القیام بمثل هذه الأنشطة وأغراضها!

فأسلوب البکک في ممارسة العنف المسلح أسلوب خاطيء بل وهدّام، فلا یُعتبر هذا خطأً عادیاً کما لا یُحسب کنشاط محلي، بل هو أسلوب من شأنه تشتیت الأمة وتجزأتها وتقسیمها بکل ما لهذه المصطلحات من معان واسعة ومجالات متعددة، إجتماعیاً وفکریاً و…. فنثني ونکرّر أن أسلوب نضالکم وکفاحکم هذا أسلوب یضرّ بالشعب الکوردي والأمة الکوردیة، مع الإحترام والتقدیر

مقالات ذات صلة