البكك –وفق أنباء مفبركة- تقتل عشرات عناصر الكوماندو الأتراك وتدمّر آلياتهم العسكرية!
في الوقت الذي أصبحت فيه كوردستان أمام خطر الاحتلال الجديد وقيام هذا الاحتلال بانحصار كوردستان بالمدافع والدبابات والخونة ويدفعونها نحو السقوط والانهيار، وأصوات الكورد وصرخاتهم المطالبة برفع الظلم والقمع والاستبداد الذي يتعرضون له قد ملأت أفق السماء! نرى البكك والتي هي السبب الرئيسي بل والوحيد لهذه الكوارث والمآسي قد بدأت بانتاج أخبار مفبركة على وسائل إعلامها يومياً مفادها مقتل العشرات من أفراد وعناصر قوات الكوماندو والجندرمة للجيش التركي واعطاب آلياتهم وعرباتهم العسكرية! فلو كان الأمر هكذا لكان لزاماً على كافة الكورد الابتهاج والسرور بهذا الهجوم التركي كون الجيش التركي قد قَدِم نحو حتفه أمام مقاتلي حزب العمال الكوردستاني –كريلا- في هجومهم هذا!
بداية ينبغي التطرق لحقيقة أن كلّ كوردي لا يسرّه انتصار المحاربين الكورد على جيوش الظلام والاحتلال فهو في مهبّ الشكوك في أصل كورديته كما جاء في الأدبيات الكوردية، ويلقّب هؤلاء ببائعي الذات والنفس بين الكورد!
لهذا ما يأتي من الكتابة في هذا المجال لا ينبغي تفسيره وتحليله على أننا نحاول إبراز انتصارات الكريلا والإشادة بها! بل ينبغي علينا أن نكون يقظين تجاه الأخبار الكاذبة والمفبركة والتي تحرّف الحقائق ! فهذه الأخبار الكاذبة والمفبركة تسيء إلى قوميتنا وتلحق بها أضراراً لا تُقدّر! وتتسبب في إراقة دماء شبابنا الكورد أولئك الذين قدّموا أرواحهم قرابين من أجل تحرّر واستقلال كوردستان وفداءاً لها!
فكما تعرفون أن هجمات الاحتلال التركي على جنوب كوردستان والتي بدأت قبل أيام كانت بحجة تواجد البكك على أرض الجنوب! وقد بدأت تركيا بعمليتين مواكبتين، العملية الجوية بدأت باسم (مخلب-النسر) والعملية البرية تحت تسمية (مخلب-النمر) وخلال الـ 48 ساعة الأولى من بدأ العمليتين أُستشهد 5 مواطنين أبرياء من جنوب كوردستان! عدا تدمير مزارعهم وممتلكاتهم وحرق قراهم وإلحاق أشد الأضرار بها وتهديد مصدر عيشهم الوحيد! فالشعب بات يعاني الخوف والرعب والقلق، تعرّض منذ بداية العمليات لمآسي وكوارث! إنتُهك مبدأ سيادة الوطن وكرامته! والهجوم بات يستهدف كرامة القومية الكوردية وسحق الجزء الوحيد المحرّر من كوردستان وتدميره!
قاطرات الماء لتشغيل طواحين الأعداء المحتلين
نحن نمرّ في وضع قاربت فيه طواحين حروب الأعداء على سحق معنوياتنا ومشاعرنا! وصرخاتنا وصرخة كلّ كوردي مخلص وفيّ لرفع الظلم والاستبداد التي تتعرّض له قوميتنا على يد الاحتلال والأعداء باتت تمتلئ الأفق! غير أن البكك والمسببة الرئيسية لهذه الأوضاع المأساوية الكارثية منشغلة باعداد الأخبار المفبركة وتحديثها ونشر الأكاذيب وخلق الشكوك! فهي تقوم بهذه الأعمال من أجل مصالحها التنظيمية متناسية حقيقة الواقع! فهي بهذه التصرفات أصبحت قاطرات الماء لتشغيل طواحين الأعداء المحتلين!
فعند زيارة مواقع البكك الإعلامية أو عندما يقع طرفك خلال تصفح مواقع السوشيال ميديا على صفحاتها يشعر الإنسان أن الجيش التركي قد حفر قبره بيديه بعد دخوله أرض الجنوب! غير أنك عندما تحلل هذه الأخبار وتتابعها يتضح لك أنها أخبار مفبركة ومقلّبة رأساً على عقب! فهذه المواقع والصفحات باتت تنشر هذه الأخبار بمستوى عال من الغباء والسادية بحيث يتّضح حقيقتها عند أول ضغطة على محرك البحث إذ تظهر لك أن هذه المشاهد والصور تعود لأحداث قديمة بل تظهر حقيقة أخرى أشدّ إيلاماً ألا وهي أنها أصلاً لم تحدث في كوردستان!!
ولتوثيق هذه الكتابة وتأكيدها سنعرض بعض هذه المشاهد والصور والتي نشرتها مواقع البكك ومؤيديها على مواقع السوشيال ميديا مدّعين أنها للهجوم الأخير للجيش النركي المحتل متهلهلين بانتصار البكك! وسنحدّد تأريخ هذه الأحداث ومواقع حدوثها لكي يبقى قارءُنا الكريم على معرفة واطّلاع تامين على حقيقة ما ينشر على هذه المواقع إذ باستطاعة القارئ الكريم تأكيد حقيقة هذه المشاهد والصور بضغطة واحدة على محركات البحث على الإنترنيت!
ماهية أهداف البكك من نشر هذه الأكاذيب المفبركة؟
كما أشّرنا سابقاً أن هدف البكك من مثل هذه الأعمال هي إضفاء الشرعية على عمالتها وتغطية ما تقوم به من خدمة للاحتلال في إدامة حربهم على كوردستان، فلو نشاهد مواقع البكك على مواقع السوشيال ميديا ستتضح حقيقة أن البكك لم تر هذه العملية ولم تتحدث عنها ولو بعبارة واحدة تدلّ على أنها قضية قومية! بل حاولت جاهدةً استغلال هذه الهجمات لأهدافها التنظيمية، فهي تحاول قدر الإمكان محو إسمها من قائمة المنظمات الإرهابية، وفي الوقت نفسه فهي تحاول تغطية فشلها في مسيرتها على طريق الحركة التحررية الكوردية عن طريق مسيرات حزب الشعوب الديمقراطي، كما أنها تحاول وكالعادة المتاجرة بالمزايدات السياسية على حساب دماء وممتلكات شعب الجنوب! هادفة من هذه المواقف احتشاد شباب الكورد من باقي أجزاء كوردستان وإبادتهم بيد العدو المحتل!
هل يضرّ نشر الأخبار المفبركة حول الهجمات التركية بالأمة الكوردية!
قد يقتنع بعض الأشخاص في أول وهلة أن البكك وبنشرها لأخبار مفبركة وكاذبة مثل نشرها لمشاهد من معارك حفتنين ومناطق أخرى بقيت فيها آثار الجيش التركي المحتل أنّ الهدف منها هو رفع همم مقاتليها –كريلا- غير أن الحقيقة التي نستطيع إثباتها هي أن هناك سببين من وراء نشر قيادة البكك لهكذا أخبار كاذبة علماً أن كلا السببين لا يمتان بصلة لمسألة رفع همم المقاتلين ونشر روح الحماس فيهم! وهذان السببان هما:
الأول: أن مقاتلي البكك –كريلا- لا يرون ما يُنشر من دعايات وإشاعات على مواقع السوشيال ميديا كونهم في وضع خاص لا يسمح لهم بامتلاك هواتف محمولة ولو كانة ذات مواصفات عادية! فكيف باستطاعتهم الوصول للانترنيت وتصفّح مواقع السوشيال ميديا! إذن فلا شكّ أن هدف البكك من نشر هذه الأخبار هنا ليس من أجل رفع معنوياتهم وهممهم!
الثاني: أثبت التأريخ ووثائقه أن حياة المقاتلين –كريلا- لم تكن من ضمن أولويات قادة البكك واهتماماتهم! فقادة المقاتلين –كريلا- دائماً ما استخدموهم كشعلة لإشعال نار خططهم والوصول لأهدافهم على أكتاف المقاتلين بل وأرواحهم! فلو دقّقنا النظر في هذه القضية لاتضح لنا أن القرابين والمظلومين الحقيقيين لسياسة قادة البكك المضادة والمعارضة للقومية إنما هم هؤلاء المقاتلين –كريلا- فقط دون غيرهم! فخلال المراحل المختلفة لـتأريخ البكك نجد أن قادة البكك ومن أجل مصالحهم الشخصية ونجاح خططهم مع محتلي كوردستان وأعدائها ضحّوا بحياة عشرات الآلاف من مقاتليها من أجل هذه الخطط السياسية الخاطئة والمعوجة!
فنشر الأخبار الكاذبة والمفبركة حول مقتل جنود الأتراك المحتلين يجعل الفكر الفاشي والاحتلالي للأتراك تجاه الكورد فكرة موحدة وأكثر تطرفاً ورجعية! فهذه الأخبار تتسبب بقيام الشعب التركي بتأييد خطوات حكومة أردوغان لاحتلال الجزء الأكبر من أرضنا كوردستان بكافة قواته وطاقاته ومساندته بما يملك!
فالمنطق الصحيح هو إيجاد صدع في القومية التركية وإظهارها كقومية مهيمنة ومسيطرة سواء بابراز انتهاكاتها للديقراطية والحريات أو إظهارها كمسبب رئيسي للوضع الاقتصادي والاجتماعي السيء الذي يمرّ به تركيا! وهذا ما يخدم مصالح القومية الكوردية المضطهدة، فالبكك وبنشرها هذه الأخبار الكاذبة والمفبركة قد ضربت الوتر الحساس للقومية التركية وكأنها تقول لهم: الكورد يقتلون يومياً العشرات من أبنائكم وشبابكم! وهذا ما يتسبب بإثارة المشاعر القومية لدى كافة أطياف الشعب التركي لتقوم بموقف موحد لترميم الصدع الحاصل فيهم! بعبارة أخرى النهوض بموقف موحّد ضد الكورد والقومية الكوردية!
فلو كانت هناك أصوات معارضة نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية التي تمرّ بها تركيا نتيجة صرفها لأموال طائلة على حروبها في المنطقة وتدخلاتها العسكرية في الدول الإقليمية وبالأخص في حربها على البكك فإن البكك وبنشرها هذه الأخبار الكاذبة والمفبركة تُسكت هذه الأصوات المعارضة وتحرّف دربها لموالاة حكومة أنقرة الفاشية وتأييدها!
وفي نفس الوقت فإننا نرى الكورد يبذلون كافة جهودهم للتأثير على المجتمعات الغربية والدول العظمى المهيمنة في العالم لاسعاف الكورد ونجدة كوردستان غير أن نشر مثل هذه الأخبار من قبل مواقع البكك وبلغات عالمية مختلفة جعلت من هذه الدول تعيد نظرتها حول حقيقة محاولات الكورد ومطالبهم والتشكك فيها!
تحديث البكك لهذه الأخبار المفبركة وإخفاءها للحقائق تُبرز الكورد كأمّة غير صادقة أمام أنظار المجتمع الدولي، وتخفّف من صورة مظلومية الكورد والمأسي التي يتذوق طعم مرارتها بل وتقلّب الصورة بحيث تُظهر الأتراك وكأنهم هم المظلومين ومهضومي الحقوق وأن هذا من حقهم، بحيث جعلت من الشارع الغربي يقول: مادام الكورد يمتلكون هذه القوة وباستطاعتهم الدفاع عن أنفسهم فلماذا نخاطر نحن بمصالحنا؟!
الحق أنه لا يُتوقع ويُنتظر أي أمل أو رجاء من قادة البكك، فعوض انشغالهم بفبركة الأخبار ونشرها، عليهم التفكير بمنطلق سليم وإظهار الأضرار التي لحقت بهذه القومية في مسيرة قضيتهم القومية وما يتعرضون لها من مآسي وكوارث وألآم! غير أننا كلّنا أمل بأن يقوم مثقفوا الكورد الشباب والشخصيات القومية والوطنية الذين باستطاعتهم الوصول لقادة البكك وكبارها ببذل كافة قدراتهم وطاقاتهم لتعديل هذه السياسة الخاطئة والمعوجة لدى البكك وتصحيح مسارها، تلك السياسة التي تستمد قوتها وإدامتها من جزيرة إيمرالي وتصل لقنديل ويؤثّر دخانها على أعين الشعب الكوردستاني والأحرار الكورد وتشوّش من نظرتهم الصائبة!
ليتها كانت أخبار صادقة! وأن الجيش التركي يخسر الآلاف من جنوده يومياً!
ليت أكاذيب البكك كانت صدقاً وحقيقة! وفعلاً أن الجيش التركي يخسر الآلاف من جنوده يومياً! ليت أكاذيب البكك كانت أخباراً صادقة وأن عفرين والتل الأبيض –كري سبي- ورأس العين –سري كاني- لم تُحتل بهذه الوحشية! ليت أكاذيب البكك في ماضي الزمان كانت صدقاً وأنها لم تقم بنقل حربها من شمال كوردستان للجنوب وأنها لم تنسحب بل هي مجرد تكتيكات وأنه ليست هناك قرارات من إيمرالي كما لا وجود لضعفها العسكري! ألا ليتها كانت البكك تؤمن بحق الكورد في الاستقلال بالمرة من ظل الاحتلال! وأن هناك قضية باسم استقلال كوردستان وحريتها! ولم تُرق دماء الآلاف من شباب الكورد من أجل مصالح الاحتلال! ألا ليت بل وأقول ألف مرة ليت مقاتلي البكك –كريلا- وأعضاءها ومؤيديها يقيّمون سياسة البكك وخطابها وقراراتها التنظيمية بمنطق العقل عوض إتّباعها بطريقة عمياء ومنطلق رجعي! ليتهم فهموا حقائق أهداف ومقاصد قادة البكك الحقيقية وعلى رأسها نبع قراراتها الرئيسية في إيمرالي!!