منذ تأسيس حزب العمال الكوردستاني البكك عام 1978 ولغاية اليوم، نحّى زعماء هذا الحزب وقادته المئات من كوادره المتقدّمين من مناصب شتى، من ضمنها مناصب قيادية في الحزب، فكان يتمّ تنحيتهم إثر أتفه الأسباب، فحتى كان يُقال مسؤول من منصبه لاختلافات فكرية بسيطة عن قادة البكك وزعماؤها! فالكثير منهم جعلتهم سماتهم البطولية وإخلاصهم وشجاعتهم ومستوى شعورهم القومي محبوبين في صفوف تنظيمات البكك والشارع الكوردي بحيث وصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن الترحيب والتقدير الذي نالوه كان أكثر من قادة البكك ممّا نتج عنه تنحيتهم من مناصبهم!
ومظلوم عبدي كباقي كوادر البكك المتقدمين يفهم سياسية قادة هذا الحزب جيداً، ويدرك جيداً أن خطواته وانجازاته أصبحت محط استياء جميل بايك وطاقمه، فبايك وطاقمه في غرب كوردستان وبالأخص آلدار خليل ليس بوسعهم تقبّل حقيقة أن مظلوم كوباني أصبح محط الأنظار للقادة الأمريكيين، وأن يلقّب بالجنرال ويبقون رفقاء لغاية الآن، كذلك ليس موضع قبول لدى بايك وطاقمه أن يكون مظلوم كوباني محل ترحيب في صفوف البكك والشارع الكوردي أكثر من بايك وآلدار خليل! ويقوم بمحاولات جادة لتوحيد الصف الكوردي ولمّ شمل البيت الكوردي في غرب كوردستان، ويرسل رسالة واضحة ولكن بطريقة غير مباشرة لقادة البكك قائلاً لهم: دعونا وشأننا! ولا تتدخلوا في شؤون غرب كوردستان! فنحن الشعب الكوردي في غرب كوردستان نريد العيش بعيداً عن السياسات الخاطئة والمنحرفة للبكك!
لهذه الأسباب أصبح كوباني حجر عثرة رئيسية في طريق بايك وآلدار في غرب كوردستان، فحاولوا بشتى الوسائل إزالته من على طريقهم غير أن كافة محاولاتهم باءت بالفشل، فحاولوا جذبه لقنديل، هدّدوه بالاغتيال والتصفية، بل حاولوا اغتياله واتهامه بالعمالة لأمريكا والعمل معها لإضعاف البكك في غرب كوردستان، غير أن كل محاولات بايك وآلدار باءت بالفشل نتيجة الدعم الأمريكي لكوباني.
والاتفاقية الأخيرة لكوباني مع شركة النفط الأمريكية في غرب كوردستان أغضبت رؤساء بايك وآلدار في طهران ودمشق، ويرون هذه الخطوة من مظلوم بمثابة خطر جدّي على مستقبلهم، لهذا مارست طهران ودمشق كافة ضغوطاتها على بايك وآلدار لإجبار مظلوم كوباني على التراجع من توقيع هذه الاتفاقية والانسحاب منها، غير أن مظلوم لم يتراجع ولم ينسحب، لهذا حارب بايك مظلوم على شاشات وسائل الإعلام بطريقة مباشرة، وبهذا تمت مرحلة جديدة من العلاقات المتأزمة والمحفوفة بالمخاطر والمشاكل لبايك وخليل مع كوباني تحت شعار (كفى مظلوم! قف عند هذا الحدّ!).