مرتزقة الجنوب وتظاهرات الشعب البائس
أقسم مرتزقة الجنوب والأحزاب التي تتحكم بزمامها أعداءُ كوردستان على تدهور وزعزعة أوضاع البقعة الوحيدة المحرّرة من كوردستان، ولم يسلم لا شعب الجنوب ولا المجتمع الكوردستاني بل ولا حتى الفرد الكوردي من شرور هؤلاء ومؤامراتهم الخبيثة، بل انخرطوا داخل المجتمع وأطلقوا خيوطهم كالعناكب حول كل شيء، فباتت مؤامراتهم الخبيثة وسيناريوهاتهم تلتهم الأخضر واليابس بحيث قطعوا السبل أمام الشعب البائس للمطالبة بحقوقهم أو كسرة خبز تسدّ رمقهم!
فمنذ أيام حدثت تظاهرات سلمية في المناطق الخاضعة لسلطات الإتحاد الوطني (أو ما تسمى بالزون الأخضر) من قبل بعض موظفي إقليم جنوب كوردستان والشعب بسبب تأخّر توزيع رواتبهم، وكحق دستوري ومشروع للمطالبة بحقوقهم، غير أنه وكالعادة قامت بعض الأيادي الخبيثة بتحريف مسار هذه التظاهرات واستغلالها وهي ما زالت قيد التحضير، فقام ذيول الأعداء ومرتزقتهم بتحريف مسار هذه التظاهرات، بحيث انتفت المقاصد الحقيقية لهذه التظاهرات على أرض الواقع وأخذت تنحو منحى آخر، وباتت أهدافها منحصرة في الخراب والدمار وحرق مقار الأحزاب والمؤسسات الحكومية، واستخدام العنف ضد العجائز وترشيقهم بالحجارة!
فيا تُرى ما الذي يحدث في جنوب البلاد؟
وما الذي يطالب به المرتزقة المأجورين؟
ما المقصود تغطيته من وراء هذه التظاهرات؟
من المستفيد من هذا الوضع المتدهور المتأزم؟ ومن المتضرّر؟
خلال هذا التقرير سنجيب على هذه المسائل، كما سنكشف خفايا بعض هذه الأحداث، بالإضافة لنشر معلومات غاية في السرية عن هؤلاء المرتزقة المأجورين سواء كانوا أشخاصاً أو أطرافاً، في الوقت نفسه سنكشف عمّا حاك في الخفاء والغرف المظلمة من مؤامرات خبيثة، تنفيذاً لوعودهم أسيادَهم بزعزعة استقرار الجنوب وحرمانه من التنعم بالراحة والأمان.
فبداية ومما لا شكّ فيه أن التظاهرات التي حدثت في الآونة الأخيرة كانت للمطالبة بصرف الرواتب وتحسين معيشة المواطنين كما هو معلوم للجميع، غير أن بعض الأطراف المعروفة بارتزاقها وعدم كوردستانيتها حاولت استغلال الوضع المتدهور -وكالعادة- والتلاعب بمشاعر الشعب والرقص على جراحه وبالأخص طبقة الموظفين، وخلق فرص لهم لبلوغ مرامهم وتحقيق مصالحهم، وكالآتي:
طابور لاهور شيخ جنكي من ضمن صفوف الإتحاد الوطني الكوردستاني
طابور جميل بايك من ضمن حزب العمال الكوردستاني البكك
قسم من أعضاء وكوادر حركة التغيير وبالأخص الواقعين تحت تأثير لاهور شيخ جنكي
الجماعة الإسلامية في كوردستان
حراك الجيل الجديد وشاسوار عبد الواحد
بعض البرلمانيين الكورد المرتزقة والجحوش في بغداد
فقد تدخّلت هذه الأطراف على وجه السرعة في التظاهرات التي ما زالت في مراحلها التحضيرية، ووجّهوها لتحقيق أهدافهم وتغيير مسارها وتحريفها عن نهجها، والحق أن هذه الأطراف تناسقت بشكل جيد ومدبّر من قبل! فقبل انطلاق هذه التظاهرات عقدت هذه الأطراف اجتماعات ثنائية وثلاثية على مستوى الكوادر المتقدمين، وتم توزيع المهام وفق خارطة طريق ومخطّط مسبق
وكان هدف التظاهرات وبالأخص في مناطق (بيره مكرون وسيد صادق) والمناطق الحدودية لمدينة السليمانية حرق مقار الديمقراطي الكوردستاني، وأمّا سيناريو حرق مقار الإتحاد الوطني فكان مجرد جزء من مخطط شرّير للتغطية على لاهور شيخ جنكي وجماعته وإبعادهم من خانة الاتهام لا غير!
وقد حصلت مصادر موقع داركا مازي في جنوب كوردستان على معلومات غاية في السرية والخصوصية بشأن تظاهرات (بيره مكرون وسيد صادق) وحسب هذه المعلومات فقد عقد اجتماع يوم الـ 2 من الشهر الجاري ضمّ كوادر يمثلون لاهور شيخ جنكي مع ممثّلين من تنظيمات البكك وحراك الجيل الجديد وقسم من كوادر حركة التغيير والجماعة الإسلامية في السليمانية في منزل أحد رفاق (بولات شيخ جنكي شقيق لاهور) المقرّبين، وخلال الاجتماع تمّ تحديد مقار البارتي والإتحاد والتغيير المستهدفة للحرق، وتمّ توظيف كوادر وأعضاء هذه الأحزاب بالقيام بهذه المهام، وقد قرّرت هذه الأطراف إخلاء مقار الإتحاد والتغيير والجماعة الإسلامية المخطّط حرقها قبل الموعد المقرّر، ونقل وثائقهم وملفاتهم منها.
كما تقرّر خلال الاجتماع إلزام البكك بإصدار تصريح بأنه تمّ غلق مؤسّساتها الإعلامية كـ(روزنيوز، و”TEVDApress”) في السليمانية، غير أن هذا كان كذباً واضحاً لا غبار عليه؛ كون هذه المؤسّسات كانت تغطي أحداث هذه التظاهرات بصورة مباشرة منذ بدايتها لحظة بلحظة، وتنشر أنباء كاذبة ومغايرة لحقيقة الأحداث ومحرّفة لها.
كما تمخّض الاجتماع بإصدار أوامر للبرلمانيين الكورد الجحوش والمرتزقة في بغداد بالقيام بمهامهم المتمثّلة بل والمنحصرة في تشويه سمعة كوردستان.
وسنتحدّث باختصار عن أسباب وأهداف هذه الأطراف، وما تريد تحقيقه من خلق هكذا أوضاع متدهورة.
أولا: تنظيمات حزب العمال الكوردستاني البكك:
أصدرت تنظيمات البكك وبالأخص جناح جميل بايك تعليمات لجماعة لاهور شيخ جنكي، أرادت البكك الاستفادة من هذه التظاهرات بمهاجمة البارتي وعدم تضييع هذه الفرصة، والحق أن البكك أرادت تحقيق جملة قضايا، منها:
تغطية إخفاقاتها العسكرية في حفتنين.
تغطية قضية تسليمها لشنكال الأخيرة.
استغلال الفرصة السانحة لمهاجمة البارتي وجنوب كوردستان.
ثانياً: جناح لاهور شيخ جنكي:
من جانبه، حاول جناح لاهور تحقيق هذه الأهداف من هذا الوضع:
تغطية الانقسامات التي حدثت داخل بيت الإتحاد الوطني والتستر على الإخفاقات المميتة فيه.
تغطية الإيرادات المالية المتحصّلة من المعابر الحدودية الخاضعة لسلطات الزون الأخضر.
محاولة تعثّر مشروع قانون الإصلاح الذي نادت به حكومة الجنوب، كون المشروع ضربة قاصمة لظهر لاهور.
إرضاء الأحزاب الشيعية في بغداد واسياده في طهران.
ثالثاً: الجماعة الإسلامية:
شاركت الجماعة الإسلامية في كوردستان في هذه المؤامرة الخبيثة أيضاً، فوفق ما حصل عليه موقع داركا مازي من معلومات خاصة، أنّ أمير الجماعة الإسلامية قد زار بغداد على رأس وفد في الـ 6 من أكتوبر المنصرم، وعقد عدة اجتماعات مع كبار قادة الشيعة المقرّبين من إيران، وتركّزت هذه الاجتماعات حول مسألتين:
المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل.
الانتخابات المبكرة.
وخلال تلك الزيارة، استحصلت الجماعة الإسلامية عشرات ملايين الدولارات من كبار مسؤولي الشيعة كمساعدات، لهذا لم تجد الجماعة بدّاً من المشاركة في هذا المخطّط التخريبي الشرير.
رابعاً: البرلمانيين الجحوش من جنوب كوردستان في بغداد:
وأما بصدد مشاركة البرلمانيين الكورد الجحوش من جنوب كوردستان في بغداد في هذه المؤامرة الخبيثة، فتتلخّص أسبابهم فيما يلي:
كسب عواطف الجمهور قبل اقتراب موعد الانتخابات.
تمتلك الأحزاب الشيعية ملفات ووثائق تفضّحهم في قضايا الدعارة والممارسات اللاأخلاقية.
الوقوع مباشرة تحت تأثير الأحزاب الشيعية، وتلقّي أموال طائلة مقابل ارتزاقهم وبيعهم لذواتهم.
تحت أية تسمية كانت سبب هذه التظاهرات إلا أنها أخذت منحى آخر، فحتى لو كانت للمطالبة بالحقوق وتحسين المعيشة وصرف الرواتب، إلا أنها انحرفت من مسارها السلمي نتيجة تدخّل أيادي المرتزقة والجحوش المأجورين، فباتت تستهدف حكومة جنوب كوردستان وشعبه، فقضية حرق مقار البارتي باتت تراثاً في منطقة الزون الأخضر منذ ما يقارب 10 سنين، فيا ترى هل كان سبب حرق مقار البارتي عام 2011 في السليمانية الأزمة المالية؟!
نعم تزامن مع حرق مقار البارتي حرقُ مقار الإتحاد والتغيير إلا أن الضرر الملحق بمقار البارتي كان أضعاف مقار غيره من الأحزاب! فقد تمّ إهانة كوادر وأعضاء البارتي هناك! على عكس كوادر الإتحاد والتغيير، فمرتزقة الجنوب وجحوشه يحاولون ستر الحقيقة عن أعين الناس، فهدفهم الوحيد هو إرسال رسالة للشعب بأن من قطع قوتهم ورواتبهم هو البارتي وحكومة الجنوب! وليست الحكومة العراقية والتي تعادي جنوب كوردستان بكلّ ما أوتي من قوة وبأوامر إيرانية مباشرة وبحتة!
والغريب في هذه الأحداث الخيانية الخبيثة هو موقف الإتحاد الإسلامي الكوردستاني، فقد حاول هذا الحزب أن يستغلّ الفرصة من هذه الفوضى العارمة من غير أن يدري ما الذي يجري! فسخّر إعلامه الحزبي لهذه المؤامرة الخبيثة ونقل الإشاعات والدعاية لها، فجلّ تفكيرها كان منصبّاً في جبر هزيمتها النكراء وإخفاقها في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة!
باختصار، من قام بحرق مقار البارتي والمؤسّسات الحكومية في هذه التظاهرات لم يكن الموظّفون البسطاء، من قام بضرب العجائز والمسنين ورشقهم بالحجارة لم يكن الشعب البائس، بل كان كوادر لاهور الجحش وأنصاره ومواليه، فما حاجة موظف حكومي بضرب عجوز؟!
فيا ترى متى أصبح إهانة العجائز من خصال الكورد وتراثهم؟!! فنقول كلاّ ليس هذا من خصالهم وعاداتهم، بل هو من خصال وأخلاق الجحوش وأعداء الكورد، الذين يحاولون زعزعة أمن واستقرار كوردستان وتأزيم أوضاعها عدا محاولتهم لزرع أفكارهم الخبيثة والدنيئة في عقول الفرد الكوردستاني، فكلّ هذا أثبت صحّة ما قيل بأن أحزاب الزون الأخضر يمارسون الإرهاب الفكري ضد الشعب الكوردستاني فعلاً! بل بات واضحاً كعين الشمس رابعة النهار.