الرئيس التوأم -المشترك- لحزب الإتحاد الوطني الكوردستاني (لاهور شيخ جنكي) بات معروفاً لدى الشعب الكوردي، غير أنه استحصل هذه الشهرة السلبية من ممارساته الخبيثة والدنيئة، وكأنه دخل التأريخ ولكن من سلة القمامة!
المرة الأولى التي سمع فيها الشعب الكوردي اسم (لاهور شيخ جنكي) كانت إثر أحداث 16 أكتوبر الخيانية وبيع قلب كوردستان (كركوك) التأريخية العريقة، فقد بات معروفاً لدى الشعب الكوردي أن من سلّم قلب كوردستان للأعداء المحتلين (الجيش العراقي والحشد الشعبي) كان لاهور شيخ جنكي وشقيقه آراس، والمؤسف في الأمر أن الخونة الأشرار قد يحصلون على شهرة أكبر مما يحصل عليها الأبطال الأخيار، وكذلك لاهور، فقد عُرف بالخيانة وبيع الذات والأرض والوطن وكلّ شيء مقدّس، فقد كان هو المسبّب الرئيسي والمشهور لأعظم أحداث خيانية على مرّ التأريخ الكوردي، والأمرّ من هذا أن لاهور نفسه يعرف ما يجري وأنه اشتهر من وراء هذه الخيانة وحصل على لقب “الخائن” بجدارة وامتياز، غير أنه الآن يتمّ كتابة سيناريو جديد لمسرحية تراجيدية أخرى تنقلب فيها الأدوار بحيث يمثّل فيها لاهور دور البطولة والوفاء!!
من أجل صورة تذكارية.. يحشر نفسه بين الوفود الدبلوماسية الأجنبية
خلال الأحداث والمشاكل الأخيرة التي عصفت بكوردستان، رأى لاهور فرصة العمر لنفسه من خلالها، فحاول آملاً أن يظهر بصورة البطل المنقذ والثوري المخلص لشعبه، غير أنه بات واضحاً للجميع أن هذه الأحداث مجرد مسرحية تعرض على وسائل الإعلام الشعبية لا غير.
فحاول لاهور أن يظهر بمظهر الشخصية المهمة وذات التأثير الكبير على محيطه، وذلك من خلال نشر صور له مع دبلوماسيين أجانب وفي مؤسّسات ذات طابع دبلوماسي على منصات السوشيال ميديا، ولا نعرف هل هناك من يصدّق هذا الهراء؟! فكلّ من له أدنى معرفة بهذه الأمور يعرف جيداً أن هذه اللقاءات ليست رسمية، بل هي مجرد محاولات يائسة من شخصية فاقدة لأية قيمة اجتماعية على أن يُظهر نفسه وكأنه شخصية هامة عقدت لقاءات مع كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية والقنصلية العامة لبريطانيا! فلا ندري بأية صفة رسمية عقدت هذه اللقاءات والاجتماعات؟!
فممّا لا شكّ فيه أن هذه اللقاءات لا معنى لها في مجالي السياسة والدبلوماسية، إذ لم تتم بأية صفة رسمية، ولم تنشر أية جهة عقدت مع لاهور لقاءً على مواقعها أنها عقدت لقاءً أو تباحثت في مسألة ما أو حتى لم تتطرق إلى ما له أدنى صلة بهذه اللقاءات والصور! فالالتقاء بشخصية أو وفد في حديقة أو على طاولة ليست من سمات اللقاءات الرسمية، بل هي كالترحيب بشخص في مقهى شعبي، وأخذ الصور مع تلك الشخصيات والوفود كأخذ الأطفال للصور مع العروسين، فكذلك لقاءات لاهور وصوره المنشورة على منصات السوشيال ميديا!
ما زال برهم صالح يقضي ديون لاهور
فيا ترى كيف يعقد لاهور هذه اللقاءات؟ ممّا لا شكّ فيه أنه يحصل على هذه الفرص للالتقاء بهؤلاء الشخصيات والوفود عن طريق شريكه التجاري والسياسي رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح، فبرهم يرجو من الموظفين الدبلوماسيين زيارة لاهور، وهم بدورهم لا يرفضون طلبه وخاصة كونه طلباً رخيصاً يتمثّل بالجلوس مع شخص لا يملك أية صفة رسمية، بل لمزيد من المعلومات أن هذه الشخصيات والوفود لا تنظر إليه حتى وكأنه زعيم حزب أو رئيسه أو حتى جزء من الرئاسة!
فممّا هو معروف أن القنصل البريطاني (ستيفن هيكي) ينشر صور لقاءاته مع أية منظمة للمجتمع المدني، كما أنه يقوم بالرّدّ على التعليقات على منشوره، مع هذا لم ينشر على صفحته هذا اللقاء ولم يتطرّق إليه! مع هذا نجد الكثير من الصور للحكومة الرسمية وبيشمركة حكومة جنوب كوردستان على تلك الصفحة، وكذلك فعل القيادي الشيعي العراقي (عمار الحكيم) نعم استقبله لاهور، غير أنه كذلك لم ينشر أو يتطرّق للقائه مع لاهور أو نشر صور معه على صفحاته على منصات التواصل الاجتماعي.
أي أنه لا توجد هناك أية لقاءات دبلوماسية رسمية في الواقع، أما في مجال الدبلوماسية فليس كلّ من لقي دبلوماسياً أو اجتمع معه أو اخذ صورة معه فهو دبلوماسي وأن اللقاء لقاء دبلوماسي رسمي! فلا تُدار السياسة والدبلوماسية بالحيل والخداع من أمثال لاهور جنكي السارق لمعابر باشماخ ووارداتها!
لا دلالة ولا معنى للقاءات لاهور جنكي في مجالي السياسة والدبلوماسية
ما يقوله لاهور بأن هذه اللقاءات والاجتماعات هي من أجل حلّ القضايا والمشاكل الاقتصادية للشعب الكوردستاني لا أساس له من الصحة، فمن يقوم بعقد الاجتماعات لحلّ المشاكل العالقة هي الحكومة الرسمية لإقليم جنوب كوردستان مع بغداد، وقد عقدت عدة اجتماعات بينهما وبات التوصّل لحلّ القضايا والمشاكل الاقتصادية العالقة وشيكاً، ففي النظم العالمية الرسمية ليست باستطاعة أحد بمنأى عن الرسميات أن يقوم بعقد لقاءات دبلوماسية شخصية وهي في حقيقته لا يمثّل لا حكومة ولا مؤسّسة ولا حزباً حتى! فتحديد وإرسال الوفود الدبلوماسية هي من مهام الحكومة وواجباتها، وهي تختار هذه الوفود بدقة وعناية بالغة، لذا ينبغي على حكومة إقليم جنوب كوردستان قطع السبل عن اللقاءات الحزبية والشخصية والتي تنقص من القيم والمبادئ القومية والوطنية وتجعل منها سلعاً ومواضيع اقتصادية وسياسية! فمثل هذه المشاكل لا تحلّ بلقاء لاهور للقنصل أو غيره! فنقول هنا ألا يعرف لاهور أن اللقاءات التي تمتلك الحلول هي لقاءات بغداد؟! وأن من شارك في هذه المباحثات والاجتماعات هو ابن عمه (قوباد طالباني)؟! وأن لقاءات لاهور لا معنى ولا دلالة لها لا في مجالي السياسة والدبلوماسية! فلاهور بذاته يدرك جيداً أنه لا يملك تلك القوة لعقد لقاءات وإجراء مباحثات مع أية جهة كانت!
ما حصيلة المقارنة بين كلّ هذه الأشياء؟!
عند المقارنة بين كلّ ما مرّ يتّضح أن لاهور شيخ جنكي إنما يحاول عرض مسرحية وهمية يعطي دور البطولة لنفسه، وإلا فهو بنفسه يعرف أنه لا يمتلك ثقلاً في أي لقاء له مع الغرب، فالغرب يعرف جيداً أن تأثير لاهور منحصر على عناصر خاصة تابعة له (خاصة واستخباراتية) في مدينة السليمانية، عدا هذا فلم يحتشد حوله غير حفنة من السرّاق والحرامية والفاسدين، لذا فلا ترى أية جهة كانت أن لاهور بمثابة محور لحلّ القضايا والمشاكل الكوردستانية، فهم يعرفون ما اقترفته يداه من خيانة عظيمة، لذا فعندما يحتاجون لشخص له دور ريادي في الخيانة وبيع الذات آنذاك فقط يلجؤون للاهور شيخ جنكي، فهذه الدول تردك جيداً أن القادة والرؤساء لا ينبثقون من بين سفلة البارات والملاهي الليلية لـ (سرجنار وبريطانيا)!
شهرة لاهور كشهرة من تغوّط في عين ماء القرية
قيل قديماً، كان هناك راعٍ في قرية أراد أن يكتسب شهرة في القرية بحيث يتحدّث عنه القرويون في مجالسهم كما يتحدّثون عن أصحاب المآثر والمنجزات من مشهوري القرية، غير أن الراعي لم يكن يملك أية قدرات أو مؤهلات تمكّنه من كسب الشهرة، ففكّر كثيراً فلم يتمخض فكره السقيم من غير فكرة دنيئة ألا وهي التغوط في عين ماء القرية لكي يتحدّث القرويون عنه ويسبونه ويشتموه! فأصبح يمتلك شهرة منعدمة النظير في القرية ولكن شهرة سلبية إذ بات معروفاً لدى أهل القرية بـ “من غاط في عين ماء القرية”!
وكذلك لاهور، فقد اكتسب شهرة من بيع ذاته وأرضه ووطنه، فبات معروفاً بل أيقونة للخيانة والعمالة!