في السويد… الـ PKK تعادي وتحارب اسم الكورد وعلم كوردستان!
بقلم: إدريس إسماعيل طروانشي
النادي الكوردي (Dalkurd) هو إحدى أندية كرة القدم السويدية الشهيرة والمعروفة عالمياً ايضاً، وهو نادٍ كروي كوردي أنشأه نخبة من الشباب الكورد الوطنيين المخلصين في إقليم (Dalarna) بالسويد، وهو نادي مليء بالحيوية والنشاط والأحاسيس القومية والوطنية، وقد استطاع النادي الحديث الولادة الظهور على الساحة وجذب الأنظار والحصول على إنجازات كروية عظيمة على مستوى السويد والعالم، وكبرى هذه المنجزات تجسّدت في دخول النادي للدوري الممتاز في السويد.
ومن المعلوم أن السويد دولة ديمقراطية حرة، وهو البلد الوحيد في العالم حيث يسمح لمواطنيه بتدريس لغتهم الأم بشكل رسمي في مدارس الدولة، مثله كمثل باقي المناهج التدريسية، وهذا الجو المليء بالديمقراطية والحريات الشخصية هو ما دفعت الجاليات المهجّرة للالتفاف حول لغتها وثقافتها وتراثها، واستطاعوا وبمساعدة مؤسّسات الدولة الرسمية تأسيس جمعيات ومنظمات وأندية من أجل الحفاظ على المبادئ والأسس القومية والتراث والثقافة، والمحافظة على الهوية القومية واللغة، وهذا ما أتاح الفرصة المناسبة للمهجّرين الكورد والجالية الكوردية في هذا البلد الحرّ وبالأخص الكورد من شمال كوردستان الناجين من براثن الفاشية التركية وأنياب الأتراك السباع المتوحشين بالالتفاف حول حقوقهم القومية الأساسية والطبيعية، وحمايتها من الاندثار والإذابة، فقاموا بفتح المدارس الكوردية وجمعيات تمثّل الكورد في كافة المناحي، وفتح الإذاعات والقنوات الكوردية، وتأسيس مواقع نشر ومطابع، علاوة على ذلك، فقد شهد المنحى السياسي تقدّماً للخبرات والطاقات الكوردية الشابة، بحيث استطاع العديد من المواطنين الكورد السويديين بلوغ مناصب سياسية وإدارية بارزة في هذا البلد الحر، بالإضافة للتطور الذي شهدته المجالات الفكرية والعلمية…
وكان من بين ممارسة الحريات هذه، تأسيس هذا النادي الكوردي، فقد أسّس مجموعة من شباب الكورد نادياً لكرة القدم باسم (Dalkurd) ووضعوا علم كوردستان المقدّس شعاراً لناديهم، وهذا ما تسبّب بتجمّع الكورد واحتشادهم حول النادي الكوردي، سواء المتواجدين منهم في السويد أو كوردستان أو غيرهما من دول العالم، وأصبحوا يرون النادي كملك للكورد أجمع، وإنجاز ومكسب قومي عظيم، فباتوا يشجّعون ناديهم بما يمتلكون من قوة وطاقة.
غير أن المؤسف ان تصل الأيادي السوداء لأعداء الكورد وألوان علم كوردستان المبارك، ذلك العلم الذي يعتبر شعاراً ورمزاً للكورد في حلّهم وترحالهم، رمز الوحدة ورصّ الصفوف بين الشعب الكوردي، فلمّا لم تصل أياد هؤلاء الأعداء الخبيثة لكوردستان ومنجزاتها، حاولت مهاجمة هذا النادي الكوردي وعادت اسمها وشعارها المتمثّل بعلم كوردستان المبارك، وحاولت بشتى الوسائل تغيير شعار النادي!
ولا نستغرب أن يقوم حزب العمال الكوردستاني البكك بالنيابة عن أعداء الكورد بكلّ عمل خبيث وقذر تجاه الشعب الكوردي والرموز القومية والوطنية للكورد، فهذا الحزب بني من أساساً لقتل الفكر القومي الكوردي، والأدلة على ذلك لا تحصى ولا تُعدّ، وإلا فكيف تقبل البكك بالحشد الوحشي والجيش العراقي في شنكال بينما لا تسمح لقوات بيشمركة كوردستان بالتواجد والتمركز فيها؟! تلك القوات الوطنية المخلصة التي ضحّى الآلاف من شباب الكورد في ثناياها بدمائهم الطاهرة النقية من أجل تحرير كوردستان وتنعّمها بالأمان والسلام! أم كيف تقبّلت رفع علم البعث ودوس بصاطيل جنود النظام الأسدي المضرّجة والملطخة بدماء الكورد غرب كوردستان، بينما لا تقبل بعلم كوردستان مرفرفاً في سماء غرب كوردستان كما لا تسمح لبيشمركة روژ بالعودة لديارهم ووطنهم؟! أم كيف قامت بالقضاء على أية مظاهر للمقاومة والنضال الكوردي وفطست الحركة التحرّرية الكوردية في شمال كوردستان، وأخلت موطن الكورد للأتراك الوحوش والمتطرّفين!!
نعم، هذه هي الحقيقة المؤسفة والدامية، أينما توقّدت شعلة الكوردايتي، وانتشر عبق القومية والوطنية والوفاء، ظهرت البكك إلى الوجود وعلى الساحة وقضت على هذه المظاهر، واستخدمت تلك الساحة لأعمالها الخبيثة والبشعة!
فيا تُرى ألم يأن للقوميين الوطنيين المخلصين أن ينبروا للبكك ويقفوا بوجهها ويقولوا لها كفى!
ملاحظة: تمّت ترجمة المقالة من صفحة الكاتب على الفيسبوك.