استهداف بطائرة مسيّرة تحمل متفجرات (TNT) لمطار أربيل الدولي بعاصمة الإقليم ليلة أمس، يأتي الهجوم الإرهابي بعد شهرين من هجوم مماثل شهر شباط الماضي عندما تمّ استهداف المطار بـ 14 صاروخاً.
الـ PKK نائمة في أذن الثور!
انتشر خبر هجوم ليلة أمس على مطار أربيل بسرعة البرق في العراق والمنطقة والعالم أجمع، واستنكرت الدول والمؤسّسات العالمية الهجوم، بخلاف وسائل إعلام البكك التي كانت نائمة في أذن الثور حيال الهجوم ونشر الخبر! فعلاً وكأنها في قعر بئر لا تعرف بما يحدث في الخارج!
فجلّ ما نشرته وكالة (ANF) والتي هي لسان حال تنظيمات البكك، كان عبارة عن خبر في سطرين، قالت فيه: انفجار بالقرب من مطار أربيل.
هجوم أربيل لم يلقى صدى لدى البكك وكأن اطفالاً أحرقوا إطاراً في سهل أربيل!
تستغل كافة وسائل إعلام البكك (ANF)، ستيرك تي في، روناهي تي في، وروژ نيوز…) وعامة المواقع الإعلامية التابعة لها، جميع الفرص للهجوم على حكومة إقليم كوردستان، فهي تترصّد دقائق الأمور عن حكومة الإقليم للتهجّم عليها بأسلوب خبيث قذر ومخطّط، وهي تجعل من كلّ حادث قضية مهما بلغ من التفاهة والصغر للإساءة لحكومة الإقليم وتشويه سمعتها في أعين المواطنين!
غير ان هذه هي المرة الثانية خلال شهرين، والتي لا تسمع وسائل الإعلام هذه صوت الصواريخ المستهدفة لمطار أربيل الدولي في عاصمة الإقليم! فلا تنشر أية أنباء عنه، بل استصغرت الهجوم وكأن طفلين قد اشعلا النار بإطار سيارة في سهل أربيل!
فوكالة (ANF) والتي تنشر بعشر لغات، قالت بصدد الهجوم الإرهابي ليلة أمس: انفجار بالقرب من مطار أربيل الدولي، ولم تعرف الخسائر لغاية الآن!
فلو دقّقنا النظر في وسائل إعلام البكك لاتضح لنا بأن الهجوم الذي استهدف العاصمة أربيل قد أسرّ البكك وأفرحها، فوكالة (ANF) معروفة بخلقها قضايا هامة من أتفه الأنباء والأحداث التي تحدث في الإقليم! فتصرّح وتقوم بفعاليات وتعقد حوارات وتعدّ لقاءات، وتوظّف جميع أذرعها بالتوغل في هذا المسار الخبيث لتكبير الحدث مهما بلغ صغره وجعله جبلاً متراكماً من الأحداث والمشاكل! غير أنها كانت صمّاً بكماً عمياً من حادثة بشعة كالأمس من مهاجمة مطار أربيل الدولي في قلب العاصمة أربيل!
البكك متواطئة بهذا الأسلوب في هجوم ليلة أمس!
السؤال المطروح هنا هو: لو لم تكن البكك قد أسرّها هجوم ليلة أمس، فلماذا لا تتّخذ أي موقف من على وسائل إعلامها؟ ولم تنشر الخبر على مدى واسع؟ والجواب بغاية البساطة، هو أنها لا تقدر على التحدّث عن الهجوم لسببين: أولهما أنها ستغضب شريكها المصيري والقدري (ميليشيات الحشد الشعبي) والثاني: أن لها يداً في الهجوم بشكل ما، فهي تقدّم الدعم اللوجستي لشريكها لتنفيذ مثل هذه الهجمات.
فالبكك وباعتراف إيراني صريح، أصبحت حليفة رسمية لميليشيات الحشد الشعبي ضمن جبهة المقاومة (محور المقاومة) وتنحصر مهامها في الحفاظ على تحقيق المصالح والأهداف والأجندات الإيرانية في المنطقة، لهذا فأي عمل تقوم به هذه الميليشيات والفصائل المسلّحة فهو بتعاون البكك قطعاً، فهما حليفان ووجهان لعملة واحدة، بعبارة أخرى: الأوامر والتعليمات التي تصدر من إيران لميليشيا الحشد الشعبي تصل لتنظيمات البكك أيضاً.