أكّد قيادي كوردي سوري، أن حزب العمال الكوردستاني البكك في شنگال -سنجار- يستقوي بإيران، وأنه لن يكون هناك خروج حقيقي ونهائي لهذه التنظيمات من القضاء إلا بوجود ضغط أمريكي واضح وإرادة دولية حقيقية وإدخال قوات البيشمركة فقط.
وقال شاهين أحمد القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا أحد أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) إن بقاء مسلحي تنظيمات البكك في هذه المنطقة يعني وجود ذريعة للتدخلات العسكرية من أكثر من طرف “داخلياً وخارجياً”.
ونوّه شاهين إلى أن “الحكومة الاتحادية في بغداد ليست جادة بما فيه الكفاية في موضوع إعطاء المهل لخروج الميليشيات من شنگال، والسبب يعود إلى تركيبة الحكومة العراقية التي هي تركيبة محاصصاتية، ونظراً لأن الغلبة فيها للمكون الشيعي، وغالبية الأحزاب والمكونات السياسية الشيعية تابعة لإيران، إضافة إلى أن الغالبية الساحقة من قيادات الجيش العراقي تدين بالولاء لإيران أكثر من ولائها للسيادة الوطنية العراقية.
وأضاف أحمد أن “القوات المسلحة العراقية تضمّ في صفوفها عشرات الفصائل التابعة لميليشيا الحشد الشعبي، ومعروف بأن الحشد بمختلف فصائله تابع لفيلق القدس الإيراني، ولذلك فلا الحكومة الاتحادية في بغداد، ولا قيادة الجيش العراقي قادرتان على حسم هذا الموضوع دون موافقة وضوء أخضر من إيران”.
وأشار إلى أن مسلحي تنظيمات البكك المتواجدين في شنگال تحت مسمى وحدات حماية شنگال ومسميات أخرى هم بالأساس جزء من منظومة الحشد الشعبي ذاتها، ويستلمون رواتبهم كما ويتمّ تسليحهم وتذخيرهم من قبل هيئة الحشد الشعبي، لذلك فإن هذه التنظيمات تستقوي بإيران من خلال الجيش العراقي نفسه، والحكومة الاتحادية ذاتها، ولن يكون هناك خروج حقيقي ونهائي لها من شنگال إلا بوجود ضغط أمريكي واضح وإرادة دولية حقيقية، وإدخال قوات البيشمركة فقط.
وقال القيادي الكوردي: “لن تكون هناك مواجهات حقيقية بين البكك والقوات الاتحادية، ولكن قد تكون هناك سيناريوهات ومسرحيات بين الطرفين لخلق انطباع بأن القوات الاتحادية جادة في مقاتلة البكك، والغاية منها خلق حجج ومبررات لبقاء منطقة شنگال في حالة عدم استقرار لمنع عودة الأهالي إليها، والإبقاء على المنطقة التي تحتل موقعاً استراتيجياً مهماً ممراً للتهريب، ومحطة لوجستية هامة في الممر البري الرابط بين طهران وجنوب لبنان وسواحل المتوسط”.
ولفّت أحمد إلى أن أعداء الكورد مستفيدون في شنگال، والخاسر الوحيد هو الشعب الكوردي وحكومة إقليم كوردستان وأهالي شنگال بالدرجة الأولى، لأن بقاء مسلحي البكك في هذه المنطقة يعني وجود ذريعة للتدخلات العسكرية من أكثر من طرف، وطالما أن التوتر العسكري سيد الموقف فهذا يعني عدم عودة المدنيين إليها، وبالتالي بقاء شنگال عرضة لتغيير ديمغرافيتها، وخاصة أنها إحدى المناطق الكوردستانية التي تقع خارج الحدود الإدارية لحكومة الإقليم والتي تسمى زوراً بالمناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية.
وتابع شاهين أن “هناك مادة دستورية (المادة 140) خاصة بمعالجة هذه المناطق ومن ضمنها شنگال، وقد تماطلت الحكومات الاتحادية المتعاقبة في تنفيذها منذ أن تم وضع دستور جديد للعراق عقب عملية تحرير العراق من نظام البعث الفاشي، وحتى اليوم.
وأكد أحمد، أن البكك تستميت في التمسك بشنگال، لأن شنگال هي حلقة الوصل بين غربي كوردستان (كوردستان سوريا) حيث مصادر الدعم المالي الناتج من بيع البكك للنفط والغاز وواردات المعابر والتجارة، وكذلك فإنها صلة الوصل بين مسلحيها المتواجدين في غربي كوردستان، ومواقعها في إقليم كوردستان وخاصة قنديل عبر مناطق نفوذ الحشد الشعبي والاتحاد الوطني الكوردستاني، بمعنى أن الخروج من شنگال يعني قطع الشريان الاقتصادي وطرق التهريب والإمداد من وإلى غربي كوردستان، حيث مصادر ومنابع المال والرجال.
وقال القيادي الكوردي: “إنني لست على قناعة بأن البكك ستنسحب فعلياً من شنگال، وإذا حصل أي تغيير في هذا الجانب سوف يكون شكلياً لا أكثر، ومن خلال تغيير لباس مسلحي الحزب فقط، والانخراط في مجاميع الحشد الشعبي وبعض القطعات الخاصة للجيش العراقي”.
وختم شاهين أحمد حديثه قائلاً: “إن إنهاء البكك في هذه المنطقة مرتبط بشكل وثيق بإخراجها من كامل كوردستان سوريا أولاً، وبالتالي إخراجها من كامل مناطق تواجدها خارج ساحتها الأساسية ثانياً، وهذا الأمر ليس سهلاً، لأنه يحتاج إلى قرار وتوافق دولي وإقليمي ومن خلال إعادة إحياء مشروع السلام في تركيا، وبكل أسف ليست هناك مؤشرات دالة على ذلك في الوقت الحالي”.
المصدر: باسنيوز