ألاعيب جوهر آغا الهركي ولاهور آغا الطالباني!

ألاعيب جوهر آغا الهركي ولاهور آغا الطالباني!

منذ أيام، وتتداول مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات السوشيال ميديا الخاصة بجبهة (محور المقاومة) الإيرانية في إقليم كوردستان -جنوبي كوردستان- والتي تضمّ ماكينات الإعلام لكلّ من الاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني الـ PKK والحشد الشعبي، قصة ملفقة عن شخصية (جوهر آغا الهركي)، فقد نشرت كافة وسائل إعلام الاتحاد الوطني الكوردستاني وبالأخص الخاضعة لهيمنة لاهور شيخ جنكي، وقسم من وسائل إعلام الـ PKK كمؤسّسة (TEVDA press) التي تديرها بعض الأشخاص المقرّبين من قيادي الـ PKK جميل بايك وبإشراف مباشر من لاهور جنكي، قصة ملفقة وهمية كاذبة مهترئة متفكّكة بحيث لم يوفّق معدّوا السيناريو الفاشل في تحقيق أهدافهم لشدّة ضعفها ووضوح ملامح الكذب والافتراء عليها، بل بات واضحاً لكلّ متابع للموضوع أن الموضوع موجّه من مصدر قرار واحد.

هذا وتتحدّث القصة المفترية عن محاولة لجهاز مخابرات الإقليم (باراستن) لاغتيال جوهر آغا الهركي بالتواطؤ مع جايجي-صاحب المقهى أو الذي يقوم بصنع الشاي- عن طريق تسميمه بوضع السمّ في الشاي، ولتوثيق زعمهم المفتري، أوردوا الخبر تلو الآخر وصفّتوا مكعبات كذبهم لغرض إقناع المتابع لوسائل إعلامهم الموجّه والهادف، علماً أن الهدف المنشود لكافة هذه الأطراف الولائية لإيران في المنطقة وإقليم كوردستان خصوصاً هو كسب أصوات الهركيين -أفراد عشيرة الهركي- في الانتخابات العراقية المبكرة لكي تستطيع تنفيذ أجندة أسيادهم الإيرانيين في إقليم كوردستان، والمحافظة على مصالحهم، هذا من جانب، ومن جانب آخر فليست القصة إلا استمراراً لمحاولاتهم الدنيئة في خلق حالة من الفوضى وأجواءٍ من اللاإستقرار بمنطقة بهدينان، وتأليب العشيرة الهركية ضد المؤسّسات الأمنية في إقليم كوردستان، غير أن الحظ لم يوفقهم ولم تجر الرياح بما اشتهته أشرعة سفن الغدر والخيانة هذه المرة! فأصبحت محاولاتهم هباءً منثوراً، واتضح زيف وكذب هذا السيناريو الملفق في وقت قياسي كفقاعة ماء لم تصمد طويلاً أمام عوامل الطبيعة!

يا تُرى: من هي العشيرة الهركية؟ ومن هو جوهر آغا الهركي؟ وما هو حقيقة مخطّط لاهور من وراء أحداث هذه القصة الكاذبة؟!

جوهر محي الدين جهانكير حاجي آغا الهركي، أحد الشخصيات التي أسّست أفواج الجحوش فكان من قادة الجحوش بامتياز في عهد النظام البائد لصدام المقبور، كما يُعرف هذا الشخص بأكثر المعادين بل والمتعطّشين لدماء بيشمركة كوردستان والوطنيين المخلصين من الكورد، فعيّنه صدام رئيساً للفوج الـ 8 من أفواج الجحوش الكورد، وقد عمل هذا الشخص إضافة للمخابرات العراقية مع مخابرات دول الجوار من أجل ضمان مصالحه وتجارته، فكان على علاقة وطيدة بمخابرات كلّ من تركيا وسوريا وإيران أيضاً.

بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق، أي بعد حرب تحرير العراق عام 2003، اختفى خوفاً من حياته نتيجة أعماله وممارساته الإجرامية، بعدها توجّه إلى بارزان مطالباً العفو والصفح من البارزاني والعائلة البارزانية كونه يعلم مدى انشراح صدر البارزاني ولطفه وكرمه وأنه سيعفو عنه مهما كان، فعفا عنه البارزاني لعلّه يندم على ما اقترفته يداه من جرائم ويعود لحياة جديدة في خدمة أمته الكوردية لما تبقّى له من أعوام.

كان والد جوهر آغا الهركي (محي الدين آغا رئيس العشيرة الهركية) شخصاً بالغ التقدير والاحترام، له تأثير على كافة أفراد هذه العشيرة الكبيرة، كونه كان يخدم وطنه وعشيرته وأهله، كما كان شخصاً طاهراً ووطنياً وقومياً مخلصاً على طرفي نقيض مع ابنه جوهر آغا الذي كان معادياً لوطنه وعشيرته وبني جلدته، فلم يكن يلقي أي اهتمام بأفراد عشيرته، بل كان جلّ اهتمامه منصباً حول تجارته، لهذا لم ينل ما ناله والده من احترام وتقدير من الشعب الكوردي وأفراد عشيرته أيضاً.

رغم كلّ هذا وكما قلنا سابقاً، وكبادرة حسن نية، قدّمت العائلة البارزانية منزلاً لجوهر بحي (مالطا) بمحافظة دهوك، وأكرمته وعلت من شأنه، كما رشّحه البارزاني لانتخابات عام 2004 للبرلمان العراقي كمرشّح للحزب الديمقراطي الكوردستاني، غير أنه لم يحصل على الأصوات الكافية لدخول البرلمان العراقي، ومني بالفشل، وكان هذا دليلاً حياً على أن جوهر الهركي لم يكن مرغوباً لدى الهركيين، بعدها ولمطالبه اللامعقولة من الحكومة والديمقراطي الكوردستاني

قوبلت هذه المطالب بالرفض من قبل الحكومة، وهذا ما جعلت هذا الشخص يعود لسابق عهده ممارساً الخيانة بحقّ من أحسن إليه، فتوجّه نحو سوريا، وتزوّج هناك زوجة أخرى، كما أسّس هناك وبتعاون قدامى البعثيين في سوريا تنظيماً حزبياً باسم “تجمّع عراقيي الشمال” مع أرشد أحمد زيباري، غير أنه لم يفلح في مسعاه هذا أيضاً، فأسّس حزباً آخر باسم “حزب الحرية والعدالة الكوردستاني” وأعلن نفسه رئيساً له، غير أن الفشل كان رفيق دربه الدؤوب، فعاد مرة أخرى لأحضان الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- في 6-7-2012.

ما الذي يخطّط له لاهور جنكي من وراء جوهر آغا؟

من المعروف في إقليم كوردستان أن العشيرة الهركية قسم من العشائر التابعة لمنطقة بارزان، وهي إحدى العشائر السبع 7 التي تتألف منها المنطقة، والتي عاهدت على نهج مسيرة بارزان وخدمة كوردستان في عهد الشيخ عبد السلام بارزاني، وهي إحدى كبرى العشائر الكوردية في إقليم كوردستان، وقد قدّمت الغالي والنفيس والعديد من التضحيات من أجل تربة كوردستان، وبالأخص في الآونة الأخيرة وأمام أعتى المنظمات الإرهابية دموية ألا وهي تنظيمات داعش الإرهابية.

هذا وما كسبه جوهر آغا الهركي من احترام وتقدير لدى العشيرة الهركية إنّما كان بفضل والده وقدره، ورغم هذا لم يخضع أفراد هذه العشيرة لتأثير شخصية جوهر آغا ولم يلبوا له طلباً، إذ يرى غالبية الهركيين أن جوهر آغا أضاع وتاه طريق الحق، وأن الثراء والغنى أعمياه عن الاهتمام بوطنه وعشيرته، كما شغلته علاقاته مع المؤسّسات الاستخباراتية للدول المحتلّة لكوردستان.

من ناحية أخرى، لم يفلح الشخص في تجارته أيضاً، ولم يستطع كسب الأموال كما فشل في كسب أي مكسب أو إنجاز سياسي أو اجتماعي، وتيقّن أن مدة صلاحيته انتهت هنا، فاضطر إلى الالتجاء لحض معارض ما دفعه هذا للتوجّه صوب صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني هذه المرة،

كما وطالب جوهر آغا هناك أيضاً بامتيازات بالغة ومطالب ذات سقف عالي، إلا أن الاتحاد الوطني وبقيادته الجديدة المتمثلة في الرئاسة المشتركة وبقيادة لاهور جنكي أيضاً رفض تلبية هذه المطالب في البداية، ولم يقبل لاهور بسقف مطالبه كونه يعرف هذه الشخصية جيداً في السابق، وأنه لا يملك أي تأثير يذكر على العشيرة الهركية بل حتى لا يعدّ رئيس العشيرة بين غالبية الهركيين ولا يستطيع تقديم أية خدمات للاتحاد الوطني الكوردستاني وأن الاتحاد من الصعب إن لم يكن مستحيلاً كسب أصوات الناخبين الهركيين من وراء هذا الرجل وبالأخص في مناطق بهدينان.

هنا بدأت الماكنات الإعلامية للاتحاد الوطني بأوامر لاهور وبالتنسيق مع جوهر آغا بكتابة سيناريو مزيّف وكاذب لتحقيق أهداف دنيئة لهم، فأحاكوا قصة من نسج خيالهم عن محاولة جهاز الاستخبارات لإقليم كوردستان (باراستن) اغتيال جوهر آغا، وذلك  لغرض إيجاد ما يشعل الحمية العشائرية لدى الهركيين، فليس للاهور جنكي هدف آخر من خلق هذه القصة الملفقة الكاذبة سوى التأثير على الهركيين وجذبهم لمعسكره الخاضع للدول المحتلة لكوردستان وكسب أصواتهم، غير أن حبل الكذب قصير كما يقال، وحبل لاهور وجوهر كان أقصر، فانفضحت نواياهم السيئة وبرزت الحقيقة ما دفع بالهركيين أنفسهم بأن ينبروا لها ويردّوا عليها بأنفسهم على منصات السوشيال ميديا.

ووفق معلومات خاصة، عقد لاهور جنكي وجوهر آغا اجتماعاً خاصاً في مدينة السليمانية لحياكة هذا السيناريو الفاشل، خلال الاجتماع، طلب جوهر آغا مطالب عديدة من لاهور، حيث التمس منه المال والمناصب الحزبية والحكومية له ولأفراد عائلته، فرفض لاهور طلبات جوهر إذ يتيقن لاهور من انعدام أية منافع حزبية أو شخصية وراء هذا الرجل في عشيرته، فيترجّى جوهر من لاهور تحقيق بعض مطالبه لحفظ ماء الوجه، فيطرح لاهور هذا السيناريو ويتفقان عليه لغرض كسب أصوات الهركيين وإيجاد ثغرة لخلق الفتنة بين هذه العشيرة لغرض تفكيك منطقة بهدينان، فخطّطوا للأمر وأحاكوا قصة محاولة اغتيال جوهر من قبل جهاز باراستن عن طريق جايجي جوهر آغا بوضع السمّ في الشاي، ولهذا الغرض جاءوا بجايجي جوهر آغا وسجّلوا مقطع فيديو اعترافي له، ويبدو من خلال المقطع المسجل وكأنه يخابر شخصاً على أساس أنه من عناصر جهاز استخبارات الإقليم -باراستن- والأغرب من هذا هو ادّعاؤهم وإعلانهم فيما بعد أنه تمّ اختطاف هذا الجايجي من قبل جهاز الاستخبارات!!

وهنا نتساءل: هل حدث أن حاول جايجي رئيس عشيرة اغتياله، ولم يستطع، وتُكشف المؤامرة ويتمّ إلقاء القبض على الجايجي متلبساً ومعترفاً ثمّ يفرّ هارباً من سجنه ثمّ يقبض عليه من استخدمه لتنفيذ العملية ويغيبه؟!!

مقالات ذات صلة