تأمّل هذه اللعبة المخادعة القذرة؟!

تأمّل هذه اللعبة المخادعة القذرة؟!
  • حامد گەوهەری

يقول قريلان: في الحقيقة أريد الإفصاح عن أمر آخر، كان سرياً لمدة من الزمن، وكنت أتحيّن الفرصة للقاء الكاك مسعود البارزاني، لأشاركه المعلومات حول هذا الأمر السّرّي، ولكن اليوم أريد الإفصاح عنه علناً للرأي العام ولشعبنا الكردستاني جميعاً! ثمّ يضيف: قبل عدة أشهر من الآن وعن طريق بعض الأصدقاء، أرسل إلينا رأس النظام التركي رجب طيب أردوغان نفسه رسالة مفادها: “أعلنوا وقف إطلاق النار في تركيا، ونحن لن نتعرض لكم في الأجزاء الأخرى من كوردستان…!”، ماذا تعني هذه الرسالة؟ هي تعني وقف العمليات القتالية ضد الدولة التركية والتوجه لمحاربة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، نظراً للخلافات الموجودة فيما بيننا!

ولمزيد من المعلومات أيها الأصدقاء الكرام والمتابعين الأفاضل لهذا المقال، فإن الـ PKK وشخص قريلان يحارب الكورد قبل وصول أردوغان لسدة الحكم، فهم يحاربون الكورد منذ 1987 في جنوب كوردستان -إقليم كوردستان- وبالأخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- وما زالت الحرب مستمرة…

عام 1982، نقل عبد الله أوجلان قسماً من كريلا الـ PKK لإقليم كوردستان -جنوب كوردستان- وفق اتفاقية مع الديمقراطي الكوردستاني، فتمركزوا وانتشروا على الحدود بين جنوب كوردستان وشمالها -على الحدود بين إقليم كوردستان وكوردستان تركيا- في نهاية عام 1983، وصل “حيدر قيتان” لطهران قادماً من سوريا، وتوجّه من هناك نحو “راژان” وبعد هذا “اللقاء” انتقلت مجاميع الكريلا قسماً قسماً منها لإقليم كوردستان، وحدثت أول مواجهة عسكرية لكريلا الـ PKK مع الجيش التركي في 15-4-1984، حيث منيت كريلا الـ PKK بفشل ذريع وخسائر فادحة وتعرضوا لضربة قاصمة.

الاتفاق مع نظام البعث البائد -نظام صدام- عام 1987 ضد إقليم كوردستان

عام 1987، تعاقدت الـ PKK مع النظام الصدامي ضد إقليم كوردستان، وقد اختطفت الـ PKK آنذاك 7 من بيشمركة كوردستان أثناء المفاوضات، وما زال مصيرهم مجهولاً لغاية كتابة هذا المقال! فلا يعلم هل استشهدوا على يد جلاوزة الـ PKK أم سلّمتها هذه التنظيمات لأسيادها في بغداد؟!

تأسيس حزب حزب الحرية الكوردستاني (PAK) ومعاداة برلمان كوردستان منذ عام 1992

بعد الانتفاضة المباركة لشعب جنوب كوردستان -إقليم كوردستان- عام 1991 ضد النظام الصدامي، عرّفت الـ PKK عن نفسها كبديل لتنظيمات إقليم كوردستان، وأنه لا يمكن أن تحدث أية تغييرات على أرض الواقع بمنأى عنها ودون مشاركتها ومباركتها! ولتحقيق هذا الهدف أسّست تنظيماً باسم حزب الحرية الكوردستاني (PAK)، وعندما قرّرت الجبهة الكوردستانية في أيار عام 1992 إجراء أول انتخابات وتشكيل برلمان كوردستان، عارضت الـ PKK القرار قائلة: “لا ينبغي للشعب إيلاء أي اهتمام بقوانين برلمان كوردستان!”.

ئابو: سنسحب الجيش التركي للجنوب -إقليم كوردستان- وسنجعل الإقليم فيتناماً لهم!!

في العام نفسه، حاذى -ساوى- أوجلان بين وضع إقليم كوردستان وفيتنام، وصرّح معلناً: سنجرّ الجيش التركي للجنوب -إقليم كوردستان- وسنجعل الإقليم فيتناماً لهم!!

حكومة الحرب والبرلمان الوطني -القومي-

في هذه الأثناء، عمّمت الـ PKK مفهوم (حكومة الحرب والبرلمان الوطني) وفي 14-4-1995، شكّلت برلماناً في أوروبا تحت تسمية (البرلمان الوطني) بموازاة برلمان كوردستان، بعدها نقلت أعضاء برلمانها الوهمي الخيالي لإقليم كوردستان -جنوبي كوردستان- زاعمة بأن هذا البرلمان سيقاوم كلّاً من أمريكا وتركيا ويصدّهما، ويبعد الخطورة عن الأحزاب السياسية في جنوب كوردستان -إقليم كوردستان!

احتلال إقليم كوردستان -جنوب كوردستان-

توهّم قريلان وتنظيمات الـ PKK بأن غالبية الشعب الكوردي في إقليم كوردستان مع حزب الحرية الكوردستاني (PAK) فأشعل الحروب في كوردستان، وجرّ الجيش التركي للجنوب -لإقليم كوردستان- غير أنه تعرّض لانتكاسة كبيرة، فأعلن بعدها بأنهم يحترمون برلمان كوردستان وقراراته، غير أنه وبعد انهيار النظام الصدامي وبحجة فاشية الدولة التركية، أدامت الـ PKK سياستها العدوانية، واحتلت أكثر من 500 قرية في دهوك والعمادية -ئاميدي- وعقرة -ئاكري- وسيدكان، وسلسلة جبال قنديل، لتقوم بعدها وبشكل تدريجي وبتلكؤ بالتخلي عن هذه المناطق للجيش التركي!

الاتفاقية مع الحشد الشعبي

حمت الـ pkk مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كلّ من كركوك ومخمور وشنگال بالتآزر والتعاضد مع الحشد الشعبي الشيعي وبالوقوف ضد الكورد وحكومة إقليم كوردستان، وأسّست ما تسميه بـ”بمناطق الدفاع المشروع -هريمين باراستنا ميديا-” في المناطق التي احتلتها من إقليم كوردستان، وحولّت الحياة في تلك المناطق إلى جحيم لا يطاق، وعرقلت تحركات بيشمركة كوردستان وتواجدهم في تلك المناطق، بحيث أجبرت الجميع من أهالي تلك المناطق على ترك ديارهم قراهم منازلهم مزارعهم وممتلكاتهم.

لماذا لا تفكّر الأحزاب الكوردستانية في عمالة الـ PKK وقيامها بحرب بالوكالة للدول الغاصبة لكوردستان ضد الكورد وكوردستان؟!

لغاية يومنا هذا، تقوم الـ PKK بزرع المتفجرات على طرق بيشمركة كوردستان، وتستهدف قوات بيشمركة كوردستان بقذائف (كورنيت) التي أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية لوحدات حماية الشعب في غربي كوردستان -كوردستان سوريا- في حربها ضد داعش!

في الـ 5-6-2021، استهدف مسلّحو الـ PKK مركبة لقوات بيشمركة كوردستان في العمادية بصواريخ كورنيت، أسفر الاعتداء عن استشهاد 5 بيشمركة وإصابة 7 بجروح، والمستغرب في الأمر أنّ قسماً من الأحزاب السياسية في إقليم كوردستان لم تدن هذا الاعتداء السافر للـ PKK، بل التزمت الصمت وكأن شيئاً لم يكن؟! ولا يعدو هذا التحليل الخاطئ لهذه الثلّة من الأحزاب السياسية في الإقليم للاعتداء الإرهابي للـ PKK ضد بيشمركة كوردستان من محاولة منها لاستغلال الموقف لصالحها ضد البارتي، غير أن المؤسف في الأمر أنهم نسوا أن قريلان وباقي كبار قادة الـ PKK يديرون حرباً بالوكالة للدول الغاصبة لكوردستان ضد الكورد عموماً وكوردستان بكافة أجزائها بلا تفاوت ولا هوادة! وأن الدور سيكون عليهم اليوم أو غداً وإنّ الغد لقريب!

مقالات ذات صلة