بعد انشقاق أحد قادة وحدات الدفاع الشعبي (HPG) والمدعو إينان جليك (أوزغور ژياندا) في الـ 9/6/2021، والتحاقه بصفوف بيشمركة كوردستان، هذا الخبر والذي دكّ أركان هذه التنظيمات وانتشر بسرعة البرق على وسائل الإعلام ومنصات السوشيال ميديا، فتح آفاق جديدة لمناقشات من نوع آخر بالغة العمق…
(أوزغور ژياندا) يلقي الضوء على ممارسات الـ PKK المظلمة والسرية
كشفت اعترافات قيادي وحدات الدفاع الشعبي (HPG) (أوزغور ژياندا) كومة الممارسات الاستفزازية لتنظيمات الـ PKK خلال العام الماضي، والتي جحدتها الـ PKK وأنكرتها بكلّ ما أوتيت من قوة، وبالأخص تلك التي مارستها في حدود منطقة بهدينان، فخلال حديثه، كشف (أوزغور ژياندا) أسراراً جديدة حول حادث استشهاد مسؤول آسايش معبر سرزير الحدودي (غازي صالح آليخان) وحادث استشهاد 5 من بيشمركة كوردستان المدوي في جبل متينا.
والحق، أنه لم تخالجنا أية شكوك منذ البداية من أن هذه الممارسات كانت صنيعة أيدي هذه التنظيمات، رغم هذا فقد أنكرت وقوفها وراء هذه الاعتداءات غير أن هذا الانكار لم يرتقي لمستوى الإقناع سوى إقناع القلة القليلة من أنصارها وأتباعها ومريديها، فاتّهم قادة الـ PKK الدولة التركية بالوقوف وراء حادث استشهاد آليخان للتغطية على الحادث وتشويشه أمام أنظار الرأي العام والشعب الكوردي عموماً وشعب الإقليم على وجه الخصوص.
بنفس الأسلوب وعلى نفس المنوال، أرادت الـ PKK إبداء حادث استشهاد 5 من بيشمركة كوردستان وكأنه حادث (مجهول الفاعل!) والنجاة بنفسها من الاتهامات المحقٌة والموجّهة إليها، إلا أن الحظ لم يحالفها هذه المرة، فظهر شخص من عقر دارها وكشف دقائق حيثيات الهجوم العدواني لهذه التنظيمات، فقد كشف (وقت ومكان وحيثيات وقوع الحادث العدواني) كما ورفع الغطاء عن كيفية وقوع العدوان، وكشف المتورطين فيها والقائمين بها، هذه الاعترافات انتزعت الثقة من تصريحات الـ PKK انتزاعاً، وفضحت جرائمها أمام الرأي العام الكوردي، وما مارسته من زور وبهتان بحق هذا الشعب البريء!
هل ستحاول الـ PKK تشويه شخصية (أوزغور ژياندا) والإساءة إليه؟
منذ اللحظة التي علمت هذه التنظيمات بانشقاق (أوزغور ژياندا) من صفوفها، ستبذل كافة جهودها لإذاقته مرارة كافة ممارستاها المنعدمة الضمير، وللتغطية على الحقائق التي كشفها أوزغور والأسرار التي رفع الغطاء العتيق عنها، ستحيك الـ PKK العديد من السناريوهات وخلق أجواء فوضوية مشحونة، وستطال هذه الممارسات عائلة هذا الشخص أيضاً في بازار قذر كما اعتادت عليها هذه التنظيمات، غير أن أول خطوة تقوم بها الـ PKK ستتجسّد في محاولتها مسح الحادث من ذاكرتنا! وستسخّر كافة ماكيناتها الإعلامية ليل نهار لتحقيق هذا الهدف، من جانب آخر، فهم سيتصرفون وكأن شيئاً لم يحدث البتة كما سيقلّلون من شأن الحادث، وسيقولون: لم يكن (أوزغور ژياندا) يملك أية صفة رسمية أو رتبة عالية، إلا أن وكالة فرات للأنباء (ANF) أبرزت (أوزغور ژياندا) كقائد في حفتنين، وذلك في الـ 6 من تموز العام الماضي 2020، ووصفته بـ”القائد المقاوم والبطل”!
كما تمّ تعيينه كقائد مسؤول لمعارك جبل متينا في نيسان 2020، غير أن أورد الاحتمالات وأقواها هي أنها ستنكر تولّيه أية رتبة أو وظيفة هامة، وهو ليس بقيادي في وحدات حماية الشعب (HPG) وستردّد ببغواتها وأقلامها المأجورة على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي: أنه جبان، ولم يستطع الصمود أمام الدولة التركية، وأن له مشاكل اجتماعية و….
كما ليس من المستبعد أن تحاك جرائم أخلاقية ضد شخصه، علاوة على اتّهامه بالعمالة والتجسّس لتركيا، وأنه كان يتجسّس على رفاقه، وتسبّب بمقتلهم! نعم، سيسلكون كافة السبل للتحقير من كبر الحادث وتقليله، وسيظهرونه وكأنه مقاتل عادي لا أكثر!
من تشابه مسيرتهم ونهجهم نهج الأتراك هي الـ PKK ذاتها!
انطلاقاً من مبدأ (الهجوم أفضل وسيلة للدفاع) فمن المؤكد أنها ستبدأ بهجمة إعلامية حادة، ستقول بداية: “هذا نهج ومسيرة الأتراك، وأن الديمقراطي الكوردستاني (PDK) يقلّدون الأتراك، وأن هذا نتيجة اليأس لا أكثر!”.
غير أن من ينتهجون مسيرة الأتراك ونهجهم هي الـ PKK لا غير، فمن الطبيعي لدى هذه التنظيمات أن تقوم باغتيال بيشمركةٍ أب لـ 5 أطفال (غازي صالح آليخان) وتجحد وتتبرأ من الحادث، وأن الحادث إنما هو مجرد حادث مجهول الفاعل! فـ”لا فرق بين اختطاف وتعذيب وقتل “وداد آيدن” من قبل الدولة التركية، وبين اغتيال غازي صالح آليخان في حديقة منزله وأمام أنظار أطفاله!!”.
نعم، لا فرق بين الدولة التركية التي قتلت الفتاة الكوردية (دنيز بويراز) جهاراً نهاراً، وبين الـ PKK التي أوقعت 5 من بيشمركة كوردستان شهداء، وأنكرت اعتداءها الصارخ، وطالبت بالتحقيق في القضية! فالـ PKK والدولة التركية صنوان شجرة واحدة، ولها نهج مظلم واحد ومسيرة دموية واحدة، فتأريخ الـ PKK مليء بأحداث مجهولة الفاعل!!
فهي تعتقل وتختطف شباب القرى القريبة منها، وتسجنهم وتعذّبهم لشهور، وتسجل مقاطع فيديو لهم معترفين تحت وطأة التعذيب بكلّ ما أملي عليهم، وتهدّد عوائلهم بالتحدث في الأمر، بل يتعدّى الأمر هذا لتطلبهم بالثناء على هذه التنظيمات والدعاية لها وإلا لن يُطلق سراح أطفالهم وأبنائهم! فيا تُرى أليس هذا نهج الدولة التركية وممارساتها؟! بلا شكّ، فما يجمع الـ PKK وتركيا تحت مظلة واحدة هو نهجهما وفلسفتهما ومنطقهما السياسي والاجتماعي…
من بين آلاف الكريلا الذين لجأوا إلى إقليم كوردستان، لم يظهر واحد منهم على شاشات التلفاز لغاية الآن..
الأهم في هذا، أنه لم يقم أحد بالضغط على (أوزغور ژياندا) وإجباره على الظهور على شاشات التلفاز، بل كان هذا حسب رغبته وطلبه، وإلا فإن آلاف المنشقّين من صفوف تنظيمات الـ PKK لجأوا لإقليم كوردستان، ويعيشون بكرامة في الإقليم وفي ظلّ حكومته، من بينهم من تذوّق شتى صنوف التعذيب، وأسيء إليهم أروع أشكال الإساءة ومورس بحقهم أبشع أنواع الممارسات من قبل جلاوزة الـ PKK.
فالآلاف من مقاتلي وموظفي الـ PKK الذين نجوا بأنفسهم من حبل المشنقة ورصاصة الرحمة، نتيجة رفضهم المشاركة في الاقتتال الأخوي انشقوا عن صفوف تنظيماتها وتركوها وراء ظهروهم، فلم لا نسألهم: هل أجبرهم أحد ما على فعل أي شيء؟ هل نشرت صورهم أو أسماؤهم يوماً ما؟! هل سلمتهم حكومة الإقليم للدولة التركية أو شعر هؤلاء ولو لبرهة بالخوف من تسليمهم؟! على العكس من كلّ ما مرّ فقد بدأوا حياة كريمة جديدة بعيدة عن أية تعقيدات أو مخاوف…
هكذا تحدّث “ژياندا” للحؤول دون إشعال فتيل حرب داخلية مجهولة الملامح
ينقل “ژياندا” حقيقة الأحداث:
لو دعت الحاجة لإيصال كلّ هذا للرأي العام لفعل، فهو على يقين بأنه سيستطيع قطع دابر حجج الـ PKK ومحاولاتها الدؤوبة في إشعال فتيل حرب داخلية، فلم يرغمه أحد على الحديث، بل تحدث بدافع الضمير وشعوره الوطني والقومي الحي، فهو كأي كوردي آخر يحاول جاهداً قطع السبل أمام ألاعيب الـ PKK، ولا يخفى على أحد ما بدت من ملامح الراحة والاطمئنان وشعوره بالقيام بمهمة إنسانية وقومية ووطنية تجاه أمته.
مثل الـ PKK كمثل السارق المعتدي… لم تسرق فحسب، بل اعتدت على صاحب البيت أيضاً
كشف “ژياندا” وبكلّ أريحية ووضوح الفوضى التي حاولت الـ PKK خلقها ونقلها لإقليم كوردستان، لذا فالواجب الوطني يحتم علينا التصدي لكلّ هذه المحاولات البائسة للـ PKK ومريديها وأتباعها وكشفها وفضح حقيقتها، والوقوف على حقيقة ملابسات استشهاد غازي صالح آليخان، وكشف الفاعلين، وفضح المعتدين في حادث استشهاد 5 من بيشمركة كوردستان! فبممارسة كلّ هذه الاعتداءات اليومية المتكرّرة أصبحت الـ PKK كـ “ياوز” السارق الذي لم يسرق فحسب، بل اعتدى أيضاً على صاحب البيت علاوة على فعله الشنيع!
فالـ PKK تحاول حشد أتباعها ومريديها في أوروبا وغربي كوردستان -كوردستان سوريا- تحت أسماء مستعارة شتى، للتغطية على الحقيقة التي باتت واضحة كالشمس رابعة النهار عن طريق أبواقها الإعلامية وأقلامها المأجورة وحناجرها المتّخمة بالمصالح، فهي تحاول تمثيل دور الضحية البريئة تحت هاشتاك (#البارتي، اصغ لصوت الكورد) وهذا بذاته تمثيل لدور الذئب المتنكّر بجلد النعاج، فما يزيد الطين بلة هو أن الـ PKK ترى ذاتها معصومة عن الأخطاء، غير أن كذب هذه الادّعاءات انكشف غطاؤها رغم حنكة هذه التنظيمات المنعدمة الضمير!
نعم، فممّا لا شكّ فيه أنه ينبغي التصدي لهذه التنظيمات وقطع السبل أمام محاولاتها البائسة والخبيثة لتزييف هذا الواقع، إذ أن قوة الحقيقة وضوؤها الساطع سيبدّد الظلام عن حقيقة الادّعاءات والإشاعات الإعلامية لهذه التنظيمات، ولتفعل الـ PKK ما يروق لها، فلم يبق بمقدورها تبرئة ذاتها من جريمة يتمها لـ 37 طفل بريء، كما لا تقدر على استئصال حقيقة قيامها باستشهاد غازي صالح آليخان و 5 من بيشمركة كوردستان من الساحة وسترها أمام الأنظار، فقد كشف أوزغور ژياندا العديد من هذه الحقائق ورفع الغطاء عنها رغم بقاء الكثير منها طي الكتمان بانتظار وطني مخلص يرفع الغطاء عنها ويبدّد الظلمات عن كنهها، ولتعلم الـ PKK بأن هذه الحقائق ستدكّ أركانها المهترئة دكّاً دكّاً…