أولاش دوغان، القيادي وحدات الدفاع الشعبي (HPG) والذي استهدفته المقاتلات الحربية التركية بمحيط ناحية بشدر ضمن منطقة قلعه دزي التابعة لمحافظة السليمانية، يملك هذا القيادي تأريخاً حافلاً في صفوف تنظيمات الـ PKK، تعرّض لمشاكل عصيبة خلال الفترة الأخيرة ما جعل البعض لا يستبعدون أن عملية استهداف أولاش من إحدى عمليات التصفية الجسدية الداخلية ضمن صفوف تنظيمات الـ PKK، أو أن الـ PKK أو المؤسّسة المخابراتية للاتحاد الوطني الكوردستاني تجسّست عليه لصالح الاستخبارات التركية (MIT) للقضاء عليه وتصفيته حسب ما اعتاد عليه الحزب الكوردي التركي تجاه المعارضين لأفكاره وأيديولوجيته ورؤاه.
وقد نشرت وكالة فرات للأنباء (ANF) التابعة للـ PKK، أنه تمّ استهداف أولاش في الـ 13 حزيران في مناطق الدفاع المشروع (هريمين باراستنا ميديا) دون ورود أية تفاصيل أخرى حول مقتله أو كيفية استهدافه، وهذه ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها استهداف كبار قادة الـ PKK الميدانيين في حدود مدينة السليمانية، وبالأخص خلال الأعوام الأخيرة، وهذا ما خلق شكوكاً جدية حول: من المتّهم والمتضلّع والمسؤول عن استهداف كبار قادة الـ PKK هناك؟ هل هي تنظيمات حزب العمال الكوردستاني نفسها أم المؤسّسة المخابراتية للاتحاد الوطني الكوردستاني (زانياري)؟ فالحق أن هذه العمليات النوعية التي استهدفت هذا الكمّ الهائل من كبار قادة الـ PKK في السليمانية باتت موضع تساؤل لدى الشعب الكوردستاني!
فيا تُرى من هو أولاش ديرسمي؟
أولاش ديرسمي، من أهالي ولاية ديرسم بكوردستان تركيا، كان شخصاً عملياً وواقعياً في كوردستان تركيا، وقد انخرط في رفوف الثورة وفق أسس فكر الكوردايتي، بين عامي 2017-2018 أصبح قائداً لمحور خواكورك، فكان قائداً للمحور أثناء العملية التركية في منطقة خواكورك بإقليم كوردستان، تلك العملية التي احتلت فيها تركيا عموم منطقة خواكورك وجبل شكيف ولولان وخنيره وصولاً لتلة ليركان المطلة على سهل هيرتي، فخلال تلك العملية، احتلت تركيا عموم المنطقة، وحمل أولاش عبء مسؤولية احتلال تركيا للمنطقة، وظهرت خلافات جدية بينه وبين رفيقه في قيادة المنطقة والمدعو (المناضل كفر).
تمّ توجيه أصابع الاتهام لـ”أولاش” بالهزيمة، ولم يحظى بأي سند فعلي في صفوف قادة تنظيمات الـ PKK، بخلاف رفيقه (المناضل كفر) والذي حظي بدعم (جمال) وتمّت إدانة أولاش واستهدافه من قبل (جمال) وأصبح أولاش المتّهم الرئيسي لهزيمة الـ PKK في تلك المعارك الخاسرة في عموم محور خواكورك، فتمّ اعتقاله ونقله لمقر قيادة (گاره) للتحقيق معه في القضية، وبقي سجيناً قيد الإقامة الجبرية لفترة من الزمن حتى إكمال التحقيقات، غير أنه اعترض على القرار ولم يتقبل الأمر، ما تسبّب بتجريده من أية مهام وواجبات، وتمّ إرساله لدورة تربوية أخرى للـ PKK عام 2017-2018، ليتمّ الحكم عليه من قبل كوادر الـ PKK التربويين حول ادّعاءات الـ PKK تجاهه، ولكي يتقبّل هو من جانبه أيضاً مسؤوليته المباشرة حول الهزيمة النكراء التي تعرّضت لها تنظيمات الـ PKK في جبهة خواكورك.
في ختام هذه الدورة التربوية، ونظراً لانتقاده لكلّ من (دوران كالكان ومراد قريلان) حول دورهما في اندحار وهزيمة جبهة خواكورك، وأنه وحده شخصياً لا يتحمّل مسؤولية الهزيمة، تمّت إحاكة مؤامرة محكمة له من قبل دوران كالكان، وسخط منه كالكان، وقال له بالحرف الواحد أنه إذا لم يصلح نفسه -يقصد بها الاعتراف بالفشل وتحمل مسؤولية الهزيمة وحده وعدم انتقاد كالكان وقريلان- فلن يتخرج من هذه الدورة التربوية، فادّعى اولاش بأنه مريض وأنه بحاجة لزيارة طبيب للتخلص من كالكان، غير أن كالكان رفض، وأصرّ على بقائه وإشراكه في الدورة الثانية أيضاً كعقوبة له، وأشركه فيها فعلاً، ونظراً لكون أولاش إنساناً متعلماً ومثقّفاً ويتمتّع بفكر عميق وصاحب رؤية وخلفية ثورية، فقد استاء أولاش ممّا مارسته الـ PKK وهيئتها التنفيذية القيادية تجاهه، ولم يتقبل أسلوب هذا التعامل، وأقسم على عدم المشاركة في جبهات القتال ومحاوره، لهذا وبعد انتهاء دورة التربية العسكرية الثانية لم يتوجّه أولاش لجبهات القتال، ورفض المهمة المسندة إليه هذه المرة، فاضطر إلى التوجه لساحة تنظيمات الشعب.
هذا، وأولاش كان متضلّعاً في عدة عمليات وأنشطة عسكرية ضد الجيش التركي، وقد اعترف العديد من مسلّحي الـ PKK الذين سلّموا أنفسهم للدولة التركية عن طريق الإقناع على أولاش، ما جعلت الدولة التركية تدرجه ضمن القائمة الحمراء من ضمن لوائح المطلوبين لدى الدولة التركية.
بعدها توجّه أولاش لمدينة السليمانية حيث نهايته، وتمّت الإحاطة به من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني، كما كان في موقف لا يحسد عليه حيث بات مستهدفاً من قبل كلّ من الدولة التركية وحزبه الـ PKK، فتمّ القضاء عليه ومحوه من الوجود في المناطق الخاضعة لسلطات الاتحاد الوطني الكوردستاني، والحقّ أن من تسبّب بهذا الوضع المتأزم والمأساوي لـ “أولاش” هو كلّ من دوران كالكان ومراد قريلان…