بيان ملفت وفي غاية الغرابة لقوات الدفاع الشعبي (HPG) لقرية دشيش
أصدر المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) بياناً غاية في الدهشة والغرابة حول استشهاد مدني على يد الجيش التركي، وقالت في بيانها: “سنحاسب من يقتلون الكورد، ودم الشهيد إبراهيم حسن محمد لن يُهدر ويذهب سدى”.
والحق أنه بيان في غاية الغرابة والدهشة، وملفت للنظر، لأن قوات الدفاع الشعبي لو أرادت فعلاً قطع السبل أمام استشهاد المدنيين وإراقة دمائهم، وكانت مهتمة بحقن الدم الكوردي، فهناك العديد من الوسائل، منها:
عدم استخدامها لأهالي القرى كدروع بشرية في معاركها.
عدم حفرها للأنفاق في فناء منازل القرويين.
عدم ارتدائها لأزياء وألبسة القرويين المدنيين.
عدم استخدامها لسيارات المواطنين وآلياتهم.
غير أنه على العكس من هذا، فهذه القوات تحاول بشتى الوسائل استخدام القرويين المدنيين في معاركها وإشراكهم في حروبها العبثية، نعم، هذه هي استراتيجية الـ PKK، فاستراتيجية هذه التنظيمات تتطلّب إشراك الأهالي في هذه الحرب واستخدامهم كدروع بشرية أمام مقاتليها، لهذا فهي مستمرة على إرسال مسلّحيها إلى القرى ووسط منازل القرويين.
فالـ PKK بسياساتها المعوجّة هذه قد تسبّبت بتهجير أكثر من 5000 قرية في كوردستان تركيا -شمالي كوردستان- وهي بتمركزها وسط هذه القرى زعزعت أمنها واستقرارها وقضت على كافة مظاهر الحياة فيها، فليس حماية وأمن المواطنين الأبرياء من أولوياتها على الإطلاق، بل على النقيض تماماً، فهؤلاء المدنيين الأبرياء هم المستهدفين من أية خطوة تخطوها هذه التنظيمات، فهي تحاول جاهدة أن يتمّ استهداف هؤلاء الأبرياء واستشهاد الأبرياء من النساء والأطفال والعجائز والمدنيين على العموم لتستخدمهم كجزء من حربها الإعلامية الدنيئة.
بعض الأمثلة على ذلك:
عام 1992، دفعت الـ PKK الشعب إلى القيام بالانتفاضة غير أنها لم تحميهم، فبدأت بتشكيل اللجان تحت تسمية المؤتمر الوطني -القومي- وبعد القضاء على هؤلاء الكوادر والأعضاء للمؤتمر لم تثأر هذه التنظيمات لمقتل أي شخص منهم إطلاقاً!
هاجمت تنظيمات الـ PKK على حزب الله -التركي- وقتلت عضواً للحزب، فبدأ الحزب بالاعتداء والهجوم على الشعب في مدن كوردستان تركيا -شمال كوردستان- وفتكت بالشعب الكوردي وقتلت ما يقارب من ألف شخص غير أن هذه التنظيمات لم تأخذ الثأر لمقتلهم على الإطلاق!
عام 1994، هجّر العدو المحتل قرى كوردستان تحت مبرّر تمركز الـ PKK واحتشادها في هذه القرى وجعلها معاقل ومراكز لها، فتمّ تهجير الأهالي ونزوحهم غير أن هذه التنظيمات لم تمد يد المساعدة لأحد إطلاقاً! بل على العكس استمرت في سياستها بالتوغل في هذه القرى وبناء النقاط والقواعد ومعاقلها معقلاً تلو الآخر دون القيام بأية خطوة إيجابية في سبيل بناء أية قرية على الإطلاق!
تحويلها لمنازل القرويين في قنديل لمقار الاجتماعات وأهدافاً للمقاتلات الحربية التركية
مثال ذلك، في الأول من آب عام 2015، وفي قرية زركلي، قدمها جميل بايك مع مرافقيه، فوجد فيها ضيوفاً، بعدها تمّ استهداف المنزل من قبل المقاتلات الحربية التركية ما أسفر عن مقتل 8 مدنيين ومسلّحين إثنين لتنظيمات الـ PKK وذلك بعد مغادرة بايك للمنزل!
وفي حرب الخنادق وحدها، دخلت الـ PKK المدن وحفرت الخنادق، فخلال 265 يوماً حفرت الخنادق في أكثر من 10 مناطق، وأجبرت الأهالي على البقاء في منازلهم بتهديدهم بالاستيلاء على أملاكهم ومنازلهم لدى مغادرتهم مناطقهم، فاضطروا إلى البقاء ما أودى تلك العمليات بحياة أكثر من 285 مدني بريء، وأكثر من 3000 مسلّح، ووفق الإحصائيات الرسمية فقد تمّ تهجير أكثر من 32% من أهالي تلك المناطق من ديارهم ومناطقهم!
نستطيع الإتيان بآلاف الأمثلة على استخدام الـ PKK للأهالي المدنيين والأبرياء كدروع دون أية اعتبارات لحياتهم إطلاقاً
فممّا لا شكّ فيه أن كلّنا يعرف جيداً بأن الأتراك هم أعداء لنا، ولم ينفكوا يوماً من قتل الشعب الكوردي، فلماذا تسمح الـ PKK بتبرير هذه الأعمال الدنية والوحشية لهؤلاء الأعداء؟! بل لماذا تقوم الـ PKK أيضاً بقتل الكورد ومشاركة هذا العدو فعلته؟! فنحن نعرف لماذا يقوم العدو بقتل شعبنا غير أنّنا نستغرب من ممارسات الـ PKK المماثلة لممارسات الأعداء المحتلين!!
لو قارنّا بين أعداد من قُتل من الشعب الكوردي على يد الأتراك ومن قُتل منهم كدروع بشرية حية بأيدي الـ PKK سيتّضح لنا تقارباً عجيباً في أعداد قتلى الشعب على يد الطرفين المتحاربين شكلياً!!
فلو أرادت الـ PKK فعلاً أخذ الثأر لقتل الشعب الكوردي ومحاسبة الفاعلين ومعاقبتهم فلتحاسب نفسها أولاً وتعاقبها ثم تعاقب غيرها إن كانت فاعلة!!