جمال… سارق الحمير

جمال... سارق الحمير

مراد قريلان، القيادي في تنظيمات حزب العمال الكوردستاني (PKK) وفي ذكرى سنوية النضال المسلّح لهذه التنظيمات يوم 16 الشهر الجاري، قيّم الأوضاع المستحدثة خلال حوار له على وكالة فرات للأنباء (ANF) التابعة للـ PKK.

مراد قريلان والمعروف باسمه الحركي -كوده السرّي- (جمال) وفي حواره هذا، لم يأت بشيء جديد، بل كما اعتدنا منه أطلق الشعارات الفارغة المزركشة، كما كال الاتهامات جزافاً لحكومة إقليم كوردستان وبيشمركة كوردستان وفق ما اعتاد عليه هذا الشخص، ولم يذكر أية مكاسب أو إنجازات لإقليم كوردستان، بل على العكس هذه المرّة فاتهاماته أيضاً كانت بعيدة كلّ البعد عن أية مقومات للنقد والأسلوب المتحضّر والحديث الراقي والمترفّع عن إطلاق اتهامات دنيئة تتّسم بانعدام التقدير والاحترام!!

فخلال تقييمه لمقاومة الكريلا، قال قريلان بأن مقومتهم ونضالهم يستمدّ قوته من مقاومة وروح الفداء لدى القائد آبو! إلا أن الشعب الكوردي عموماً بل حتى الأطفال والعجائز يعرفون جيداً أن الساحة خاوية معدومة عن أية مقومات لمقاومة قائدهم المسجون آبو! فالكلّ يعلم أن مقاومته الوحيدة لدى عودته لحضن تركيا هي ما بدر منه من حوار مع القوة التركية الخاصة التي جلبته لتركيا والمحكمة التركية، والذي قال من خلالها أن والدته تركية الأصل، وأنه على أتمّ الاستعداد لخدمة تركيا، طبعاً إذا سنحت له الفرصة!!

وهنا لن نتحدّث عن مقاومة القائد آبو! تلك المقاومة الزائفة التي تدّعيها تنظيمات حزب العمال الكوردستاني الـ PKK وأنصارها، والتي يتيقّن الشعب الكوردي من كذبها وزيفها.

متى بدأت تجربة (سرقة الحمير)؟

خلال حواره، وأثناء تقييمه لتحركات قوات بيشمركة كوردستان في جبل متينا، وكالعادة، اتّهم جمال قوات البيشمركة بأسلوبه الساخر والبعيد عن سياق التقدير والاحترام، فقال: توجّهت قوات بيشمركة كوردستان لجبل متينا لغرض سرقة خيولنا حميرنا وبغالنا!! مضيفاً: من أجل بيعها!!!

فالقشة التي قصمت ظهر البعير هي أن قريلان يُعتبر الرجل المعقول لتنظيمات الـ PKK وهو يعتبر نفسه جنرالاً وقيادياً بارزاً لهذه التنظيمات!! فلو بدرت مثل هذه المهاترات والازدراء والحقارة من شخص في مستواه فما بالكم فيمن أدناه؟! فالمشاهد لمقطع الفيديو المسجل لـ “جمال” لا يستطيع السيطرة على نفسه من الضحك الهيستري! وهل تدرون ما المضحك أكثر من حديث جمال؟ بالطبع الجواب لدينا…

أراد جمال التحدّث عن تجربته الشخصية في مجال سرقة البغال والحمير خلال تسعينيات القرن المنصرم، وكيف كان يصدر الأوامر والتعليمات لقادته في صفوف الكريلا في كيفية سرقة الحمير! فما بين عامي 1997-1999 ولغاية عام 2000، وبالأخص في عام 1998ن كان قريلان القيادي المسؤول عن منطقة بوطان، وكانت المنطقة تشمل مناطق (سالماس التابعة لأورميه وقرى وأرياف والخط الحدودي) هناك.

في تلك الأعوام، أصدر جمال لمقاتليه كـ (قاسم أنكين) وغيره العديد ممّن لا نريد التحدّث عنهم اسماً كونهم قد انشقّوا عن صفوف تنظيماته وتركوها، أصدر إليهم تعليمات بسرقة البغال والحمير في منطقة سالماس، وبالتحديد لخط قرى تُعرف بـ (كوتول) وهي تشمل المناطق الواقعة على الخط الحدودي بين كوردستان تركيا وإيران وما تقع عليه من قرى وارياف.

علماً أن تلك الخيل والبغال والحمير كانت لأهالي تلك القرى والمناطق الكاسبين، وبالأخص من كان يشتغل عتالاً (كولبر) ينقل البضائع على الحدود! فهذه الدواب كانت مصدر عيشهم الوحيد تقريباً!

فكانت هذه الدواب تُسرق أمام منازل القرويين بأوامر وتعليمات صادرة من قريلان، وكانت تجلب لمنطقة بوطان وكارزان وبدليس وأطراف سيرت وباتمان.

أين يربّي جمال هذه الدواب (البغال والحمير)؟

يا عمّ جمال، هل تعرف بأن الكلّ يعلم بأنكم لا تقدرون على تربية الدواب (البغال والحمير) في إقليم كوردستان؟! فالمسيرات التركية لكم بالمرصاد، فأنتم أنفسكم تعيشون في الكهوف والمغارات والأنفاق، ولا تقدرون على الخروج منها فكيف تستطيعون تربية الدواب من بغال وحمير و…؟! ولو كانت فعلاً لديكم دواب وتربوّنها فهذا بمعنى أنكم تتمتّعون بعلاقات وطيدة مع طائرات الاستكشاف والمسيرة والتي تراقبكم ليل نهار؟! وأنكم متعاقدون معها لئلا تستهدفكم! نعم، كان بإمكانكم تربية هذه الدواب والحيوانات لغاية عام 2017، غير أنه وبعد ذلك وما نراه من تطوّر في مجال التكنولوجيا العسكرية وبالأخص في مجال الطائرات المسيرة في تركيا فمن المحال أن تقدروا على تربية هذه الدواب! فما هذه الأكاذيب عمّي جمال؟! فهلا استحيتم من التحدّث بمثل هذه المهاترات والخزعبلات؟! هل تدري أنكم تملكون رتبة وزير الدفاع في تنظيماتكم؟! هلّا انكففت عن اتّهام بيشمركة كوردستان بسرقة الحمير والبغال؟! وأنهم توجّهوا لجبل متينا لهذا الغرض!!!

نعرف جيداً أين بغالنا!!

تذكّر يا عم جمال أنه باستطاعتكم مساءلة واستعلام أهالي وقرويي القرى الحدودية بين كوردستان تركيا وإيران -شمال كوردستان وشرقها- عندما كانت بغالهم وحميرهم تُسرق ماذا كانوا يقولون؟ وبالأخص عام 2000! فقد بلغ الأمر منهم أنه عندما كانت البغال تُسرق أو تُضاع كان أهالي تلك المناطق وقروييها تعوّدوا على هذه العبارة (سُرقت بغلي وأعرف جيداً أين ذهبت! ولكن فلتذهب!!!) فالكلّ كانوا على اطّلاع تام بأن بغالهم سارت وتوجّهت نحو العم جمال! غير أنهم فضّلوا السكوت عن الأمر!!

كما نحيطك علماً يا عم جمال، بأننا نعرف جيداً أنك عندما تظهر على وسائل إعلامك وبالأخص عندما تريد إطلاق أكاذيب، تقف طوال ساعات أمام المرآة في مغارتك وتتمرّن عليها لتجري كالماء على لسانك وكأنها حقيقة تحاول إقناع الشعب بها!

والحق أن هذا يعتبر فنّاً قلّ من استطاع على ممارسته ومزاولته، مع هذا ينبغي عليك الاستنكاف عن اتّهام بيشمركة كوردستان بمثل هذه التهم الحقيرة واحترام ذاتك ولا تتدنّى لمثل هذه المستويات المتدنية! فبيشمركة كوردستان يمتلكون آليات متطورة مدرعة لا حاجة لهم لحميرك وبغالك! كما وتعرف جيداً أن حكومة إقليم كوردستان بلّطت طرق القرى والأرياف بحيث لم يعد أهالي القرى بحاجة للبغال والحمير وبالأخص سرقتها!! أو بيعها!! فمن يشتريها؟! فأهالي القرى تركوا قراهم وهجّروا بفضلكم ونضالكم المزيّف وحربكم العبثية!!!

مقالات ذات صلة