الرّدّ على سوزدار آفيستا موظفة الـ PKK والقائمة بأعمالها في شنگال

الرّدّ على سوزدار آفيستا القائمة بأعمال (موظّفة) الـ PKK في شنگال

في حوار لها مع وكالة (ANF) للأنباء التابعة لحزب العمال الكوردستاني الـ (PKK) قالت سوزدار آفيستا عضوة المجلس الرئاسي العام لمنظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) بأن الهجوم على شنگال هو نتيجة اتفاقية التاسع من تشرين الأول!

من هي سوزدار آفيستا؟

سوزدار آفيستا عضوة المجلس الرئاسي العام لمنظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) إيزيدية من شمال كوردستان -كوردستان تركيا- جلبتها تنظيمات العمال الكوردستاني الـ PKK للواجهة بعد الهجوم الوحشي لتنظيمات داعش الإرهابية على شنگال من أجل تضليل وخداع الشعب الإيزيدي بها، والرقص على جراحهم واستثمارها لمصلحة تنظيماتهم، أي استثمرت واستغلّت الـ PKK هوية آفيستا الإيزيدية لتنظيماتها، من جانبها قامت آفيستا باستغلال جروح الإيزيديين ومصابهم الجليلة لمصلحة الـ PKK ومارست هذه السياسة الدنيئة والنتنة بحق الشعب الإيزيدي البائس والمسكين!

فهي تتحدّث نيابة عن الشعب الإيزيدي وكأنها ولدت في شنگال واختيرت من قبل الشعب الإيزيدي في شنگال! كلا الأمر ليس كذلك إطلاقاً، بل هي قائمة بأعمال الـ PKK في شنگال وقيومتهم فيها ووظّفت لهذا الأمر!

فخلال حوارها الذي دام 22:46 دقيقة لم نسمع أو نرى غير التهجّم واختلاق التّهم التي لا أسا لها من الصحة ضد (حكومة إقليم كوردستان والديمقراطي الكوردستاني -البارتي) مؤكّدة على صلب استراتيجية تنظيماتها للمكون الإيزيدي ومستقبل مناطقهم، فقد صرّحت وبوضوح تام للإيزيديين: “أننا سنبقى في شنگال شئتم أم أبيتم وأنتم ابقوا في المخيمات، ودياركم حلال للـ PKK وليحدث ما يحدث لكم، فمن أراد منكم العيش في ظل مشروع “أخوة الشعوب” والإذابة في بوتقة العرب الشيعة فليتفضّل إلى شنگال، فهي مدينتكم وإخوانكم من الحشد الشعبي الشيعي!”.

كما قيّمت آفيستا اتفاقية شنگال التي أبرمت بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الإتحادية في التاسع من تشرين الأول العام المنصرم، فقالت: “الهجمات على شنكال هي نتاج اتفاقية الـ 9 من تشرين الأول” مضيفة: ” الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- يحاول النيل من إرادة الشعب الإيزيدي، يحاول إخلاء شنگال من الشنگاليين!” وتابعت بالقول: “الدولة التركية الفاشية هي من قامت بالهجوم ولكن القوى العميلة في المنطقة كانت لها دور كبير ايضاً في هذا الهجوم”.

ما هي اتفاقية التاسع من تشرين الأول؟ ومن هم الخونة؟

ما نسته سوزدار النتنة أو أنسته -تعمّداً- تلك المرأة المعروفة بـ (نعجة المنظومة) والخاضعة لأوامر (جماعة أنقرة) في الـ PKK، ما كان مفروضاً طرحه وتوضيحه للشعب الإيزيدي، سنوضّحه نحن، وهو أن من قام بالنيل من إرادة الشعب الإيزيدي والذي تسبّب بتهجيرهم وعيش غالبيتهم (أكثر من 80%) حياة المخيمات، والذي اعترض عملية إعمار المدينة وتقديم الخدمات إليها، وجعل من المدينة مدينة منكوبة مدمّرة بشكل شبه كامل، كما ويحاولون استقطاع هذا الجزء الأصيل من كوردستان وإلحاقه بالدولة العراقية وجعله ذيلاً لإيران وإذابة مكوناته الكوردستانية الأصيلة في بوتقة العرب الشيعة، هو الـ PKK لا غير!

فما فعلته حكومة إقليم كوردستان في التاسع من تشرين الأول العام المنصرم هو أنها ابرمت اتفاقاً تأريخياً مع الحكومة الاتحادية لتطبيع الأوضاع في المدينة المنكوبة وإعادة الحياة إليها، غير أن ما يزعج تنظيمات الـ PKK تجاه هذه الاتفاقية هي أنها تقضي بإخراج المجاميع المسلّحة من شنگال والـ PKK من ضمنها وعلى رأسها، كلّ ذلك من أجل إعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي في المدينة، وإخراج المدينة من سطوة الميليشيات المسلّحة المنفلتة وإعادة أهاليها إليها وإنهاء حياة النزوح والعيش في جحيم المخيمات!

غير أن تنظيمات العمال الكوردستاني الـ PKK فعلت المستحيل لئلا ترى هذه الاتفاقية التأريخية النور، فبذلت كلّ الجهود وارتوت في حضن الحشد الشعبي وعقدت معها معاهدات واتفاقات، ثمّ قالت: “لن نخرج من شنگال، كما أن شنگال ليست بحاجة لأية اتفاقية!” فصوّرت للشعب الإيزيدي هذه الاتفاقية التأريخية بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية وكأنها اتفاقية بين الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- والدولة التركية المحتلة! غير أن الحق هو أن الشعب الإيزيدي يدرك جيداً بأن هذه الاتفاقية هي وحدها الضامن والكفيل بإعادتهم لديارهم وإنهاء جحيم المخيمات…

من نال من إرادة الشعب الإيزيدي؟ البارتي أم الـ PKK؟

السؤال المطروح هنا هو: من حاول النيل من إرادة الشعب الإيزيدي؟ هل هو الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- والذي يحاول بشتى الوسائل إعمار المدينة المنكوبة وإعادة النازحين لديارهم وإنهاء جحيم المخيمات، أم تنظيمات حزب العمال اللاكوردستاني والتي توغّلت في المدينة واستولت عليها وتسبّبت بدمارها؟ من هم الذين تحالفوا وتعاقدوا مع الحشد الشعبي وإيران ووعدوا الدولة الإيرانية بصون مشروع (محور المقاومة) في شنگال والحفاظ على سلامة الهلال الشيعي؟ بل وتوسيع هذا المشروع! هل هو الـ PKK أم البارتي؟ من يحاول استقطاع شنگال من جسد كوردستان وتقديمها على طبق من ذهب للدولة العراقية وإذابة أهلها في بوتقة الحشد الشعبي؟! هل هو البارتي أم استراتيجية وذهنية آبو النتنة باسم مشروع (أخوة الشعوب)؟!

من الذي بنى المعتقلات والسجون السرية في شنگال وملأها بمئات الفتيات والشباب الإيزيديين المعارضين والمناوئين لسياسات الـ PKK المنحرفة والمعوجّة؟ هل هو البارتي أم الـ PKK؟! من الذي اختطف العشرات من أطفال الإيزيديين وقاصريهم فتيات وشباناً وأرسلتهم للجبال وقدّمتهم قرابين على منصة الحروب العبثية على يد العساكر الأتراك؟! هل هو البارتي أم الـ PKK؟ فلمعلوماتك يا آفيستا يا نتنة أننا نستطيع الإتيان بمئات الأمثلة على الظلم والاضطهاد الذي تمارسانه بحق الشعب الإيزيدي، وبالأخص بحق الشنگاليين وشنگال، فلا تعتقدي أن الشعب الإيزيدي الأصيل بهذه السذاجة ليثق بحديثكم الخبيث النتن والذي يخرج من أفواهكم وحناجركم التافهة الحقيرة!

لو كان كما تدّعين بأن هجوم شنگال كان نتيجة اتفاقية الـ 9 من تشرين الأول، فهلّا توضّحين وتحلّلين لنا سبب هجمات ومعارك جبل متينا وگاره وحفتنين وخواكورك وقنديل وجبل شكيف؟! وكذلك هلّا وضّحت سبب سقوط عفرين واحتلال سري كانييه وكري سبي؟! وأنها كانت نتاج أية اتفاقية؟! فهل يُعقل أنها كلها كانت نتاج اتفاقية التاسع من تشرين؟!!

عدا ذلك، فتصريحات ميليشيا (كتائب سيد الشهداء) المنضوية في صفوف الحشد الشعبي الشيعي، يوم الخميس المنصرم 19-8-2021، والتي جاء فيها: “دماء مسلّحينا من الـ PKK ووحدات مقاومة سنجار (YBŞ) التي أريقت في شنگال لن تذهب هدراً!” هي أكبر دليل على أن الـ PKK تخدم مصالح الدولة الإيرانية والحشد الشعبي وتنفّذ أجندتها في شنگال، وهي مثال حيّ على أن الـ PKK تسخّر وتستغل الشعب الإيزيدي لمصالح تنظيماتها، كما أنها مستمرة على خداع هذا الجزء الهام والأصيل من الشعب الكوردي تحت شعارات فارغة دجلية!

فقد كالت سوزدار التهم لحكومة الإقليم والبارتي جزافاً، واتّهمتهما بالخيانة وأطلقت بحقهما ما لا يُقال من السبّ والشتم والألفاظ النابية، فقد قالت بحقّهما ما لم تقله بحق الدولة التركية المحتلة وإدانتها واستنكار فعلتها!!!

لو لم تكن سوزدار آفيستا مجرّدة من أية شعور أو وفاء للإيزدياتي والكوردايتي لمّا سمحت باستخدام الشعب الإيزيدي كأداة لتنفيذ أجندات الـ PKK

ختاماً، نقول: الشعب الإيزيدي جزء أصيل من الشعب الكوردي، وهو صاحب شنگال، ويستحيل خداعه وتضليله بألاعيب الـ PKK ومخطّطاتها ومؤامراتها مع الدول المحتلة لكوردستان، فالشعب الإيزيدي يدرك جيداً ألاعيب الـ PKK ومخطّطاتها، لهذا اختار كرامة العيش في المخيمات من العودة لشنگال والاستعباد للـ PKK ومن تخدمهم هذه التنظيمات من أعداء كوردستان والشعب الكوردي، فهذا الشعب يعرف جيداً ما عاناه على يد هذه التنظيمات من اختطاف أبنائه وانتقاص قيمته والتقليل من كرامته واستهداف ديانتهم وثقافتهم وهويتهم بشتّى أشكال العداء والتنقيص!

كما نقول لآفيستا: لو كنت تملكين ذرّة وفاء للإيزيديين أو للكوردايتي لم سمحت لتنظيمات الـ PKK باستخدام هذا الشعب المسكين البائس من أجل تحقيق أهداف المحتلّ وتنفيذ أجنداته، لم سمحت للـ PKK بحشد الإيزيديين تحت راية العراق ورايات الحشد الشعبي، ولأدركت جيداً أن خلاص الإيزيديين ونجاتهم يتجسّد في تنفيذ اتفاقية التاسع من تشرين.

مقالات ذات صلة