في مقال منشور على صفحته على الفيس بوك، كتب الشاعر والروائي الكوردي من سوريا، هوشنك أوسي عن حزب العمال الكوردستاني (PKK):
حزب أوكسجينه الكذب، لا يمكنني منعه من ممارسة الدجل والتضليل والتجهيل بين أتباعه وأعوانه، ونشر وتعزيز الفاشية الحزبية بينهم، وجعل المدن والقرى دروعاً بشرية، وإخضاع المجتمع للأسر والإذعان، وحفر الأنفاق العسكرية تحت مدارس الأطفال، لكن يمكنني جعل كلمتي شوكة، ذعراً، قلقاً، وأرقاً يلاحق الحزب، أثناء تنفسه الكذب، ونفثه ثاني أوكسيد آيديولوجيته العفنة بين الناس.
العوم ضد تيار دموي مدجّج بالنيران والأحقاد، أهون عليّ من الوقوف على الحياد متفرجاً.
بهذه الطريقة الوحيدة واليتيمة يمكنني الحفاظ على حريتي بين حشود دهماء وعبيد الايديولوجيا.
حياة مغلولة بالصمت وذلّه، لا معنى وقيمة لها، قياساً بلحظة حرية، حرية الأنا المتمردة الطليقة، التي لا ترعبها فوهات بنادق كتيبة الإعدام، وأعين عناصرها الذئبية.
حريتي، لن تأتيني بها الثورات، بل أنا صانعها، حين ألوح بكلمتي في وجوه الطغاة.
الكتابة والأدب، الشعر والرواية، لا أعتبرها أسلحة؛ لأنني لا اعتبر نفسي مقاتلاً في وجه الظلم والاستبداد، فأنا أمارس حريتي فحسب، دون خوف أو خجل أو تردّد، تماماً، كما أمارس الحب.
كلمتي في حقل السياسة، يفترض بها أن تكون حادة، مزعجة، مقلقة، ناقدة، وناقمة وساخطة أيضاً.
كلمتي في الأدب، يفترض بها أن تكون مختلفة، إن لم تكن مدهشة.
أناي تتأرجح بين هاتين الكلمتين، وتميل أكثر إلى الكلمة الأدبية.
أزعم أنني قلت كلمتي قبل أن أموت، وما قلت وكتبت، هو جزء مما أملته عليّ الحياة، الحياة تملي علينا أن نعيشها بحرية، وأن نكتب عنها بحرية.
حريتي أصنعها بنفسي وأهديها لنفسي ولغيري، وأدفع أكلافها -يقصد بها تكاليفها- وضرائبها وحدي، نعم، حريتي لن تأتيني بها الثورات وحروب التحرير وحركات التحرّر الوطني والثقافي، بل أصنعها بمتعة، وأعيشها بمتعة، لذا يحسدني عليها العبيد العاجزون عن امتلاك حريتهم والتمتع بها.
العبيد، بعضهم يدرك قباحة عبوديتهم لأسيادهم الوهميين، لكنّهم عاجزون عن اتخاذ قرار تنظيف أنفسهم من درن تلك القباحة والخطو نحو الحرية، وبعض العبيد، يرى في بشاعة وشناعة وقباحة عبوديته، قمة الجمال، من دون النظر إلى نفسه في مرآة الحياة، لذا ترونهم يهشمون المرايا التي تريهم بؤسهم وقذارة عبوديتهم.
من عاش لحظة حرية عميقة، مستعد لدفع بقية حياته ثمناً لعدم العودة إلى العبودية.
قرّر ألا تكون عبدا، قرّر ألا تكون سيداً أو إلها أو نصف إله، حاول أن تكون إنساناً يصنع حريته بنفسه، ويعيشها ويفتخر بها، كي تفتخر بك الحياة والحرية…