حقيقة خليفان والدعاية اللاأخلاقية للـ PKK

منذ الـ 3 من أيلول هذا العام، تدير الـ PKK حملة دعائية حول أحداث خليفان الوهمية، حيث تدّعي فيها مقتل 7 گريلا على يد بيشمركة كوردستان، فحسب ادّعاءات الـ PKK أن مجموعة گريلا عبرت نهر الزاب فتعرّضت لكمين للبيشمركة، فهي تدعو للقيام والأنشطة على كذبتها هذه.

وقد نشرت الـ PKK الحادث كل مرة بأسلوب مغاير لسابقاتها، كسيناريو فيلم تمّت إعادة صياغته عدّة مرات خلال شهر، فتشعّبت الكتابات فيه من أجل كسب الإقناع لا غير، وآخرها ادّعاء الـ PKK بنجاة مسلّح من بين هؤلاء الگريلا الـ 7!

لم تُنشر صور هذا الگريلا بعد… ومن المحتمل جدّاً أن نرى في الأيام المقبلة فيلماً حول الحادث باسم (“خيري” الناجي من أحداث خليفان!) على شاشات تلفاز الـ PKK!

فهذه التنظيمات التي تغتال قياديها “فاروق بوزكورت-ناصر” ذو الـ 32 عاماً من الخدمة والوفاء ومن ثم اتهامه بـ”ارتكاب الاغتيالات” لتقوم بعدها بواجب العزاء لعائلته واتهام الاتحاد الوطني باغتياله، ليس ببعيد عنها فعل أي شيء!

وزير الدعاية والثقافة لـ “هتلر” وخداع الشعب

يعتبر وزير الدعاية والثقافة لـ “هيتلر” (جوزيف غوبلس- Joseph Goebbels) صاحب مبادئ الدعاية الكاذبة، وأهمّ هذه المبادئ “إذا أردتم الإطالة في عمر كذبة ما فأطلقوها وكرّروها دون توقّف، وأحدثوا ضجة حولها فسوف يصدقها الناس، فسرّ تصديق الناس للكذب هو الاستمرار في تكراره!”

آنذاك، كانت أجهزة الراديو أهمّ الأجهزة وأكثرها تأثيراً، فكانوا يستمرون في نشر الدعاية مدّعين أن: “ألمانيا انتصرت، لم يقدر العالم أجمع على مواجهة ألمانيا، وأن أمريكا بحاجة إلى ألمانيا، وأن هناك مقاومة عظيمة” وبهذا تمّت صناعة أفلام قصيرة وكتابة سيناريوهات شتّى، فصدق الشعب الألماني أكاذيب (غوبلس) المتكرّرة، انهزم الجيش الألماني في موسكو، فأبادت الجيوش السوفيتية الجيش الألماني، في الجانب الآخر، كان الشعب الألماني واقعاً تحت تأثير دعايات غوبلس الكاذبة، يعتقدون أن الجيش الألماني منتصرٌ فيقيمون احتفالات النصر في صالات السينما!

فكان غالبية الشعب الألماني يعتقدون أن الدبابات الألمانية تجتاح وسط موسكو ليستيقظوا على وقع جنازير الدبابات السوفيتية في شوارع برلين! فكان غوبلس يُعرف بخبير الدعاية الكاذبة، فحقيقة دوره كان خداع الشعب والتلاعب به لا أكثر.

إعلام الـ PKK على خطى غوبلس وتقلّده

لدى متابعة وسائل إعلام الـ PKK بدقة وصدق لوجدنا مدى التشابه الكبير بين ما كان يقوم به وزير الدعاية الألماني غوبلس ومنصات إعلام الـ PKK اليوم من اعتمادهما الكبير على مبدأ خداع الشعب والرأي العام وتضليله.

فجماهير الـ PKK شعب مخدوع، يعتقد أن الـ PKK ترتقي من نصر لآخر، وأن الجيش التركي لا يقدر على التخطي خطوة للأمام! ويرون أن العالم أجمع ينظرون إلى آبو كقائد لهم وأنهم بأمس الحاجة له وللـ PKK! فالـ PKK أقنعت جمهورها بمثل هذه الأكاذيب، وكذلك قصة خليفان، فهي أيضاً حلقة من مسلسل خداع الشعب الكوردي، فالحقيقة أنه لا توجد أحداث باسم خليفان شارك فيها بيشمركة كوردستان إطلاقاً، بل أصدرت وزارة الدفاع التركية في الـ 3 من أيلول بياناً عن تحييدها لـ 7 گريلا في الـ 28 آب بمنطقة گاره، من بينهم قياديات نسوية، ورغم البيان التركي هذا فالـ PKK مصرّة على اتهام بيشمركة كوردستان بارتكاب الحادث، غير أن تأريخ الـبارتي -الديمقراطي الكوردستاني- معلوم للجميع أنه متى ما أقدم على فعل شيء فيفتخر به ويعلنه دون خوف أو خجل، وقد أصدر بياناً في الـ 7 من تشرين الأول نفى أية علاقة لبيشمركة كوردستان بأي حادث باسم خليفان.

الـ PKK تستهدف الناس بشكل مباشر

غير أن الـ PKK التصقت بهذه الكذبة، وخلقت منها قضية، فنظّمت المسيرات والتظاهرات في كوباني وديركا حمكو مستهدفة البارتي والعائلة البارزانية، نظّمت التظاهرات وأطلقت الشعارات ورفعت الصور وحشدت النساء ووجّهتهن نحو معبر سيمالكا الحدودي!

وهاجمت مرشّحي الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- في شنگال، فشاهدوا شاشات الـ PKK وإعلامها فهم يصنعون كل ساعة خبراً مفترياً على البارتي وبيشمركة كوردستان!

وكان آخر حلقة في مسلسل خليفان ما كُتب من سيناريو حول قائد قوات زيرفاني “عزيز ويسي” ومسؤول قوات بيشمركة روژ “دلوفان روباري” وكالعادة، نشرت الخبر باسم شخص فضّل عدم الكشف عن هويته! فهذه فعلاً كانت مسرحية بل مسرحية كوميدية.

فيا لهذا الكرم من شخص مجهول يعطي وكالة هاوار (ANHA) الإخبارية للـ PKK بكوردستان سوريا -غربي كوردستان- هذا الخبر؟!

فالـ PKK لم تعرض مسرحية خليفان بغربي كوردستان -كوردستان سوريا- في الصالة السياسية إلا لأسباب، منها: عزل كوردستان سوريا، وعرقلة سير مفاوضات وحد الصف الكوردي هناك، وخلق أرضية مناسبة لاعتداءات على بيشمركة روژ، علاوة على محاولتها للقيام بحركة سياسية وعسكرية في شنگال باحتمالية كبيرة، وسنشهد في الأيام المقبلة أنباءً عن اعتداءات وهجمات عنيفة للـ PKK بما لا مجال فيها للشكّ!

أيا ترى هل حقاً اعتُقلت مجاميع نشطاء للـ PKK؟!

هناك سبب آخر هام لدرجة كبيرة وراء افتراءات الـ PKK وأكاذيبها حول خليفان ألا وهو اعتقال بعض ناشطي الـ PKK في مدن إقليم كوردستان، كانوا يخطّطون للقيام بأنشطة عسكرية، فهناك إشاعة باعتقال العشرات من المنتمين لمجاميع الـ PKK كانوا يخطّطون للقيام بأنشطة مسلّحة في مدن إقليم كوردستان، والحقّ أنه تمّ اعتقال وتفكيك مجموعة إرهابية كانت تحاول شنّ هجمات في عمق كوردستان، ولكونها لم تتوقّع أن تكون نتائج الانتخابات العراقية بهذا الشكل، فكانت لها أجندات مغايرة، فوفق هذه الأجندات كان الحشد الشعبي سيقوم باعتداءات وهجمات بالطائرات المسيرة بالتزامن مع هجمات برية للـ PKK على مؤسّسات أمنية ودوائر حكومية تحت غطاء النازحين واللاجئين!

لو كانت الـ PKK تملك ذرّة أخلاق أو تربية وطنية قومية لما حشدت نساء الكورد على معبر “سيمالكا” الحدودي، فما فعلته هذه التنظيمات يؤكّد أنها مقلّدة متقمصة شخصية “غوبلس”.

انتصارات الـ PKK كانتصارات غوبلس

مع قدوم الخريف ستنتهي العمليات العسكرية للجيش التركي في حدود إقليم كوردستان، تلك العمليات التي ألحقت خسائر فادحة بحزب العمال الكوردستاني الـ PKK، فأصبحت أنفاق الحرب مقابر لشباب الكورد -بتقصّد- وسلّمت الـ PKK قمم جبال كوردستان الاستراتيجية للعساكر الأتراك، قضى الجيش التركي على قوات الگريلا في حدود محافظة السليمانية أيضاً، وهذا ما تسبّب بشلل هذه التنظيمات وإبقائها بلا حراك، كما تعرّضت لانتكاسة عظيمة في الانتخابات العراقية المبكرة في شنگال والسليمانية، إضافة إلى خسارتها الكبيرة لشعبيتها في كوردستان تركيا -شمالي كوردستان- إثر حرب الخنادق، فتحوّلت الـ PKK لقوة صغيرة غدّارة، لهذا تحاول بشتى الوسائل إدارة غربي كوردستان -كوردستان سوريا- كوحدة عسكرية خاصة بها.

الدعاية والإعلام اللاأخلاقي حول خليفان هو من أجل التغطية على هذه الحقيقة

جانب من هذا الخداع اللاأخلاقي للـ PKK هو أنها تقدّم “أوجلان” وكأنه قائد أممي، وتنظيماتها وكأنها عنوان الحلّ في الشرق الأوسط، وقوتها العسكرية وكأنها القوة العظمى التي هزمت قوات حلف الناتو -حلف الشمال الأطلسي!

فمثلما خدع “غوبلس” الشعب الألماني بإشاعاته حول الانتصارات العظيمة لألمانيا ليصحو الشعب على وقع جنازير الدبابات السوفيتية وسط برلين، فكذلك تفعل الـ PKK، فهي تدّعي أن النصر حليفها في حين مُنيت بالهزيمة والانكسار على كافة الصعد والجبهات والميادين.

فالـ PKK لا تملك القوة الإعلامية القادرة على قلب الحقائق وتغييرها، كما لا تقدر على قلب الحقيقة بحشدها فئة من الشباب والنسوة في الأزقة وإطلاق الصيحات! فسيأتي يوم تتلقّى فيها الـ PKK صفعة أخرى كما تلقّتها من الشعب الإيزيدي في شنگال أثناء الانتخابات.

فقد أثّر “غوبلس” على ألمانيا العظيمة وكافة أعدائها، فهوكان زعيم الدعاية العالمية، رغم كلّ هذا تعرفون كيف انتهت قصته؟! فقد خدع عموم الشعب الألماني وكافة أعداء ألمانيا بدعايته الكاذبة، نعم فهو كان أيقونة الدعاية الكاذبة غير أن نهايته باتت واضحة للجميع!

ختاماً، تذكّروا هذا ولا تصدّقوا أو تثقوا أكثر بدعايتكم اللاأخلاقية الكاذبة…

مقالات ذات صلة