كتّاب لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم

كتّاب لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم

الذهاب بعيداً عن الحديث عن تعريفات غاية PKK المكرهة بدافع الحاجة وبوصلة المنفعة، مقابل نقيضتها دوافع الحركة الكوردية، ودون ارتكاز  على أسس، وأسباب، ودواع، أعمق بكثير من الصراع الدائر وتناوله بصدد استقراء طرفي النزاع : PKK والديمقراطي الكوردستاني، حسب زعم من يريدون تصوير الأمر صراعاً، لا طغياناً من طرف مجرم، في ضوء المعطيات انطلاقاً من تطبيقات الواقع العملية، عبر بهلوانية التصور، وتشتيت الجريمة، وتجنب التطرق إلى مخطط منظومة العمال التي قامت بإعدام كل الخيارات، ليكون هناك خيار الولاء وحده وهذا جزء ممّا نشاهده اليوم، وتتالت المحاولات في ممارسة أصناف العنف، الرعب، استمالة الناس وخنوع الرقاب والرؤوس تحت هيمنتها، كسلوك محزن ومؤلم، من خلال ادعاء بعض الكتّاب تصديق أكذوبة المشهد، وهو يعلم جيداً هول صنيعه، ساعياً عبر كتاباته رصد أنفاس الناس لتكريس هذه المنظومة، وخدمتها، من خلال نقدها الناعم الذي يخدم ديمومتها، لا رفضها، وهذا ما تفهمه منظومة العمال، وباتت تتوجه إليه من خلال شراء الذمم برصيد وهمي هو سمّ زعاف لمن يغامر بشرف الموقف، بروح انتهازية.

حين نستطرد عن فاشيستية منظومة فإننا لا نقوم بذر الرماد في العيون، أو التحدث عن دواع غير مقنعة، ولاعن ضرورة الزوائد العددية، أو تحليل الواقع بكتابات خاوية لا فائدة منها البتة، وكما يقول المثل العربي: إذا عرف السبب بطل العجب – وهو ما تمَّ تداوله، بالتوازي مع غسل أدمغة الناس، ليروا أن انضمامهم إلى جبهة المنظومة يمنحهم صفة النضال ورتبة المقاومة، مقابل وهم استغباء الجمهور ببيع وهم الحياد الكاذب، حيث لا حياد هنا، بل التبعية والجبن أو مرتبة الشرف الصعبة.

طبعاً، إن مطالبتنا من هؤلاء الكتاب باحترام أنفسهم واحترام مهنة الكتابة وعدم جعلها سلعة تجارية، وعدم التهافت والسقوط والتعمية وعدم الإشارة إلى مكمن الخطأ، وإلى مرتكبيه، في مواجهة ممارسي العنف والترغيب، مستبيحي الدماء، هادري الأرواح ومنتهكي الكرامات، ليقدموا أنفسهم كممثلين للكورد كلهم وأنهم فوق تسمية والمجرم والضحية، وأن من لا يقدم الولاء لهم، هو خائن.

وإن كان هنا ثمة عامل- وطني- كورديايتي أمام هيمنة فاشية منظومة PKK – بمعناها المتداول- كواقع جاء بعد عقود من اضطهاد الكورد، هو سياسة الحزب (الديمقراطي الكوردستاني) في المواجهة، لذا فلا يمكن أن ننظر إلى الحزب الذي لم يسقط في مصيدة هذه المنظومة، والمضحي بالكثير في مواجهة العنف والجور اللذين عانينا منه، انه طرف صراع أو منفعي سلطوي، في الوقت الذي يبحث فيه الجبان المتملق عن ذريعة كاذبة فوجدها في صفة الحياد المرفوض.

ولعل النعت وادعاء بعض من الكتاب وصناعتهم وترويج مثل هذا الخرافات -وبحكم الارتهان لمنفعية ما- في مواجه حزب ظالم متهتك بحق أهله-ولكم عاث قتلاً وفساداً ودماراً في كوردستان سوريا،  واختلق صراعاً من أجل إبادة شعبه وتنفيذ خطط العدو، وهو ما ينفذه الكاتب المزيف مدعي الحياد عبر تقديم نفسه كطرف غير منتم لما حوله وهو عملياً يلعب دوراً مفضوحاً دون الارتكاز على تفاصيل عابرة، وإن كان العبور هنا حقبة، الى جانب تجاهل جوهر طبيعة عقل PKK وغاية وجوده في كوردستان عامة وتدخله في شؤون كوردستان سوريا، و في شؤون إقليم كوردستان، كذلك تظاهره بإقامة العلاقات الودية مع الجميع، بل إرساء السلام، والأفكار الفضفاضة.

والسؤال:

 كيف يكمن ويتجاور السلام والحرية دون ردع وإيقاف صانع الجريمة والظلم ومواجهته، مقابل اعتبار مَن ضد سياسة تشتيت وتمزيق الكورد طرفي صراع؟!

إنها ثقافة صبيانية عارية عن الصدق…

مقالات ذات صلة