تهريب قرابة 600 من إرهابيي الحسكة من أنفاق الـ PYD

تهريب قرابة 600 من إرهابيي الحسكة من أنفاق الـ PYD

أكبر عملية تهريب في تأريخ إرهابيي داعش، حيث تمّ تهريب ما يقارب من 600 من إرهابيي داعش من سجن الصناعة في الحسكة، وذلك عن طريق أنفاق الـ PKK، حيث تقع بعض هذه الأنفاق تحت مبنى السجن!

منذ الـ 20 من الشهر الجاري (20/1/2020) ما زالت أحداث هجوم داعش على سجن الصناعة بحيّ غويران في مدينة الحسكة تشغل أبرز عناوين الصحف والأخبار المحلية والكوردستانية بل والعالمية، ورغم إعلان قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أن الأوضاع باتت تحت السيطرة، وأن قواتها تتحكّم بالأمور، إلا أن الهدف الاستخباراتي من هذه العملية برمّتها فرض على أرض الواقع، وقد فرّ المئات من هؤلاء الإرهابيين من الأنفاق التي حفرتها مرتزقة (محور المقاومة) هناك.

هذا، وينقل موقع داركا مازي ومنذ 3 أيام معلومات غاية في السرية والخصوصية حول هذه المؤامرة الاستخباراتية المشتركة للـ PKK وإيران، والموسومة بأحداث (سجن الحسكة) وقد تمّ الكشف عن خفايا الحقائق والمعلومات وحيثياتها، وكيف قامت إيران عن طريق محور المقاومة والذي تحتلّ الـ PKK أقوى حلقاتها بممارسة أشدّ الضغوطات على التحالف الصدري-السني-الكوردي المتوقع أن يشكل الحكومة العراقية الجديدة للمرحلة المقبلة.

فبعد الإخفاق الذي خيّم على المحاولات الإيرانية لإيجاد تقاربات بين قادة الإطار التنسيقي الشيعي المتمثّل في هادي العامري ونوري المالكي من جانب والزعيم الشيعي مقتدى الصدر من جانب آخر، وقرب موعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة الخاوية والخالية من أية أذرع لإيران، أحبكت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤامرة سجن الحسكة وأنتجتها على أرض الواقع ووضع خارطة طريق لها وبالتأكيد بتوظيف أذرعها وتحريك بيادقها من محور المقاومة.

كانت مؤامرة إيران والـ PKK كالتالي باختصار:

  1. تهريب الإرهابيين وتسليحهم.

  2. نقل الإرهابيين للعراق، وبالأخص للخط الفاصل بين إقليم كوردستان والعراق -خط التماس.

أهمّ حلقتين من مؤامرة الـ PKK وإيران:

  1. ستحارب قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على الأرض لانتفاء أية شبهات أو شكوك عن الـ PKK وإبعادها عنها.

  2. ينقل كوادر الـ PKK في صفوف هذه القوات الإرهابيين الفارّين عن طريق الأنفاق.

قبل 3 أيام، أي في الـ 25 كانون الثاني الجاري (25/1/2022) وعندما كانت الأحداث في أوجها وكانت المعارك محتدمة بينن قوات سوريا الديمقراطية والإرهابيين الفارّين، وقبل سيطرة قسد على الأوضاع، تمّ تهريب ما يقارب من 600 من إرهابيي السجن عن طريق أنفاق الـ PKK، تلك الأنفاق التي حفرتها الـ PKK خلال أعوام 2018 و2019 و2020.

لماذا حفرت الـ PKK الأنفاق تحت سجن الحسكة؟

عام 2018، وقبل الغزو والاحتلال التركي لغربي كوردستان -كوردستان سوريا، هدّد رجب طيب أردوغان والدولة التركية، باحتلال غربي كوردستان -كوردستان تركيا- قائلاً: “أيّما منطقة تتواجد فيها الـ PKK ستكون ساحة حرب، سنزيل الـ PKK من الوجود”.

آنذاك، أنفقت الـ PKK ملايين الدولارات عن طريق ذراعها في غربي كوردستان (حزب الاتحاد الديمقراطي PYD) وجناحها المسلّح هناك (وحدات حماية الشعب YPG) والذي يمثّل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، أنفقتها في سبيل حفر الأنفاق تحت الأرض في عموم المناطق الخاضعة لسيطرتها، وحفرت قسماً منها في الحسكة، وتمرّ قسم منها تحت مبنى سجن غويران بالحسكة.

وعلم موقع داركا مازي من مصارها بكوردستان سوريا أنه ومنذ الـ 20 من الشهر الجاري، أن ما يجري من أحداث في الحسكة لا تخرج عن مسرحية أتقنت فصولها، وأن الشيء الرئيسي والهامّ من أحداث هذه المسرحية هو ما يجري تحت الأرض وفي الأنفاق.

كما كشفت مصادرنا المعتمدة هناك، أن من الفرق الأمنية لحراسة الأنفاق هناك هم من خيّرة كوادر الـ PKK في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، ولهذا كانت عملية نقل الإرهابيين وتهريبهم عن طريق هذه الأنفاق سهلة نسبياً، كما وأكّدت مصادرنا أنه تمّ تهريب ما يقارب من 600 إرهابيي داعش عن طريق هذه الأنفاق.

زيارة الكاظمي المفاجئة لشنگال والحدود العراقية وغربي كوردستان -كوردستان سوريا

علمت الاستخبارات العراقية بهذه المؤامرة الإيرانية والـ PKK، ولهذا، شدّدت من إجراءاتها الأمنية على الحدود العراقية وكوردستان سوريا لمنع الإرهابيين الفارّين وتسلّلهم للأراضي العراقية.

ووفق تخمينات الاستخبارات العراقية، أن سجن غويران كان يضمّ ما يقارب من 3 آلاف داعشي ممّن يحملون الجنسية العراقية، وتيقّنت الاستخبارات العراقية أن من فتح باب السجن على مصراعيه أمام هؤلاء الإرهابيين لا بدّ وأنه فكّر وخطّط لتسهيل نقلهم للعراق، ولهذا جاءت الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بعد يوم من هذا الهروب الجماعي، فالهروب حدث في 25/1 وجاءت زيارة الكاظمي في الـ 26/1، حيث شملت الزيارة شنگال  والحدود العراقية وكوردستان سوريا، كما وشدّد الكاظمي بنفسه على الإجراءات الأمنية على الحدود.

وفيما يتعلّق بموضوع فرار الإرهابيين، صرّح المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية “يحيى رسول” اليوم الخميس 27-1-2022، بأن السيطرة على مجريات الأحداث والأوضاع في قضية سجن الحسكة، وتسليم إرهابيي داعش أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية لا يعني بالضرورة انتفاء المخاطر وانتهائها، وسنعمل وكأن المخاطرة قائمة.

والجدير بالذكر، أن الهجوم الصاروخي ليلة 25/26 من كانون الثاني الجاري على مضيافة -محل استقبال الضيوف- رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، من قبل الميليشيات المسلّحة الموالية لإيران، إنّما كان للتغطية على قضية هروب الإرهابيين وإشغال الرأي العام العراقي والحكومة والجيش العراقيين بأحداث تبعدهم عن قضية أساسية تتمثّل في خطر أعظم يهدّد مستقبل العراق والحكومة العراقية الجديدة.

مقالات ذات صلة