أدان رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الأربعاء 2022/7/20، القصف الذي استهدف منتجعاً سياحياً في إدارة زاخو المستقلة.
وقال رئيس الحكومة: “أدين بشدة القصف الأخير لمنتجع في زاخو من قبل القوات التركية والذي أسفر عن استشهاد العديد من المدنيين”.
وتابع “لا يوجد أي مبرّر للهجوم على المدنيين، وقد تكرّرت هذه الحوادث عدة مرات، لذلك يجب أن تتوقف هذه الهجمات، ونحن نتعاون مع الحكومة الفيدرالية لإجراء تحقيق دقيق وشامل”.
وأردف “لطالما تمّ محاولة جرّ إقليم كوردستان إلى الحرب بين تركيا وPKK، ما تسبب في ضرر ومعاناة للشعب، وهذا يجب أن ينتهي”.
كما أدان مجلس وزراء إقليم كوردستان، يوم الأربعاء 2022/7/20، القصف التركي الذي استهدف مصيفاً في محافظة دهوك وخلّف عدداً من الضحايا والمصابين، داعياً الحكومة العراقية والمجتمع الدولي للتدخل ووقف هذه الانتهاكات.
وقال المجلس في بيان له “ندين بأشدّ العبارات، قصف مصيف برخ ضمن حدود ناحية دركار التابعة للإدارة المستقلة في زاخو من قبل القوات التركية، وببالغ الأسف أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين السيّاح، وإذ نتقدم بخالص تعازينا ومواساتنا لأسر الشهداء، فإننا نتمنى للمصابين الشفاء العاجل”.
وأضاف “لقد تعرّض إقليم كوردستان، في الفترة الأخيرة، إلى استهداف متكرّر من داخل العراق وخارجه، مما تسبب بخسائر بشرية بين المدنيين وإلحاق أضرار مادية بممتلكاتهم. ويجب على الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي أن يبذلوا جهودهم بطريقة أكثر فاعلية لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات”.
وأشار مجلس الوزراء الى ان “المواجهات التي تدور بين القوات التركية وحزب العمال الكوردستاني في المناطق الحدودية للإقليم، أصبحت تشكّل مصدر تهديد وخطر دائم على حياة المواطنين، لذا نجدد دعوتنا إلى إبعاد إقليم كوردستان والنأي به عن المشاكل والنزاعات الإقليمية التي يكون ضحيتها المواطنون الأبرياء”.
من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) اليوم الأربعاء إلى إجراء تحقيق شامل بشأن قصف المنتجع السياحي في زاخو.
وقالت يونامي في بيان إنها تدين “بشدة القصف الدامي بالمدفعية الذي وقع اليوم في منطقة زاخو بمحافظة دهوك، بإقليم كوردستان”.
وجاء في البيان “يعاني المدنيون مرة أخرى من الآثار العشوائية للأسلحة المتفجرة، وبموجب القانون الدولي، ينبغي ألا تكون الهجمات موجهة ضد السكان المدنيين”.
ودعت البعثة إلى “إجراء تحقيق شامل لتحديد الظروف المحيطة بالهجوم، وتؤكد على وجوب احترام سيادة جمهورية العراق وسلامته الإقليمية في كل الأوقات”.
وقالت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت، في إحاطتها الأخيرة أمام مجلس الأمن “إذا ما الوضع الذي نتوقع أن نشهده؟ أن يصبح القصف بالقذائف والصواريخ هو الوضع الطبيعي الجديد للعراق؟ هذه طريقة خطيرة للغاية لتعزيز المصالح وهي طريقة تزيد من أضعاف الدولة العراقية”.
وتحث بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق كافة الأطراف على وقف هذه الانتهاكات دون أي تأخير.
من جانبه دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، إلى خفض التمثيل الدبلوماسي وغلق المطارات والمعبر والمنافذ البرية بين تركيا والعراق، وإلغاء الاتفاقيات الأمنية مع أنقرة رداً على القصف الذي استهدف منتجعاً سياحياً في إدارة زاخو المستقلة بإقليم كوردستان.
وسبق أن أدانت الخارجية العراقية القصف، لكنها لم تشر صراحة إلى تركيا، إلا أنها هدّدت باللجوء إلى مجلس الأمن إزاء القصف المتكرر.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد أكّد اليوم الأربعاء، أن العراق يحتفظ بحقه الكامل بالرّدّ على الاعتداءات التركية، وأنه سيقوم بكل الإجراءات اللازمة لحماية شعبه.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، بإرسال وفد رفيع من الحكومة الاتحادية للاطلاع على المكان الذي تعرّض للقصف من قبل الجيش التركي في إدارة منطقة “زاخو” في إقليم كوردستان.
وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية إن الكاظمي أوفد وزير الخارجية ونائب قائد العمليات المشتركة وسكرتيره الشخصي إلى مكان القصف التركي في زاخو.
وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الخارجية العراقية، إن “الحكومة العراقية تدين وبأشد العبارات القصف الذي استهدفَ منتجعاً سياحيّاً في مدينة زاخو، اليوم الأربعاء المُوافق 2022/7/20”.
كما أكّد رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، على وجوب ألّا يكون العراق “ساحةً مفتوحةً لتصفية الحسابات الإقليمية والصراعات الخارجية”.
الموقف التركي
أما على صعيد تركيا، فقد حمّلت وزارة الخارجية التركية، اليوم الأربعاء 2022/7/20، حزب العمال الكوردستاني PKK مسؤولية قصف المنتجع السياحي في حدود إدارة زاخو بمحافظة دهوك.
وقالت الخارجية التركية في بيان إن تركيا تعتقد أن الهجوم على المحافظة، والذي أودى بحياة ثمانية وأصاب 23 آخرين، كان “هجوماً إرهابياً”.
وطالبت الخارجية التركية السلطات العراقية بـ “تجنب إصدار بيانات متأثرة “بدعاية منظمات إرهابية”.
وكانت وسائل إعلام عراقية رسمية قد ذكرت في وقت سابق أن تركيا هي من شنت الهجوم الذي استهدف منتج برخ في ناحية دركار في مدينة زاخو.
وأعربت تركيا عن حزنها لسقوط ضحايا في الهجوم، واتّهمت في الوقت نفسه “منظمة إرهابية” بتنفيذه، في إشارة إلى حزب العمال الكوردستاني.
وتابعت “هذا الهجوم يستهدف موقف بلادنا الحازم في مكافحة الإرهاب”.
وأشارت أنقرة إلى أنها تولّي أقصى درجات الحذر لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو إلحاق أضرار بالمواقع التاريخية أو الثقافية.
وجاء في البيان “تركيا مستعدة لاتخاذ أية خطوات ضرورية لكشف الحقيقة وراء الهجوم”.
وفي وقت سابق اليوم، قصفت المدفعية التركية مصيف برح في زاخو، في إطار الحرب الدائرة بين الدولة التركية ومسلّحي حزب العمال الكوردستاني على أراضي إقليم كوردستان، ما تسبّب بسقوط تسع ضحايا وإصابة 22 آخرين حالة البعض منهم حرجة، جميعهم من المدنيين الذين قصدوا المصيف للسياحة والترفيه.