أكّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن مسألة النظام الفيدرالي في سوريا “ليست سوى حلم بعيد المنال، ولا مكان لها في واقع سوريا”.
جاء ذلك في معرض ردّه على أسئلة الصحفيين على متن طائرته أثناء عودته من إيطاليا، نقلتها وكالة الأنباء التركية الرسمية “الأناضول” اليوم الأربعاء (30 نيسان 2025).
ورداً على سؤال يتعلق بمؤتمر وحدة الموقف والصف الكوردي في روجآفا كوردستان والذي نظّمه المجلس الوطني الكوردي في سوريا وحزب الاتّحاد الديمقراطي بمدينة قامشلو قبل أيام دعا لبناء دولة “لا مركزية”، أشار أردوغان، إلى أن مسألة النظام الفيدرالي “ليست سوى حلم بعيد المنال، ولا مكان لها في واقع سوريا”.
وأضاف: “أنصح باتّخاذ قرارات تخدم استقرار المنطقة، لا قرارات مبنية على أحلام بحكومة اتّحادية في سوريا”.
وتابع: “لن نسمح بفرض أمر واقع في منطقتنا ولا بأي مبادرة تهدّد أو تعرّض الاستقرار الدائم في سوريا والمنطقة للخطر”.
وقال أردوغان، إن “السلطات السورية أعلنت أنها لن تقبل بأي سلطة غير حكومة دمشق أو هيكل مسلّح غير الجيش السوري في سوريا، وهم يواصلون عملهم في هذا الاتّجاه، ولدينا نهج مماثل تجاه أمن الحدود”.
ولفت، إلى أن “تركيا تخدم السلام في المنطقة، ولن تسمح بفرض أي هيكل على الجانب الآخر من حدودها سوى سوريا موحدة” حسب قوله.
وشدّد أردوغان، على أن “وحدة أراضي سوريا أمر لا غنى عنه بالنسبة لنا، ونعلم أن الحكومة السورية تتصرّف أيضاً بنفس المنطلق”.
وأكّد على أن تركيا تولّي الأولوية لتمثيل جميع المكونات في سوريا والحوار معها، مؤكدا على أنه “من المهم للغاية أن تتجمع الفصائل المسلحة تحت سقف وزارة الدفاع السورية، وتساهم في وحدة البلاد وسلامتها”.
وتابع، أن “أنقرة لن تسمح بفرض أمر واقع في المنطقة، وأنها لن تقبل بأي محاولة لتهديد استقرار سوريا”.
وفيما يتعلّق بمبادرة زعيم حزب الحركة القومية دولت باخجلي، ودعوة زعيم حزب ال الكوردستاني المسجون في إمرالي، عبد الله أوجلان، حزبه إلى إلقاء السلاح وحلّ التنظيم، دعا أردوغان العمال الكوردستاني بكك إلى تلبية دعوة زعيمه أوجلان، وأنه يجب عليه ذلك وسيفعل “لإدراك أنه وصل إلى طريق “مسدود”.
وبصدد الهجمات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من سوريا، لفت أردوغان إلى أن “هناك اتصالاً وثيقاً بين المسؤولين السوريين والأتراك بشأن الهجمات الإسرائيلية على أراضي سوريا”.
وأضاف بأن “تركيا تؤمن باتّخاذ العديد من الخطوات لبناء سوريا ونهضتها، فلدينا حدود بطول 910 كيلومترات مع سوريا، ولا يمكن الاستهانة بهذا الأمر”.
وأكّد: “سنقف إلى جانب سوريا بكلّ الوسائل المتاحة في المرحلة المقبلة، بعض التطورات السلبية هناك تُظهر ضرورة توخي الحذر الشديد”.
ومضى بالقول، إن “إسرائيل تسعى لنشر الصراع والدماء والدموع في المنطقة” مضيفاً أن “موجة العنف والعدوان التي بدأت في المدن الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، تتسع تدريجيا لتصل إلى لبنان وسوريا”.
وأشار أردوغان، إلى “أن الغارات الإسرائيلية على سوريا محاولة لتقويض المناخ الإيجابي الذي بدأ مع الإدارة الجديدة في دمشق”.
وبين، أن “ما تفعله إسرائيل استفزاز غير مقبول، وسنرد بطرق مختلفة على أي محاولة لجر جارتنا سوريا إلى مستنقع جديد من عدم الاستقرار”.