كالكان: كذب أوجلان!!

كالكان: كذب أوجلان!!

قيّم دوران كالكان، عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكوردستاني بكك، في الجزء الثاني من مقاله الذي كتبه لـصحيفة يني أوزكور بوليتكا (Yeni Ozgur Politika) حول كيفية تقسيم كوردستان على دول الاستعمار، وأكّد خلال تقييمه أن الجزء الغربي من كوردستان (غربي كوردستان-كوردستان سوريا) تمّ استقطاعه من الإمبراطورية العثمانية وألحق بالدولة السورية الحديثة، في حين زعم قائده أوجلان في السابق أنه لا يوجد شيء باسم غربي كوردستان أو كوردستان سوريا، وأنكر الوجود التأريخي للكورد في سوريا، وزعم أن الكورد في سوريا هم لاجئون مهاجرون هربوا من استبداد الدولة التركية وبطشها بعد فشل ثوراتهم وانتفاضاتهم، وفرّوا إلى شمال وشرق سوريا!

فأعضاء اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكوردستاني يقدّمون تقييمات غاية في الغرابة يوماً بعد يوماً! حتى أتى دوران كالكان وقيّم الحقائق التأريخية لما قبل مئة عام مضت، يقول كالكان:

(عندما هُزمت الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، نوقش وضع كردستان داخل حدود الإمبراطورية العثمانية، كانت هذه ساحة نضال مهمة، أدت إلى حروب بين إنكلترا وفرنسا، لقد حصلوا على أحد أجزائها، لقد أرادوا في سيفر وفي نطاق ضيق إقامة “حكم ذاتي لكردستان”، ثم عندما أرادت الحرب الكمالية وتحركاتهم العسكرية تغيير الخريطة، قاموا بتغييرها في لوزان، وبحسب الوضع الجديد الذي خلقوه في المنطقة العربية، فقد تركوا سوريا والعراق أو جزء من كردستان هناك، الجزء الشمالي، وهو الجزء الأكبر من كردستان، بقي داخل حدود الجمهورية التركية، اتفقوا، وهكذا ظلت كردستان تحت سيطرة السلطة العثمانية وأصبحت ثلاث أجزاء، جزء الموصل- كركوك بقي ضمن حدود العراق، جزء آمد، رها، ديرسم وسرحد، سلموها للجمهورية التركية، وجزء من الجنوب ضموه للحدود التركية، أي من قامشلو حتى عفرين، بذلك أصبحت كردستان ثلاثة أجزاء تحت سيطرة السلطة العثمانية، وقبلها كانت جزئين بين الأمبراطوريتين العثمانية- الفارسية، وبهذه الطريقة تم تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء، وأصبحت تحت سيادة الدول القومية، لم يكن الأمر كذلك من قبل).

وتأتي تقييمات دوران كالكان في الوقت الذي سبقه زعيمه ولكن في اتّجاه مغاير ومعاكس حينما أنكر ونفى وجود شيء باسم كوردستان سوريا، وأنكر الوجود التأريخي للكورد في سوريا، وزعم أن الكورد في سوريا لاجئون هربوا من استبداد الدولة التركية وبطشها، وسكنوا في المناطق التي يسكنونها الآن، وذلك خلال حوار أجراه معه الكاتب (نبيل ملحم) ووضعه في كتاب باسم (سبعة أيام مع آبو)

يقول أوجلان في الصفحة 167-168 من هذا الكتاب:

(بالنسبة لسوريا، فإن غالبية الشعب الكردي في سوريا قد نزح من كردستان الشمالية-يقصد بها كوردستان تركيا-.. البعض يروّج لمقولة كردستان سوريا، إلّا أننا لا نعتقد أن هنالك معضلة حقيقية في هذا الموضوع.. إن هذا الطرح ليس موضوعياً، وهو ليس مفهوم دقيق، التسمية الأصح هو أن نقول عنهم الأكراد السوريون، فهؤلاء قد فرّوا من ظلم واستبداد العثمانيين والجمهوريات التركية، نتيجة مشاركتهم في الانتفاضات التي اندلعت في كردستان وبعد سحق الثورات فيها).

ويتابع أوجلان حديثه: (فإذا نظرت إلى تأريخهم الممتد إلى /150/ عاماً خلت سترى بأنهم انتفضوا ضد العثمانيين والجمهورية التركية، وأتوا إلى هذه الساحة بعد فشل انتفاضاتهم، وهناك قسم منهم هرب نتيجة ظروفهم الاجتماعية ومسائل الثأر.. لقد لجأ قسم منهم إلى المناطق الجبلية في عفرين والتي سمّيت بجبل الأكراد.. لقد قمت ببعض الأبحاث واكتشفت بأن غالبيتهم ينحدرون من كردستان الشمالية، منهم من جاء منذ مئة عام، ومنهم من جاء منذ مئتي عام، والمهم أنهم أقلية…).

ويضيف في الصفحة نفسها: (ولا أريد التطرّق هنا لبعض الأحزاب والقوى الأخرى أما بالنسبة للأكراد فإنني أستطيع التأكيد أنهم أتوا من شمال كردستان، وفي بداية مجيئي إلى ساحات الشرق الأوسط، قلت يجب وقف هذه الحملة باتجاه الجنوب، والتحضير لحملة الشمال.).

يقول كالكان في تقييمه، إن إنكلترا وفرنسا وهبتا الجزء الجنوبي من الإمبراطورية العثمانية لسوريا، أي من قامشلو ووصولاً لعفرين، وهذا يأتي بمعنى أن الكورد في غربي كوردستان (كوردستان سوريا أو روج آفا) هم أصحاب الأرض وليسوا مهاجرين لاجئين من شمالي كوردستان كما زعم زعيمه!

بهذه التقييمات، كأن دوران كالكان كذّب قائده وزعيمه بشكل ضمني غير مباشر، حين أنكر زعيمه الوجود التأريخي للكورد في كوردستان سوريا، وزعم أنّهم لاجئون هاربون من ظلم واستبداد الدولة التركية وبطشها، وحينما أنكر وجود شيء في سوريا باسم كوردستان سوريا أو الوجود الكوردي التأريخي في كوردستان سوريا! حينما أنكر هذه الحقيقة التأريخية ووضع نفسه في موقف لا يحسد عليه أمام من له أدنى إلمام بالحقائق التأريخية والتي تؤكّد أصالة الكورد في هذا الجزء من كوردستان، وأنهم هم أصحاب الأرض الأصليين، وخضعوا لاستبداد الدول المحتلة والتي هي من جانبها حاولت بشتّى الوسائل والطرق صهر الكورد وإذابتهم في بوتقتهم القومية العنصرية الفاشية، فالكلّ يعلم أن الكورد في كوردستان سوريا هم مواطنون أصلاء أصحاب الأرض منذ فجر التأريخ، وأن كوردستان سوريا-غربي كوردستان جزء لا يتجزّأ من كوردستان الكبرى التي قسّمت على دول الاحتلال وفق معاهدات واتفاقيات خيانية وجحفة ظالمة في الحقبة الاستعمارية.

مقالات ذات صلة