جناح حزب عبد الله (بكك) في كوردستان سوريا-2

ماهر حسن

سننشر بعض الصفحات من الحوار الذي أجراه الكاتب (نبيل الملحم) مع عبد الله أوجلان، والتي نشرها في كتابه (سبعة أيام مع آبو) وذلك لأن أوجلان ينكر وبشكل قطعي وجود كوردستان سوريا، والوجود التأريخي للكورد في سوريا، ويبدي الكورد على أنهم أقلية قومية، وأنهم هربوا من بطش العثمانيين واستبدادهم والصراعات والحروب.. نحو سوريا.

هذه النصوص مستقاة من كتاب نبيل ملحم لئلا يتّهمنا أحد بأننا نفتري على أوجلان الكذب، بل هي أقواله في الكتاب المذكور.

يقول أوجلان في الصفحة 167-168: (بالنسبة لسوريا، فإن غالبية الشعب الكردي في سوريا قد نزح من كردستان الشمالية.. البعض يروّج لمقولة كردستان سوريا، إلّا أننا لا نعتقد أن هنالك معضلة حقيقية في هذا الموضوع.. إن هذا الطرح ليس موضوعياً، وهو ليس مفهوم دقيق، التسمية الأصح هو أن نقول عنهم الأكراد السوريون، فهؤلاء قد فرّوا من ظلم واستبداد العثمانيين والجمهوريات التركية، نتيجة مشاركتهم في الانتفاضات التي اندلعت في كردستان وبعد سحق الثورات فيها).

ويتابع عبد الله حديثه: (فإذا نظرت إلى تأريخهم الممتد إلى /150/ عاماً خلت سترى بأنهم انتفضوا ضد العثمانيين والجمهورية التركية، وأتوا إلى هذه الساحة بعد فشل انتفاضاتهم، وهناك قسم منهم هرب نتيجة ظروفهم الاجتماعية ومسائل الثأر.. لقد لجأ قسم منهم إلى المناطق الجبلية في عفرين والتي سمّيت بجبل الأكراد.. لقد قمت ببعض الأبحاث واكتشفت بأن غالبيتهم ينحدرون من كردستان الشمالية، منهم من جاء منذ مئة عام، ومنهم من جاء منذ مئتي عام، والمهم أنهم أقلية.. لقد أتى الأرمن والشركس ايضاً، وحتى عرب اللاذقية أتوا من أنطاكية، فجميع هؤلاء فرّوا من ظلم العثمانيين والكماليين الأتراك، هؤلاء جميعاً يعتبرون أقليات ضمن سوريا، ولا نستطيع أن نقول بأن تنظيمات هؤلاء وحركاتهم السياسية تعمل للانفصال عن سوريا أو تقسيمها، على العكس من ذلك لقد استقرّ هؤلاء في سوريا، وبقاؤهم فيها له معان كبيرة، ولا أريد التطرّق هنا لبعض الأحزاب والقوى الأخرى أما بالنسبة للأكراد فإنني أستطيع التأكيد أنهم أتوا من شمال كردستان، وفي بداية مجيئي إلى ساحات الشرق الأوسط، قلت يجب وقف هذه الحملة باتجاه الجنوب، والتحضير لحملة الشمال.) فهو ينكر كوردستان سوريا ويحاول القضاء عليها.

يتابع الكاتب طرح أسئلته: ماذا تعني بحملة الجنوب؟!

أجاب عبد الله: لقد قلت لتتوقف الهجرة نحو الجنوب، وتبدأ الهجرة نحو الشمال.. لقد بدأنا بحملة وبنضال شاق وطويل في هذا الاتجاه ووجّهنا الأكراد السوريين إلى الجبال باتجاه الشمال من حيث أتوا، وأعتقد بأن سوريا راضية عن هذا، وأن الأكراد راضون أيضاً).

فأوجلان يزعم خلال حواره مع ملحم، أنه قام بأبحاث ووصل لحقيقةٍ أنه لا وجود لكوردستان في سوريا.

والآن لنردّ على أوجلان ورفاقه الحسودين الحاقدين…

منطقة (هسجه) وقبل رسم الحدود بين تركيا وسوريا كانت تابعة لـ (ئامد) وئامد ليست مدينة سورية، ويعيش أكثر من مليون كوردي في (هسجه) عدا القوميات والمكونات الأخرى كالعرب والسريان والكلدان والأرمن.

مدينة (ديرك) لماذا تمّ تعريبها من قبل العرب البعث الشوفينيين لـ (المالكية)؟ ووفق وثيقة 24-346 في آذار 1957 من الواضح أنه من أجل القضاء على اللغة الكوردية والتغيير الديمغرافي تمّ تغيير اسم (ديرك) كذلك قاموا بتغيير اسم (جل ئاغا) لـ (الجوادية) و (كري كوجرا) لـ (اليعربية) حيث تعرّضت 150 قرية وبلدة لحملات تعريب طالت أسماءها أيضاً، فتمّ استبدالها بأسماء عربية بعيدة عن قواميس جغرافيتها وتراثها الكوردي الأصيل.

بلدة (تربه سبيي) تمّ تعريبها مرتين، في الأولى تُرجم اسمها للعربية، وتغيّر لـ (القبر الأبيض) إلا أن ذلك لم يثلج صدور الأعداء المحتلين، فاتّفقوا فيما بينهم على اسم (القحطانية) نسبة لأسماء أجدادهم القحطانيين.

مدينة قامشلو الحديثة بناها الفرنسيون، وتم توطين أبنائها الكورد الأصليين فيها، وسمّيت أحيائها ودورها بأسمائها القديمة كـ (قدور بك-قدري بك) وغالبية أهاليها من الكورد.

عامودي، تبعد 8 كلم غربي أوركيش/تل موزان عاصمة الحوريين الغابرة، والحوريون هم أبضاً كورد غير أن الحاقدين لا يذكرون هذا! فمدينة عامودي والتي يعود تأريخها لـمئات السنين وإحدى المواقع الأثرية للمدينة تلّها المعروف بـتل (شرمولا) والذي لا يمت بصلة إلى العربية لا من قريب ولا من بعيد، وتجدر الإشارة هنا إلى أن تلة عامودي الحقت بحدود الدولة التركية وفق معاهدة لترسيم الحدود بين فرنسا وتركيا، وتمّ استخدام الطريق الذي يربط عامودي بميردين نتيجة إزالة الحدود، يُذكر أن هذا الطريق يُعرف لغاية اليوم بين أهال عامودي بطريق المدينة، كما أن هناك العديد من الطرق/ منها:

(ريا داري) أي طريق دارى، والذي كان يربط عامودي بقرية داري، وهو طريق أثري قديم، ويتواجد الآن في حدود تركيا نتيجة تقسيم وطننا، والجدير بالذكر، لم تكن هناك أية طرق تربط عامودي بدمشق، فيا تُرى كيف حوّل عبد الله والبعثيين العرب هذه المدن لمدنٍ عربية؟ الدربيسية انقسمت إلى شطرين بين تركيا وسوريا، وجديرٌ بالذكر أنّ أهالي المنطقة لازالوا يتداولون حتّى اليوم تسميّة (دربێسيا سەر خەتێ) للقسم التركي من المدينة، و(دربێسيا بن خەتێ) للقسم السّوري منها، والخطّ المقصود به (خطّ القطار) وهي موطن عشيرة (كيكي) المعروفة بين عشائر الكورد.

سري كانييه، والتي سمّاه العرب (رأس العين) وكذلك هناك منطقة (تل حلف) المعروفة والتي تشير الآثار القديمة في مناطق الكورد إلى وجود عاصمة الميتانيين (الميتيين) هناك، أيا تُرى ماذا يعرف عبد الله والعرب حول تأريخ الميتانيين (آباء الكورد وأجدادهم) ليقولوا بأن الكورد إنما تواجدوا في هذه المنطقة قبل كم مئة سنة؟!

كوباني، أخذت تسميتها من شركة السكك الحديدية الألمانية التي أنشأت سكك القطار عام 1912، أي قبل الإعلان عن الدولة السورية (فالدولة السورية أعلنن استقلالها لأول مرة عام 1920).

ونتساءل هنا: كيف هاجر الكورد لكوباني وسوريا قبل تأسيس الدولة السورية؟! إلا أن العرب وضمن حملات التعريب وعمليات التغيير الديمغرافي قاموا بتعريب مناطق الكورد، كما غيّروا اسم كوباني لـ (عين العرب)!!

اسم عفرين يطلق على عموم منطقة عفرين، كانت تابعة لولاية (كلس) إدارياً في السابق، مركز العدالة، والتي تعرّضت للانقسام في ظلّ الدولة التركية في إطار معاهدة فرنسية تركية، تمّت تسمية منطقة جديدة باسم (كوردباخ) أي جبل الكورد، حسب القرار 33 في أيلول 1922 وذلك في عهد الانتداب الفرنسي.

لنعد الآن إلى عام 1930، عندما أرسل الكورد رسالة للمفوضية العليا الفرنسية لإقامة منطقة كوردية خاصة بهم على غرار المناطق الأخرى السورية، تمّ تسجيل الطلب في 15 نيسان 1930 في مكتب المفوضية العليا الفرنسية بعدد 6501، وهذا دليل على وجود كوردستان سوريا.

وبناءً على ما مرّ، هل يُعقل أن يطالب الكورد بإقليم خاص بهم على غرار باقي المناطق السورية دون أن يكون لهم أرض أو وجود تأريخي هناك؟!

المقال خاص بموقع “داركا مازي”.

جناح حزب عبد الله (بكك) في كوردستان سوريا-2

مقالات ذات صلة