من أجل تحقيق مصالحها الحزبية الضيّقة في شنگال، وتنفيذ أجندات خارجية مشبوهة، تبذل البكك قصارى جهدها لخلق الفتن والبلابل وإحداث الخلافات والصراعات والشقاقات بين الشعب الإيزيدي في شنگال ونشر التفرقة وتمزيق شمل البيت الإيزيدي، فبعد محاولات الشعب الإيزيدي والمؤسّسات الدينية للإيزيديين والحكومة العراقية والأطراف الدولية… تنفيذ اتفاقية شنگال التأريخية، صعّدت البكك من مواقفها المعادية والرافضة لهذه الاتفاقية، ورفعت وتيرة هجماتها المدمّرة والقذرة ضدّ شنگال، فقامت مجاميع المرتزقة المحتشدين حول البكك والمنتفعين اقتصادياً وعسكرياً بإطلاق تصريحات ليست مسيئة بحقّ أمير الإيزيديين في كوردستان والعالم (مير حازم تحسين بك) فحسب، بل ومسيئة لعموم الإيزيديين وكسر إرادتهم الحرّة، فقالوا: “لا يستطيع أحد فصلنا عن العراق!”.
مرتزقة البكك المتطفّلين في شنگال: ليس باستطاعة أحد فصلنا عن العراق!
هناك شبكة لتحقيق المصالح الاقتصادية والمالية للبكك في شنگال، تضمّ هذه الشبكة هيئة بككية تسمّى بهيئة العشائر والتي أسّستها البكك في شنگال، وهي جماعة أسّستها البكك في شنگال تقوم بتجارة الأسلحة والمخدّرات على الحدود بين شنگال وغربي كوردستان-كوردستان سوريا، وتحاول هذه الجماعة أن تطغى حالة الفوضى واللااستقرار والأجوار العكرة على المدينة فهي تصطاد في الماء العكر وتحقّق مصالحها الاقتصادية في مثل هذه الأجواء، وهذه الهيئة المرتزقة والمتطفّلة على الجسد الإيزيدي تنفّذ أجندات البكك السياسية مقابل مصالح مادية وعلى حساب الشعب الإيزيدي البائس.
وآخر مواقف هؤلاء المرتزقة، ما صدر من تصريح مسيء على لسان المتحدّث باسم هذه المؤسّسة، دخيل مراد عندما صرّح قائلاً بأن شنگال جزء من العراق وتعيش في كنف العلم العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1923، وأن شنگال مرتبطة بالدولة العراقية، وأنها تابعة لمحافظة نينوى إدارياً والمحافظة تابعة للدولة العراقية والحكومة المركزية، مشيراً إلى أن هذا لن يتغيّر أبداً بل ليس باستطاعة أحد تغييره، مؤكّداً أن هذا هو موقفهم النهائي والحاسم، وأنهم يحاولون جاهدين إيصال هذا الموقف للرأي العام والشعب في شنگال!
أحدث فرمانات الإيزيديين هو فصلهم عن لالش
تعرّض الشعب الإيزيدي البائس عبر التأريخ، للعديد من الإبادات الجماعية، حيث بلغت أعداد الفرمانات التي مورست ضدّهم 73 فرماناً وحملة إبادة جماعية، تمّ الاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم، تمّ ترحيلهم وتهجيرهم، سبيت نساؤهم وأطفالهم، مورست أبشع الجرائم بحقّهم… ولكن رغم هذا لم تستطع عموم حملات الإبادة الجماعية هذه من التفرقة بين الشعب الإيزيدي وتمزيقه، ولم تحدث خلافات وشقاقات داخلية بين أبناء المكوّن الإيزيدي، ففي جميع هذه الكوارث والمآسي تجمّع الشعب الإيزيدي حول مقدّساته في معبد لالش وتمسّكوا بنصوصهم الدينية حفاظاً على وجودهم التأريخي من الضياع والاندثار.
ولكن ما تمارسه البكك اليوم بحقّ الإيزيديين من جرائم وممارسات شنيعة تفوق أضرارها أضرار الفرمانات الـ 73 التي ارتكبت بحق الإيزيديين، فالبكك تحاول إشعال الفتن والتفرقة بين الشعب الإيزيدي نفسه وتمزيقه داخلياً، وتحاول جاهدة فصل هذا المكوّن الأصيل من الشعب الكوردي عن جذوره القومية والدينة، وذلك بفصله عن الكورد والمجلس الروحاني للإيزيديين ومعبد لالش النوراني الذي لطالما حافظ الشعب الإيزيدي على وجوده بالالتجاء لهذه المقدسات، نعم، تحاول البكك تجزئة وتقسيم الشعب الإيزيدي من أجل تحقيق أجندات خارجية وتحقيق مصالح حزبية وسياسية ضيّقة، فقامت بتشكيل مجاميع سياسية خاصة بها تقوم عن طريق هذه المجاميع بتنفيذ أجنداتها وتحقيق مصالحها دون أي اعتبار لما تفرزه هذه الخطوة من صراعات وخلافات وانقسامات بين المجتمع الإيزيدي.
فممّا لا شكّ فيه أن انفصال الإيزيديين عن معبد لالش النوراني ومؤسّساتهم الدنيوية المتمثّلة في شخص أمير الديانة الإيزيدية والمجلس الروحاني للإيزيديين… سيشكّل كارثة بحق الإيزيديين لم تحدث على مدى الدهور والأزمان، بل لم تحدث على مرّ الفرمانات الـ 73 التي ارتكبت بحق الشعب الإيزيدي، فالأسس التي حافظت الإيزيديون بواسطتها على وجودهم تتجسّد في هذه المقدّسات والمعابد ونصوصهم الدينية المقدّسة، لذا ينبغي على الشعب الإيزيدي أن يتصدّى لهذه المحاولات التدميرية والمخطّطات الجهنمية للبكك ضدّ الإيزيديين.
فالبكك أكثر المنتفعين سياسياً واقتصادياً وعسكرياً من الوضع المأساوي الحالي للإيزيديين وشنگال، وتحاول جاهدة إبقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن لئلّا تفقد مصالحها، كما تعتبر خسارتها لشنگال خطراً كبيراً يهدّد تواجدها ومصالحها الحزبية، ولهذا تبذل كافة مجهوداتها لإشعال الفتن بين الإيزيديين وتوسيع هوة الخلاف والشقاق بين أبناء المجتمع الإيزيدي وتمزيق هذا المجتمع داخلياً من أجل الحفاظ على مصالحها الحزبية الضيّقة.