صرّح صبري أوك أحد كبار قادة حزب العمال الكوردستاني بكك، وعضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) أن الدولة التركية وإدارة إمرالي تبعث برسائل تهديد بدون اسم وبلا عنوان لقائدهم المسجون في إمرالي، عبد الله أوجلان.
والمتابع للقاء الذي أجرته فضائية البكك (Stêrk Tv) في برنامج خاص، مع صبري أوك، يجد تناقضات ومفارقات عجيبة وبالغة في كلام الرجل، فزعم في بداية حديثه أن هناك عزلة شديدة على قائدهم المسجون وأنهم لا يملكون أية معلومات حول القائد! وأنه منقطع تماماً عن الخارج لمدة 28 شهراً… إذن فمن أين حصلت على هذه المعلومات يا أوك؟!
من اين حصلت البكك على تفاصيل هذه المعلومات؟!
التناقضات والمفارقات في كلام صبري أوك كانت واضحة، وفي الوقت نفسه ملفتة للانتباه ومثيرة للجدل ومريبة!
ففي بداية حديثه، زعم أوك أن هناك عزلة شديدة على قائدهم المسجون وأنهم لا يملكون أية معلومات حوله! وأنه منقطع تماماً عن الخارج لمدة 28 شهراً، ثمّ التفت فجأة لينشر معلومات جديدة وغاية في السرية حول أوجلان، حيث زعم بأن الدولة التركية وإدارة إمرالي تبعثان برسائل تهديد بدون اسم وبلا عنوان لقائدهم المسجون؟!
وقال نصّاً:” لكنّنا نعلم أنه في وقتٍ ما، بعثت دولة الاحتلال وإدارة إمرالي برسائل بلا اسم ولا عنوان إلى القائد، في تلك الرسائل قالوا للقائد آبو” سنعطيك كذا سمّ لكي تموت به، والحشرات التي ستأكل جسدك أيضاً ستموت بذاك السمّ”، كما قالوا للقائد أيضاً” سوف تموت يوماً فيوم، ولكنك لن تحسّ بذلك”!!
تصريحات صبري أوك خلقت ردود أفعال متباينة وتساؤلات غامضة لدى الشعب والرأي العام الكوردي، تمثّلت غالبيتها في التساؤل الآتي: لو كانت هناك عزلة شديدة على قائدهم المسجون وأنهم لا يملكون أية معلومات حول القائد! وأنه منقطع تماماً عن الخارج لمدة 28 شهراً، فمن أين حصل صبري أوك على هذه المعلومات وتفاصيل هذه الرسائل؟!
فمنذ عام 1999 ولغاية اليوم، نشرت البكك آلاف التصريحات المماثلة، والتي تشير إلى أن هناك عزلة مشدّدة على قائدهم المسجون! وأن قيادتهم لا تملك أية معلومات حول القائد، وأن أوجلان يتعرّض لتعذيب نفسي وجسدي في إمرالي، وأنه تعرّض للسمّ و… إلخ من التصريحات التي ظهرت زيفها وكذبها أمام الشعب الكوردي، إذ لم يتعرّض أوجلان لا لتعذيب جسدي ولا نفسي ولا لسمّ ولا لأي شيء، علاوة على أن علاقاته لم تنقطع يوماً بتنظيماته البكك في أي جزءٍ من كوردستان.
فعلى سبيل المثال، في 24 آذار عام 2018، وبعد أيام قليلة من انسحاب البكك المغزي من عفرين، وإهدائها للدولة التركية على طبق من ذهب، واحتلال المدينة من قبل تركيا، أصدرت البكك تصريحاً قالت فيه: “هناك اتفاقية استراتيجية بين تركيا وروسيا، وتوجّه وفد إلى إمرالي من أجل وقف المقاومة في عفرين…” مع العلم أن مثل هذه المعلومات لا تتوفّر إلّا عن طريق قنوات رسمية للدولة، أي أن هذه المعلومات وصلت للبكك عن طريق قنواتها المفتوحة مع الدولة التركية.
كما عُلم أنه بين عامي 2010-2012، وعندما انتشرت شائعات حول وجود عزلة شديدة وتعذيب نفسي وجسدي في إمرالي… التقى كبار قادة البكك مع كبار مسؤولي المخابرات التركية MIT، وأرسلت الرسائل من إمرالي لقنديل بشكل يومي.
كما أن شخصية صبري أوك شخصية هامّة، انطلاقاً من كلام عبد الله أوجلان عندما قال عن أوك: “صبري أوك ممثّلي في تركيا” فعندما كان أوجلان في إمرالي كثيراً ما التقى به صبري أوك واجتمع معه، فكان صبري أوك شخصاً معتمداً مسموحاً له من قبل المخابرات التركية أيضاً للاجتماع بأوجلان، ولم تنقطع العلاقات بينهما إطلاقاً، فصدق من قال بأن صبري أوك هو رجل المخابرات التركية داخل البكك.
كما أن هناك معلومات موثّقة أن صبري أوك انتقل لغربي كوردستان-كوردستان سوريا عام 2017، وأنشأ علاقات غاية في السرية مع المخابرات التركية كما عقد معها اجتماعات ولقاءات سرية.
ولهذا السبب، يُعتقد بأن التناقضات والمفارقات في كلام أوك ليست أخطاءً لغوية، وإنّما تشير إلى فتح قنوات تواصل جديدة بين البكك والدولة التركية، وأنها باتت مفتوحة، ولكن كالعادة بعيداً مخفياً عن الراي العام.