ردود أفعال حزب العمال الكوردستاني بكك تجاه زيارة هاكان فيدان إلى إقليم كوردستان وأسبابها…

ردود أفعال حزب العمال الكوردستاني بكك تجاه زيارة هاكان فيدان إلى إقليم كوردستان وأسبابها...

أثارت زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى عاصمة إقليم كوردستان/ أربيل، غضب حزب العمال الكوردستاني واستياءه بل وجنّ وجنونه على خلفية هذه الزيارة، وخلقت لديه ردود أفعال غاضبة، إذ اعتبر العمال التركي أن زيارة هاكان فيدان للعاصمة أربيل واستقباله كانت بمثابة (خيانة عظمى!).

فحركة متطفّلة مثل حزب العمال الكوردستاني بكك، ليست صادقة في انتقاداتها لزيارة هاكان فيدان إلى أربيل، فبدأت البكك بإطلاق العنان لماكيناتها الإعلامية الدعائية لإطلاق حملة إعلامية هوجاء فقط من أجل خلق ردود أفعال واسعة لدى الكورد في باكور كوردستان-كوردستان تركيا وتحريف مسار ردود الافعال هذه بعدها نحو اتّجاه آخر يخدم سياسة البكك ومصالحها، وبطبيعة الحال، وكما دأبت، حاولت البكك الإشارة إلى أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو المتّهم الرئيس لجميع أوجه القصور والأخطاء!

ما الذي حدث؟ في عهده، قتل هاكان فيدان العديد من الكورد، ونُفذت العمليات العسكرية في روجآفا كوردستان في عهد فيدان، ولكن هل منعكم الحزب الديمقراطي الكوردستاني أو أي شخص آخر من إيقاف هاكان فيدان والدولة التركية من ارتكاب هذه الأعمال والمجازر وتنفيذ هذه العمليات؟! إذا لم يكن بإمكانكم محاربة الدولة، فلماذا تضحّون بأطفال الكورد وتتسبّبون بقتلهم في الخنادق والأنفاق؟ تلقون الأطفال الأبرياء أمام أنياب العدو المتوحّش الشرس!!

فإقليم كوردستان إقليم رسمي معترف به يملك سلطة قانونية وسيادية، والحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) هو الحركة الكوردية الأكثر فعالية وتأثيراً في الشرق الأوسط بلا منازع، له الحق في المحادثات والمفاوضات مع الجميع، علاوة على ذلك، فاتفاقياته ومعاهداته إنّما هي اتفاقيات عامة وشفافة تتمّ أمام عدسات الكاميرات، على عكس حزب العمال الكوردستاني بكك، التنظيم الذي يجمعه علاقات سرية مظلمة واتفاقيات وتحالفات قذرة مع جميع وكالات الاستخبارات الإقليمية والتي أبرمت على عتبة هذه الوكالات.

ركّزت وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك على صور قادة إقليم كوردستان وهم يلقون التحية على هاكان فيدان كعلامة على الخيانة! ونحن في انتظار صورة (نورية كسبيرن) في أوسلو وكيف تعانق هاكان فيدان هذا عناقاً حارّاً وتسلّم عليه، بدلاً من إخبارنا بذلك، لتخبرنا البكك وتحدّثنا عن ماركة الحلويات-البقلاوة- التي تناولتها مع هاكان فيدان في أوسلو؟! أيا حزب العمال الكوردستاني الوقح، أخبرني ما هي المنظمة الاستخباراتية المتبقية في الشرق الأوسط والتي لم تتحالفوا معها ولم تعقدوا اللقاءات والاجتماعات معها خلف الأبواب المغلقة؟! أخبرونا فقط عن تحالفاتكم وشراكتكم مع المافياوات وأباطرة المخدرات!

الأولى أن تعودوا أنتم إلى الخط الوطني الكوردستاني أيها المؤتمر اللاكوردستاني (KNK) اللاأخلاقي والوقح…

لم يصدر قادة حزب العمال الكوردستاني ذوي الرؤوس الضخمة والعفنة، بعد، بيانًا حول هذه القضية، لكن المتحدثين باسمهم وألسنتهم الطويلة والمسلّطة وأذيالها وببغاواتها شنّت هجمات لا أخلاقية كبيرة على إقليم كوردستان وزعماء الكورد الأصليين، من بين من هاجم مثل هذه الهجمات ما يسمّى كذباً وزوراً بالمؤتمر الوطني اللاكوردستاني (KNK) حيث دعا في بيان وقح ومخجل ومغزي قائلاً: “على الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن يتخلى فوراً عن موقفه الانحيازي للدولة التركية والعودة إلى الخط الوطني!” وكشف المؤتمر الوهمي في بيانه عن مطالب تركيا بالتفصيل، وقالوا إن هاكان فيدان قتل الكورد…

قال دون أدنى خجل بأن الدولة التركية وقفت ضدّ استفتاء استقلال إقليم كوردستان، علماً أن البكك نفسها كانت أشدّ صرامة في موقفها المعادي المعارض والمضاد لاستفتاء استقلال كوردستان، فجميل بايك قال دون خجل: “لا يمكن أن ننحاز إلى طرف بين القوميين العرب والقوميين الكورد!!” كما قالت التنظيمات الموالية للبكك والتابعة لها في إقليم كوردستان (حركة الحرية و تنظيم المرأة المطالبة بالحرية الكوردستاني ‏‎(RJAK) ) وبقاياهم وأذيالهم هناك، معًا، “الدولة متخلفة ورجعية!”

بل ما يسمّى بالمؤتمر الوطني اللاكوردستاني (KNK) نفسه عارض الاستفتاء وعاداه، فعندما كان الجيش العراقي يقوم باحتلال كركوك، كانت الرئيسة المشاركة للمؤتمر الوطني اللاكوردستاني آنذاك (نيلوفر كوج) كانت تتمتّع بتناول وجبات صينية في بروكسل وتقول بفرحة كبيرة (الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيخسر!).

فما يُدعى بالمؤتمر الوطني اللاكوردستاني (KNK) نفسه والذي ظهر بداية باسم الكورد وانحرف فيما بعد عن نهجه 180 درجة، هو من عليه أن يعود مرّة أخرى إلى الخط القومي والوطني… لا الحزب الديمقراطي الكوردستاني.

فؤاد حسين ليس من أصل كوردي، بل هو كوردي أصيل، الذي من أصلٍ كوردي هو أوجلان

لم تخجل وسائل إعلام البكك وماكيناتها الدعائية من نشر صورة هاكان فيدان وفؤاد حسين تحت عنوان “دبلوماسيان من أصل كوردي اجتمعا معًا على دماء شعبهما!”.

نعم، فـ “هاكان فيدان” من أصل كوردي، لكن فؤاد حسين كوردي وابن الكورد، ومن المعروف أن والديه شاركا في النضال القومي لمدة 60 عامًا أي منذ عام 1960 وهما أعضاء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كرّس فؤاد حسين حياته كلها للكورد والأمة الكوردية، انتُخب بأصوات الكورد وأصبح برلمانياً ووزيراً بأصوات الكورد، والحركة التي يناضل في صفوفها وينتمي إليها فؤاد حسين كعضو ومسؤول… حرّرت جزءاً من كوردستان “إقليم كوردستان” وقدّمته لجميع الكورد كوطن وملاذ آمن، بالمقابل نتساءل: ماذا قدّم حزب العمال الكوردستاني بكك ومؤتمره الوهمي المزعوم المؤتمر الوطني اللاكوردستاني (KNK) للأمة الكوردية؟ الإجابة؛ الآلام والمآسي والمعاناة والدماء والدموع وآمال فارغة…

عبد الله أوجلان الذي هو من أصل كوردي، في الـ 15 من شباط عام 1999، عندما عاد إلى حضن دولته الأم تركيا قادماً من العاصمة الكينية-نيروبي- قال لعناصر الفرقة الخاصة على متن الطائرة: “أمي تركية”

السبب الوحيد لهذه الهجمات الحساسة والقذرة لحزب العمال الكوردستاني بكك هو: لا ينبغي لإقليم كردستان توسيع سيادته، ولا بيع نفطه، ولا إثراء شعبه، بل يريده أن يكون ضعيفًا لا حول له أمام ميليشيات الحشد الشعبي.

بخلاف ذلك، فلا عداوة لحزب العمال الكوردستاني تجاه هاكان فيدان، ولو دعا هاكان فيدان وفود البكك من أوسلو إلى العاصمة أربيل، لقام مصطفى قاره سو بتنفيذ 40 شقلبة ولقامت نورية كسبيرن بـ 80 شقلبة حتى وصولهم لأربيل، وهل توجّهت البكك بدون شقلبات إلى أية وكالة استخباراتية؟!!

مقالات ذات صلة