أثار قرار الحزب الديمقراطي الكردستاني فتح 33 مقرّاً له في كركوك ردود أفعال كبيرة في صفوف الجبهة المناوئة والمعادية للكورد، فباتت ميليشيات الحشد الشعبي والتركمان والعرب المستوطنين المستولين على أراضي الكورد يخشون من فشل سياستهم الإبادية والمتمثلة في سياسة الانصهار العرقي لإحداث أبشع عملية تغيير ديمغرافي في كركوك الكوردستانية، والقضاء على الهوية الكوردية لهذه المدينة، وذلك مع وصول الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ما دفعهم لتنظيم اعتصامات واحتجاجات وأعمال الشغب…
يواصل الشوفينيون العرب والمستوطنون العرب وأنصار ميليشيات من ميليشيات الحشد الشعبي ومسلّحون من هذه الميليشيات بملابس مدنية بعضهم تمّ جلبهم من محافظات عراقية اخرى، الاعتصام أمام مقرّ قيادة العمليات المشتركة في محافظة كركوك منذ مساء الأحد الماضي، مطالبين بعدم إعادة تسليم المقرّ إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي انسحبت تنظيماته من المحافظة بعد احداث 16 أكتوبر الخيانية عام 2017 واحتلال كركوك واستيلاء قوات امنية عراقية وميليشيات الحشد الشعبي على المدينة والتي احتلت مقرّات الديمقراطي الكوردستاني الحزبية وحوّلتها الى ثكنات تابعة لها، والمقرّ الذي تشغله قيادة العمليات المشتركة في كركوك واحدة من هذه المقرات.
كما أن هناك جماعات أخرى في الجبهة المعادية للكورد أبدت معارضتها الشديدة تجاه عودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بل عارضت أكثر من هؤلاء، من بين هذه الجماعات الاتّحاد الوطني الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني بكك، فهما يسعيان جاهدين لمنع عودة الديمقراطي الكوردستاني إلى خط كركوك-گرميان، لأن عودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى كركوك ستضع نهاية لخيانتهم المغزية وسياساتهم المعادية للكورد، لذا أبدى هذان الطرفان الكورديان اسماً ردّ فعل أقوى بكثير من ردود أفعال العرب الشوفينيين والتركمان والمستوطنين والميليشيات المسلّحة في أطر الحشد الشعبي.
وسائل إعلام البكك تقود حملة الفوضى والاضطرابات هذه في كركوك…
وعلى وجه الخصوص، لم تخجل وسائل الإعلام التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك من تغطية هذه الفوضى والاضطرابات، بل سارعت إلى تغطيتها وبادرت إلى عقد لقاءات مع العرب المعتصمين الذين نصبوا خيامهم على الطريق الرئيسي، وغطّت أبواق البكك الإعلامية وماكيناتها الدعائية اللاأخلاقية هذه الاعتصامات تحت عنوان (ردود أفعال أهالي كركوك تجاه عودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني!).
ولكن أهالي كركوك لم يعارضوا عودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهؤلاء ليسوا أهالي كركوك، بل هم من يخلقون الفوضى والاضطرابات في كركوك، وهم جلادي الكورد، والبكك تصوّر أعداء الكورد كمواطنين أبرياء.
تقوم وكالة البكك الإعلامية (Rojnews) والتي تُذاع في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، تقوم بتغطية هذه الفوضى والاضطرابات يوميًا، وبحسب وكالة (Rojnews) البككية أن المعتصمين قالوا بـأن “الديمقراطي الكوردستاني ارتكب جرائم بحقنا ويجب فتح تحقيق ضدهم” ولكن الحقيقة هي أن الجريمة الوحيدة للحزب الديمقراطي الكوردستاني هي أنه يقود الكورد نحو طريق استقلال كوردستان وتأسيس دولة كوردستان، وأنه منح الأمّة الكوردية عنوان الدولة من خلال استفتاء الاستقلال، بينما وسائل إعلام البكك تأتمر بأمر قادة الخيانة جميل بايك ومصطفى قره سو… وهذا ما دفع أذيال البكك أمثال الإعلامي سيد أفران أن يقول: (على بغداد أن تحاكم مسعود بارزاني).
إعلام البكك في كركوك يؤجّج نيران الخيانة والفساد
البكك تكلّف حركة الحرية مسؤولية الاعتصامات والاحتجاجات ضدّ الحزب الديمقراطي الكوردستاني
كما تشير معلومات من مصادر محلية مطّلعة، إلى أن حزب العمال الكوردستاني بكك نشط في مكتب حركة الحرية في محافظة السليمانية، ويقوم بإعداد مخطّط قذر ضدّ عودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى كركوك، ومن بين المعلومات التي تمّ الحصول عليها، يتّضح أن عضو الوحدة الدبلوماسية لحركة الحرية، هسار كركوكي، أسّس مجموعة تُطلق عليها (اتّحاد الشعوب) مع مجموعة من العرب، ودعا إلى ممارسة الأنشطة والفعاليات والعمل المشترك ضدّ عودة الديمقراطي الكوردستاني.
بعد أحداث الـ 16 أكتوبر الخيانية في كركوك… الاتّحاد الوطني يسير من جديد على خطّ الخيانة…
الاتّحاد الوطني الكوردستاني في قمة العار تجاه مسألة عودة الديمقراطي الكوردستاني إلى كركوك، حيث يبذل جهوداً دبلوماسية حثيثة في بغداد لمنع عودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى كركوك، كما أدلى بتصريح اليوم وقال إن عودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى كركوك يخلق مشاكل لأهالي كركوك، ومنذ خيانة كركوك فيما تُعرف بأحداث أكتوبر الخيانية عام 2017، لم يوقف الاتّحاد الوطني الانتهاكات المتكرّرة بحق الشعب الكوردي في كركوك، بل على العكس تماماً، وجّه شباب الكورد للانضمام إلى الكيانات المعادية للكورد كميليشيات الحشد الشعبي.
وبطبيعة الحال، سيخلق عودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى كركوك تأثيراً إيجابياً في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، فبعد خيانة كركوك واحتلالها، رأى أهالي كركوك رأي العين وقوف الاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني بكك في طابور ميليشيات الحشد الشعبي، وأن انتهاء هذه اللعبة الخيانية التي يشارك فيها كلاً من الاتّحاد الوطني والبكك مرهون بعودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى كركوك…