هيستريا البكك في شنگال… قره سو جدّد طرح مشروع فصل شنگال من كوردستان وضمّها للعراق!

يعّد تبنّي البوندستاغ الألماني تصنيف جرائم داعش الإرهابي تجاه الكورد الإيزيديين، إبادة جماعية (جينوسايد) تطوّراً هاماً للإيزيديين، ورغم أن دول أخرى أيضاً، كانت قد أقدمت على خطوات مماثلة، إلّا أن الموقف السياسي الألماني نقل القضية لمستويات بارزة ومراحل متقدّمة، بمعنى أن موقف ألمانيا قد يؤدّي في النهاية إلى بيان موقف الاتحاد الأوروبي من القضية، جدير بالذكر، أن هذا القرار حرّكت أطرافاً عدّة، كما أقلقت أطرافاً أخرى، وأن من بين هذه الأطراف أصدقاء الشعب الإيزيدي وكذلك أعداؤه، وأحد هؤلاء الأعداء الذين تقمّصوا دور الأصدقاء المخلصين هو حزب العمال الكوردستاني بكك.

فبعد تدويل قضية شنگال والإيزيديين، انشغلت البكك أيضاً بأوهامها وتخيّلاتها، وبدأت بالتساؤل عن حصّتها، بينما في الجانب الآخر سعت جاهدة للحؤول دون تنفيذ اتفاقية شنگال-سنجار التي أبرمت بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان في 10 تشرين الأول 2020، فبدأت بأنشطتها وصنعت عملاء-جواسيس مزيّفين، وحاولت إشعال الفتن والعداوة بين الشعب الإيزيدي، وعندما يئست البكك من استخدام أمير الإيزيديين كما أرادت، شرعت بمخطّطها الهادف لتشويه صورته أمام أنظار الإيزيديين، فبدأت ماكيناتها الدعائية بصناعة ونشر العشرات من الأنباء الكاذبة والمفترية والتصريحات المضلّلة المستهدفة شخص أمير الإيزيديين.

سياسة البكك تجاه شنگال: فصل الإيزيديين عن كوردستان وتفريغ كوردستان من الإيزيديين

موقف البكك تجاه شنگال والإيزيديين ليس صراعاً سياسياً عادياً على الإطلاق، كما هو ليس مطلباً لتضمين موقع ومكان له، بل موقف البكك عموماً هو علامة مرض قبيح وخطير ألا وهو مرض الخيانة!

فمنذ عام 2014، تواصل البكك هذا الدور التخريبي، وآخر محطّاتها كانت مواصلة القيادي البارز للبكك مصطفى قره سو لخيانة البكك، قائلاً: (يجب على الإيزيديين تنظيم أنفسهم، يجب عليهم الدفاع عن أنفسهم داخل العراق، يمكن أن تصبح لديهم علاقات مع جنوب كردستان!) نعم هذا ما تفضّل به قره سو! باع الإيزيديين للعراق بثمن بخس، مستدركاً خيانته بحجّة باهتة تتمثّل في السماح لهم بعلاقات مع جنوب كوردستان-إقليم كوردستان!!

نعم، هذه هي الخيانة بعينها، أن تفصل الإيزيديين عن كوردستان وتفرّغ كوردستان من الإيزيديين، وما زالت البكك تمارس هذه الخيانة العظيمة، ما زالت تعرّف نفسها على أنها ممثّلة الإيزيديين! إلّا أن الحقيقة هي أن هدف سياسة البكك تجاه شنگال واحد لا يتغيّر وهو (المقايضة بشنگال مقابل مصالح مادية للحزب، والحصول على موقع له).

شنگال بالنسبة للبكك “الدجاجة التي تبيض بيضاً ذهبياً”

باتت شنگال مركز استثمار للبكك، فمنذ عام 2014، تحظى البكك بتمويل مادي ولوجستي من العراق وإيران على حدّ سواء، فالأسلحة والأموال التي تحصل عليها وحدات حماية شنگال (YBŞ) من ميليشيات الحشد الشعبي تعود جميعها لجيوب البكك، فتصرف البكك جزءاً يسيراً من هذه الإيرادات ات على شنگال، بينما تنفق غالبيتها المتبقية على سلطاتها في روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا.

ويقوم دبلوماسيو البكك بما يملكونه من ملفات، بزيارة المثقفين والكتاب والشعراء والبرلمانيين والمنظمات الخيرية في أوروبا، يخاطبون المشاعر والأحاسيس، ويأجّجون الأفكار المعادية لإقليم كوردستان.

وتتاجر البكك عن طريق السليمانية وكركوك ومخمور وشنگال، وتهرّب المخدرات إلى روجآفا على طول هذا الخط، كما زعمت وسائل إعلام عربية أن البكك تقوم بزراعة الحشيش-تلياك في سنوني، كما تقوم بتهريب الأسلحة بين سوريا والعراق، علاوة على تهريب نفط روجآفا كوردستان إلى شنگال وبيعه هناك.

توظّف البكك مقاتليها الجرحى والمنهكين الذين لم يعد بإمكانهم البقاء في ساحات القتال، في شنگال تحت مسمى العمل السياسي- المؤسّسات الاجتماعية، وتجنّد شباب شنگال كمقاتلين في رفوفها، وتنقلهم إلى مناطق أخرى.

ولو تّم تنفيذ اتفاقية شنگال، فستخرج القوات غير الرسمية من شنگال، وستحصل شنگال على هويتها الحقيقية الأصلية، وستنتهي سطوة البكك هناك، وستخسر آنذاك “الدجاجة التي تبيض بيضاً ذهبياً” وتضيّعها للأبد، ولن يعود بإمكانها استغلال شنگال، فهذه هي قضية البكك برمتها.

البكك تختبئ تحت رداء الأمهات في شنگال

مصطفى قره سو الذي لم يتعلم طوال حياته كلمتين باللغة الكوردية، وإذا التقى بأم إيزيدية لا يستطيع التحدّث معها بكلمتين، ها هو يقدم النصح للكورد الأصلاء! فكيف لشخص مثل قره سو عديم الأخلاق والمخلص للكمالية، أن يتحدّث عن هوية ومصير أرض شنگال المقدّسة؟! وأن يحاول ربط الموطن الأصلي للشعب الكوردي أي شنگال، بالعراق!

فمنذ عام 2014، تختبئ البكك تحت رداء بعض الأمهات الإيزيديات في شنگال، وأقامت لنفسها محلّ إقامة وسكن دائم تحت ظلّهن، وإذا غادرت البكك شنگال واستقرّت المدينة فسوف تستعيد إيران الامتيازات التي منحتها للبكك، فتصريح قره سو عندما قال: ” يجب أن ترتبط شنگال بالعراق” هو ​​في الواقع رسالة للحكومة العراقية الجديدة، مفادها “لا تتركوا شنگال لكوردستان، ونحن سندعمكم” ونحن نعلم أن بعض دبلوماسيي البكك يحاولون الآن تجديد “وعدهم بفصل شنگال عن كوردستان” من خلال اجتماعات لهم مع الأطراف الشيعية بل وحتى بعض الأطراف السنية في بغداد والسليمانية.

أيدي البكك ملطّخة بدماء الشنگاليين

وحول هجمات شنگال، يقول قره سو بلا خجل وأخلاق: “يقدّم الحزب الديمقراطي الكوردستاني معلومات استخباراتية للأتراك” لكن السبب الحقيقي وراء كلّ الوفيات والمشاكل هو العقلية النتنة العفنة لقره سو وحزبه، فالبكك تستخدم عدداً من الشباب والعوائل في شنگال كدروع بشرية، وأمّا حقيقة أحداث شنگال عام 2014 فلا علاقة لها بالقصص والخرافات التي ترويها البكك.

منذ عام 2014، ركبت البكك ظهور الإيزيديين، وتقول: “لقد أنقذنا الإيزيديين” فحتّى لو قبلنا أنكم أنقذتم بعض الإيزيديين، لكن أعداد الإيزيديين الذين قتلتموهم أكبر بكثير من الذين أنقذتموهم! فالبكك ركبت ظهور بعض الإيزيديين المرضى بصدمة نفسية وتظل تردّد “لقد أنقذناهم!”.

أليس أمير الإيزيديين إيزيدياً؟

يتساءل مصطفى قره سو: هل من الممكن أن يكون هناك اتفاقية مبرمة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحكومة المركزية؟ هل شاركوها مع آراء الإيزيديين؟

صرّح أمير الإيزيديين أنهم يعتبرون اتفاق شنگال بمثابة “تحرير إيزيديي شنگال” ورحّبوا بهذا الاتفاق، وقال المجلس الروحاني للإيزيديين، إن “اتفاق شنگال هي السبيل الوحيد لتضميد جراحنا” ووافق على الاتفاقية، وهناك ثلاثة برلمانيين من شنگال تمّ انتخابهم من قبل أهالي شنگال وبأصواتهم، ووافق البرلمانيون الثلاثة أيضاً على الاتفاقية، فيبدو أن قره سو لا يرى أمير الإيزيديين إيزيدياً!! ولهذا تساءل عمّا إذا كانوا شاركوها مع آراء الإيزيديين!

البكك تقدّم فصولها الأخيرة من مسرحيتها الزائفة في شنگال، فتقول بأنها تمثّل الإيزيديين، وهذا ليس بصحيح على الإطلاق، بل الحقيقة الوحيدة هي أن البكك تمثّل أكبر عقبة أمام استقرار شنگال واستتباب أمنها، والبكك هي السبب الوحيد لاستمرار مسلسل الموت والفوضى، وبمغادرة البكك لشنگال سترحل الاضطرابات والفوضى والمشاكل معها وإلى الأبد…

مقالات ذات صلة