هوشنك أوسي
قدمت جماعة شيخ آلي الكوردية السورية نماذج ثقافية من أسوأ النماذج وأكثرها انتهازية، تظنّ الحياة حلبة سيرك، يمكنها اللعب على حبال عديدة، عبر دغدغدة المشاعر، وتصديرها خطاباً شعبوياً منفعياً، يرتدي لبوس العقلانية والموضوعية.
الثقافة ليست صالون حلاقة لتجميل قبائح وجرائم جماعة سياسية فاشية واستبدادية ارتكبت جرائم حرب ضدّ الانسانية؛ كخطف وتجنيد الأطفال الكورد، وقتل المدنيين في شوارع عامودا وفي مستشفيات قامشلو، وحفر الانفاق تحت القرى والمدن وتحت المرافق المدنية العامة، وتحويل المدن والمدنيين إلى دروع بشرية.
الثقافة وإنتاج المعرفة ليس مساحيق ومكياج يضعها المثقف قبل الوقوف أو الجلوس امام الكاميرات. الثقافة موقف واحد وصريح وجريء لا يتجزأ، مناهض للفاشية والاستبداد، سواء أكان مصدرهما كوردي أم عربي أم تركي أم موزمبيقي أم سيرلانكي.
الثقافة هي الوقوف بحزم على الضفة الأخرى المناهضة للجماعات والأنظمة الاستبدادية، التي تدير المجتمعات والدول بذهنية وأدوات الميليشيا، ونبذها ولفظها وتعريتها، أقله، تجنب التورط معها في أي مشروع.