الإرهاب والحقوق…

الإرهاب والحقوق...

سمكو عبد العزيز

عندما يقوم شخص ما أو مؤسّسة أو منظّمة بعمل ما، فهم يعملونه عن إيمان وقناعة، ولذلك يقومون به، ويبذلون قصارى جهدهم لإضفاء الشرعية عليه وتبريره.

وهذا الرأي له مكانته إلى حدّ ما في العصور الماضية، ولهذا، اندلعت العديد من المعارك والحروب الوطيسة والتي تسبّبت في تدمير شعوب وأوطان، وكان الخطر والخوف يحلّان ضيفين ثقيلين على الدوام.

ومن أجل منع حصول هذا الدمار والخراب، لجأت معظم دول العالم إلى الأمم المتحدة لحماية كيانها ووجودها وشعوبها، ووضعت بعض القوانين ووضعوا تعاريف لكل قعل وممارسة.

وبعد توضيح تلك القوانين والتعريفات، ألزمت جميع الدول بتنفيذ تلك القوانين وفقا لتلك التعريفات، وأية دولة أو قوة تخالف تلك القوانين، ستتّخذ الدول الأخرى إجراءات ضدّها.

وكان أحد القرارات هو ضرورة معارضة جميع دول العالم للأعمال الإرهابية وعدم دعم الإرهاب أو تشجيعه بأي شكل من الأشكال.

وحتى لا يتوسّع نطاق تحليل مفهوم الأعمال والأنشطة الإرهابية، أو أن يأتي كلّ شخص أو دولة يعرّف الإرهاب وفقا لمصالحه الخاصة، فقد وضعوا تعريفا تقريبياً للإرهاب، حيث نصّوا على أن الإرهاب يعني القيام بعمل يعرّض حياة الناس المدنيين والمؤسّسات المدنية لخطر.

وحزب العمال الكوردستاني هو إحدى تلك المنظمات التي تمّ إدراجها على لائحة الإرهاب من قبل المجتمع الدولي، والسبب الرئيسي لإدراجها على لائحة الإرهاب هو قيام هذه المنظّمة وخصوصاً في مراحل سابقة بأعمال وممارسات مشبوهة، مثل تفجير المركبات في أوروبا وخلق الخوف والرعب عبر تهديد المدنيين، وقتل كوادر الأحزاب الكوردستانية في باكور وروجآفا كوردستان، فضلاً عن تصفية الأحزاب والمنظمات اليسارية، ولم يتوقف حزب العمال الكوردستاني هنا، بل قام بتصفية العشرات من كوادره داخل التنظيم بأساليب شتّى ولأسباب مختلفة.

إذا تحدثنا عن الأنشطة والعمليات الإرهابية لحزب العمال الكوردستاني بكك، فلن يكون من المستغرب أن نقول إنه يمكن للمرء أن يكتب كتابًا عنها.

هل تعتبر العملية الأخيرة لحزب العمال الكوردستاني بكك في أنقرة عملاً إرهابياً؟

بحسب قوانين وتعريفات الإرهاب فإن تلك العملية تقع ضمن الإرهاب، لأن الإنسان إذا فجّر نفسه بنفسه في مكان مدني وعرّض حياة المدنيين للخطر، فيتحول هذا العمل إلى نشاط وعمل إرهابي.

والسؤال الثاني هو: من المستفيد أكثر من هذه العملية، حزب العمال الكوردستاني بكك أم الدولة التركية؟

1- معظم دول العالم ندّدت بهذه العملية وأدانتها.

2- غالبية الدول أعطت تركيا حقّ الدفاع عن نفسها بأي شكل من الأشكال.

3- قتل طبيب بيطري وسرقة سيارته أعطى للكورد تعريفين: قتل المدنيين والثاني السرقة.

4- مقتل شابين كورديين وإصابة اثنين من رجال الشرطة التركية، إزهاق حياة شابين كورديين دون تحقيق أية مكاسب وإنجازات استراتيجية للكورد هو عمل غبي وحماقة، وكذلك إصابة شرطيين لا علاقة لهما بسياسات الدولة التركية واستهدافهما.

5- حتى الآن تمّ اعتقال أكثر من 300 شاب كوردي وفتاة كوردية.

6- منذ اليوم الذي نفّذت فيه العملية، وحتى الآن، شنّت الدولة التركية أكبر العمليات العسكرية ضدّ إقليم كوردستان وروجآفا كوردستان عبر الطيران الحربي التركي.

7- معظم البنى التحتية الاقتصادية في روجآفا تعرّضت للدمار والخراب حتى وصلت الأمور فيها إلى مستوى أصبح فيه كسب الخبز اليومي هو أصعب المهام.

وختاماً أقول: أيا تُرى من استفاد من تلك العملية؟!

مقالات ذات صلة