كي ننسى ليلاتنا… أرادوا صناعة ليلات مزيفة!

الاسم الذي أصبح رمز مقاومة الكورد وصمودهم… ليلى

ليلانا: ليلى قاسم

الفتاة الكوردية العظيمة، ليلى قاسم، أعدمت فجر يوم 12 أيار 1974 على يد نظام البعث البائد، قبل 49 عاماً، عندما أُعدمت ليلى، قالت لجلاديها: “اقتلوني، ولكن اعلموا هذه الحقيقة: سيصحو بإعدامي آلاف الكورد، أنا سعيدة وفخورة جدّاً بالتضحية بحياتي من أجل حرية كوردستان”.

بدأت حياتها السياسية كمقاتلة على نهج البارزاني الخالد، وضحّت بحياتها من أجل وطنها وشعبها، وحدث بالفعل ما كانت تردّده، استيقظ آلاف الكورد على وقع بطولتها، عرفهم العالم، وسمّى آلاف الكورد بناتهم باسم “ليلى” هذه كانت ليلانا الكوردستانية.

كانت لدينا ليلى أخرى… ليلى زانا

بدأت حياتها في قرية فارقين إحدى أكثر المدن الوطنية في كوردستان، أصبحت رمزا للوطنية خلال الانتفاضات الكوردية. بعد عام 1989، قادت ليلى زانا مسيرات الإضراب عن الطعام والانتخابات والانتفاضات في باكور كوردستان، أدلت بتصريحات في البرلمان التركي دكّت أسس الجمهورية التركية، بهذه المواقف البطولية أصبحت ليلى بطلة خالدة.

الكوردستانية والكوردايتي كانتا نهج ومسيرة هاتين البطلتين، لهذا لا نستغرب مساعي الكثير للقضاء على هاتين الملحمتين ووأدهما.

الرائد لهذه المساعي العدوانية هو حزب العمال الكوردستاني بكك

برزت البكك ضد هذه المسيرة الوطنية والقومية الكوردستانية لـ الليليان، وأرادت إنهاء هذه الملحمة، فصنعت ليلاها وحاولت إبرازها.

عام 1995 وعندما نالت ليلى زانا جائزة ساخاروف لحرية الفكر، قال أوجلان: كان من المفترض أن أحصل أنا على هذه الجائزة، وبدأ بحملته التشهيرية ضدّ ليلى زانا.

الحركة النسوية للبكك اعتبرت تقارب ليلى زانا من مسيرة البارزاني ضرباً من الرجعية والتخلّف، فوفقها “الوعي النسوي لدى ليلى زانا لم يتطوّر فكانت شخصية عنصرية رجعية” لهذا هدّدوا ليلى زانا وأبعدوها عن السياسة.

بعدها حاولت البكك صناعة ليلى أخرى لمحو مسيرة الليليين الوطنيتين، فصنعت في النهاية ليلى كوفن.

اعتقلت ليلى كوفن أثناء فترتها البرلمانية، بدأت حملة الإضراب عن الطعام، لكن إضرابها كان بسبب العزلة المفروضة على عبد الله أوجلان.

ممّا لا شكّ فيه أن ليلى كوفن لم تخطّط لهذه الفعالية بمفردها، البكك هي من أعدّت سيناريو الإضراب عن الطعام مع ليلى، الهدف من هذه الفعالية كان خلق ليلى خاصة للبكك، فقد 8 شبّان كورد حياتهم خلال هذه الفعالية، روجّ إعلام البكك واليساريين الأتراك لليلى وأبدوها بصورة كبار الأبطال، وعدّوها رمز البطولة والمقاومة.

خلال حملة الإضراب عن الطعام، تمّ إطلاق سراح ليلى زانا، وتوجّهت للبرلمان التركي وأقسمت على “وحدة أراضي الجمهورية التركية” استلمت رواتبها من الدولة، وتمّ الإعلان عنها كبطلة في حين أرخى النسيان سدوله على الشبان الذين أضرموا النيران بجثامينهم من أجلها! فصنعت البكك ليلاها على حساب ليلات الشعب الكوردي الخالدات ونسيانها…

مقالات ذات صلة