قيادية البكك، هيلين أوميت، وفي مقابلة لها مع إحدى وسائل الإعلام التابعة للحزب، قالت بأنها لا ترى الحزب الديمقراطي الكوردستاني كوردياً! جديرٌ بالذكر أن هيلين أوميت تُعرف باسم هيلين ترك داخل أطر حزب العمال الكوردستاني بكك، فكيف لتركية كـ “هيلين ترك” أن تقول عن الكورد بانهم ليسوا كورداً؟ّ!
من هي هيلين أوميت؟
اسمها الحقيقي نيلوفر جوبان، ولدت عام 1978 في كاستومون بتركيا، نشأت وترعرعت في إسطنبول، انضمت إلى رفوف حزب العمال الكوردستاني عام 1997 بمحض إرادتها، في البداية توجّهت إلى اليونان، ثمّ انتقلت إلى سوريا وبقيت هناك مع أوجلان، ومن هناك أرسلوها إلى أوروبا، لتستقرّ بعدها قنديل.
وهي عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكوردستاني بكك، تشتغل منذ أعوام في المؤسّسة الإعلامية للبكك جنباً إلى جنب مع مصطفى قاره سو، فهي لم تر مدينة كوردية في حياتها قط، ولم تر أي كورديٍ باستثناء الكورد المتواجدين في رفوف البكك، وها هي الطفلة التركية المتعجرفة تقول بكلّ احتقار “أنا لا أرى الحزب الديمقراطي الكوردستاني كوردياً!”.
عندما كان الديمقراطي الكوردستاني يناضل لم يكن رئيسكم قد ولد!
تمتدّ مسيرة البارزاني لـ 150 عاماً، بينما نضال الديمقراطي الكوردستاني من أجل استقلال وحرية كوردستان يمتدّ لـ 80 عاماً، استشهد الآلاف من بيشمركة كوردستان، وعى الكورد النضال والتحرّر بقيادة الديمقراطي الكوردستاني وريادته، أصبحت مسيرة بارزاني-والديمقراطي الكوردستاني مصدرًا للنضال في كافة أجزاء كوردستان الأربعة، بمعنى أن العالم لو كان يعترف اليوم بالكورد فالفضل يعود للديمقراطي الكوردستاني، نضال الديمقراطي الكوردستاني وضع حجر الاساس لكيان إقليم كوردستان كما كسر قيود معاهدة لوزان، فكيف لحقيرة مثل هيلين أن تحتقر القيم الكوردية! فمن هو الكوردي ومن ليس كوردياً هنا حتّى تقومي أنتِ وحزبك أيتها الحقيرة بتحديدهم؟! حرّر الديمقراطي الكردستاني والبارزاني الكورد وكوردستان من الإبادة والهلاك نتيجة نضال الـ 100 عام.
عندما لم تكن هناك هيلين ترك وحزبها الدخيل، كان البارزاني والديمقراطي الكوردستاني يناضلان باسم الكورد ومن أجل كوردستان، فمن تعتبرهم هيلين ترك كقادة لها أمثال كالكان وغيره هم أيضاً تعلّموا حمل السلاح والنضال وحياة البارتيزانية بفضل الديمقراطي الكوردستاني، أصبحت هيلين تورك عضوة في اللجنة المركزية للبكك بدعم من مصطفى قاره سو ودوران كالكان، فكيف لحقيرة نجسة أن تصل درجة تحدّد من هو كوردياً ومن ليس بكوردياً؟! ولكن هكذا قضت البكك مبادئ الكرامة لدى الكورد.
والحقيقة هي أن لاأخلاقيات هيلين تورك تكشف حقيقة البكك، وتكشف المستوى الذي بلغته البكك من التلاعب بالمعايير الأخلاقية!
فطيلة 40 عاماً مضى، تحاول البكك الاستيلاء على جميع إنجازات ومكاسب الكورد، ولم تكتفي هذه التنظيمات ركوبها على ظهور أطفال الكورد حتّى قامت باعتلاء الأتراك أيضاً!! أيا تُرى في أي نضال عالمي استطاعت الدول المستعمرة والمهيمنة تقديم النصح للشعوب المضطهدة والمظلومة؟!
فمثلاً: هل يمكن لإنجليزي أن يدخل أيرلندا ويصبح قيادياً ويقول: “لا أعتقد أن هذا الشخص أيرلندي”؟! كلّا…
إذاً: فلماذا يقول الأتراك المنخرطين في رفوف البكك ذلك؟ لأن البكك ليست حركة كوردية، بل على العكس تماماً فهي حركة هدفها إخضاع الكورد، فرضت الأتراك على رقاب الكورد تحت شعار الأممية وأخوة الشعوب!
تلامذة يالجين كوجوك قائمون على الأعمال…
فمن ناحية سري سوريا أوندر، ومن ناحية فيغن يوكسك، ومن ناحية أخرى ها هي هيلين أوميت، ومن ناحية دوران كالكان، ومن ناحية فاسلس يايلال، ومن ناحية أخرى فيس سارسوزن… كلّ هؤلاء الأتراك يتمّ تقديمهم على أنهم أصدقاء للكورد! يتحكّمون بالإعلام الكوردي للبكك، والمصيبة الكبرى هنا هي أن هؤلاء الذئاب بثياب الحملان يتحدّثون كممثلين للكورد!!
ولكلّ شعب مظلوم ومضطهد أصدقاء كهؤلاء، وهم أشخاص معدومي الشرف والأخلاق والوجدان.
الرئيس المشارك يالجين كوجوك ونائبه سري سوريا أوندر
باتت البكك مطية ممتازة لأمثال هؤلاء، وحيثما وُجد مثل هؤلاء الأعداء الأصدقاء، فهم يهاجمون الكورد تحت مظلة البكك ومؤسّساتها، تحت اسم التعاون السياسي كأخوة الشعوب، وبناء الديمقراطية المشتركة، والنضال المشترك، والهوية التركية، وما إلى ذلك، أصبحت البكك ومؤسّساتها وكراً لهؤلاء الأشخاص المنعدمي الهوية الأخلاقية، يهاجمون الهوية والتأريخ الكوردي.
منذ الثمانينيات، فتحت البكك باب نضالها على مصراعيه للمسؤولين الأتراك والمرتزقة والمأجورين كهؤلاء، وعلى وجه الخصوص باب إعلامها، يالجين كوجوك من قدامى رجالات الدولة في هذا المجال، أصبح كوجوك كرئيس مشارك لأوجلان بين عامي 1990 لغاية 1999، كان كوجوك أيضاً وراء هجوم البكك على كوردستان في التسعينيات، كان المسؤول على العلاقات بين الدولة التركية والبكك، وهذا ما لا يخفى على أحد، بعدها، برزت فراخ كوجوك وتلامذته على الساحة، سري سوريا أوندر هو أحد أبرز القادة من هؤلاء الموظّفين، له يد في المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكوردي كحرب الخنادق، وما كان الشعار الذي ردّده صلاح الدين دميرتاش “لن نجعلك رئيساً” إلى من بنات أفكاره!
الأتراك ممثّلو الدولة المنخرطين في رفوف البكك يقولون بشكل علني: الكوردي الوطني والقومي سيّئ، الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيئ، من يتحدث بالكوردية سيئ، من يصرّ على الكوردايتي سيئ، من يقول افسحوا المجال للكورد بإدارة أنفسهم ولهم الحقّ في دولتهم الخاصة، سيّئون، باختصار، هؤلاء المأجورين ومرتزقة الدولة باتوا يتحكّمون بالبكك من الداخل ويديرونها، أصبحوا أرباب المناصب والأموال والأسماء على حساب الكورد وعلى ظهورهم، بينما يتعرض الكورد المعارضين المناهضين لهؤلاء المأجورين للتشهير والإهانة!
لكنّنا نقول إن هؤلاء الأتراك المتظاهرين بأنهم أصدقاء للكورد لا يمكن أن يصبحوا أصدقاءً للكورد ابداً، فكما قال غريغوري بيتروف في روايته (الزنابق البيضاء البلد) “إلهي احمني من أصدقائي أمّا أعدائي فأنا كفيل بهم”.