قبل يومين، شنّ الحرس الثوري الإيراني هجمات صاروخية بعشرات الصواريخ على 8 مواقع في عاصمة إقليم كوردستان/ أربيل، الهجوم أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص، بينهم طفلة لم تكمل عامها الأول (11 شهراً) أثار هذا الهجوم ردود أفعال غاضبة واحتجاجات كبيرة وواسعة، وأصبح الموضوع الأهمّ على وسائل الإعلام المحلّية والدولية، ولكن كالعادة، استغلّ حزب العمال الكوردستاني هذا الهجوم كفرصة وذريعة للتهجّم على رئيس وزراء إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، وعوض الإدلاء بأي استنكار أو إدانة بحقّ مرتكبي هذا الهجوم العدواني الظالم، تهجّمت وسائل إعلام البكك بشكل لا أخلاقي على رئيس الوزراء مسرور بارزاني متناسية المجرمين مرتكبي هذا الاعتداء الإجرامي.
وسائل الإعلام التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك، لم تتذيّل ترتيب وسائل الإعلام والوكالات والصحف المحلية والدولية من حيث الاهتمام بالحدث، بل كادت تخلو ماكيناتها الإعلامية من أية أنباء حول هذا الهجوم العدواني الظالم، وعوض مهاجمتها إعلامياً الدولة الإيرانية المحتلّة لارتكابها هذه الجريمة الفظيعة الشنعاء، استغّلت الحدث لشنّ هجمة إعلامية عنيفة على سلطات إقليم كوردستان والقادة الكورد وعلى رأسهم رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، حيث نشرت الماكينة الدعائية للبكك (ROJNEWS) والتي تُذاع في محافظة السليمانية، مقالاً بعنوان (أربيل لا تزال تتعرّض للهجوم بينما بارزاني يتوجّه إلى سويسرا!)-باللغة الكوردية-.
شرع المفسدون من أعضاء وكوادر البكك العاملين في (ROJNEWS) بصفة صحفيين ومراسلين بإطلاق هجمة إعلامية شرسة ولا أخلاقية ضدّ عائلة البارزاني، وعوض إدانة المجرمين من “الحرس الثوري والدولة الفارسية” مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء تجاه الأبرياء في أربيل، استغلّ هؤلاء الخونة هذا الهجوم الإرهابي كذريعة للتهجم على عائلة البارزاني وتشويه الحقائق، فكتبت وكالة الأكاذيب “في الوقت الذي تتعرّض أربيل للهجوم توجّه مسرور بارزاني إلى دافوس لإثراء عائلته…!” هذه الأسطر وحدها لوسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك كافية للتعرف على العقلية المناهضة المعادية للكورد والعقلية الصدئة والعفنة لحزب العمال الكوردستاني بكك وأنصاره وأتباعه.
فالبكك تستخدم كلّ فرصة تراها متاحة للتهجّم على البارزانيين والحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) وحكومة إقليم كوردستان، ولا يهمّها سوى تحقيق مصالحها الحزبية الضيقة، فلا تهمّها كمية الدماء التي سالت وأريقت في عاصمة الجزء الوحيد المحرّر من كوردستان، لا يهمّها عدد الأبرياء الذين وقعوا ضحايا لهذا الهجوم العدواني الظالم، ففي الوقت الذي استشهدت فيها ملاك كوردية بريئة لم تكمل عامها الأول مع والديها (ژينا 11 شهراً) لا تزال البكك تبحث عن سبل تمكّنها من استغلال هذه المجزرة والاستفادة من هذه المصيبة، وتحقيق مكاسب آنية قذرة بل وخداع مؤيّديها وأتباعها عن فهم حقيقة هذه الهجمات المستهدفة لقلب كوردستان.
نعم، البكك دائماً ما تصرّفت بطرقٍ غاية في اللاأخلاقية لدرجة أنها استغلّت مآسي الكورد وآلامهم والمجازر التي ارتكبت بحقّهم كفرص واستخدمتها كذرائع لمهاجمة القيم والمبادئ الكوردية.
فالجميع -عدا أنصار البكك ممّن غسلت أدمغتهم بخطابات الكراهية ضدّ الكورد- يعرف سبب وجود رؤساء وزعماء العالم في دافوس، الجميع يعرف سبب مشاركة رئيس الوزراء مسرور بارزاني في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وأنه سيلتقي عدداً من رؤساء الوزراء وكبار المسؤولين من منطقة الشرق الأوسط وأوروبا والعالم لبحث العديد من القضايا المحلّية والإقليمية والعالمية، بما في ذلك تطوير العلاقات الثنائية، خاصة في مجالي الاقتصاد والاستثمار، وهذا ما يخدم إقليم كوردستان بشكلٍ مباشر، لكنّ حزب العمال الكوردستاني بكك يحاول تزييف هذه الحقيقة وتحريف مسارها كما دأب، فالبكك لا تريد أن يشهد إقليم كوردستان أي تقدّم أو تطوّر كما أوعزت إليها الدول المحتلّة لكوردستان وعلى رأسها إيران التي ترى تقدّم إقليم كوردستان من أكبر المخاطر التي تهدّدها ولا يسعها رؤية النجاحات والتقدّم التجاري والعمراني لكوردستان.
فبحسب وسائل إعلام البكك وما يُفهم منها، أن ما يؤذي البكك اليوم، هو ليس الهجوم الإيراني الغاشم على أربيل، بل مشاركة رئيس الوزراء مسرور بارزاني واجتماعاته مع مسؤولي وقادة الدول العظمى والقوية في العالم، فكل عمل أو جهد لتعزيز مكانة إقليم كوردستان وتحسين حياة شعب إقليم كوردستان وكلّ خطوة مماثلة في هذا الاتّجاه تؤذي البكك كما تؤذي أعداء الشعب الكوردي وتصيبهم باليأس…