أقام الشعب الكوردي مراسيم إحياء الذكرى الـ 45 لرحيل زعيم الأمة الكوردية الخالد الملا مصطفى البارزاني في مدن وبلدات روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، وهذا ما أغاظ العصابات المافياوية ومرتزقة حزب العمال الكوردستاني بكك، فقامت مجاميع من هذه العصابات القذرة في مدينة كوباني بروجآفا كوردستان بمهاجمة المبنى المقرّر إقامة الحفل التأبيني فيه، المهاجمون لم يكونوا أتراكاً فاشيين ولا عرباً عنصريين ولا فرساً قوميين… بل كانوا عصابة البكك وشبيحتها أو ما تسمّى بالشبيبة الثورية-جوانن شورشكر.
أدان الشعب الكوردي الهجوم الهمجي، بشدة، على وسائل التواصل الاجتماعي، وأبدوا ردود أفعال غاضبة، والكلّ قالوا إن من فعل هذا هم الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر، وكان هناك أيضاً من انتقدوا إدارة أمر الواقع (الإدارة الذاتية) للبكك، كونه لا توجد هناك منظمة شبيبة مستقلة لا ترتبط بجهة أو طرف، وكذلك الشبيبة الثورية، فهي ليست منظمة مستقلة بل هي إحدى الكيانات التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك وحزب الاتّحاد الديمقراطي، أمّا من ظلّلوا صامتين فهم إمّا لا يعرفون لغاية اليوم حقيقة البكك وكنهها، أو خائفون يخشون أن يقولوا صراحة أن حزب العمال الكردستاني فعل ذلك!
مظلوم عبدي شخص منافق-ذو وجهين
يجب على الجميع أن يعرفوا ذلك جيداً، كيف لا والحال أنه لا توجد في نظام حزب العمال الكوردستاني بكك أية منظمة مستقلة تتّخذ مثل هذا القرار بمفردها، حيث يتمّ إصدار القرارات من الجهات العليا وتصدر إلى الجهات الأدنى وتنفّذ من قبلها، إن ممارسات وأعمال هؤلاء الجحوش المرتزقة وهذه العصابة اللاأخلاقية والتي تسمّى بـ “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” الذين لا يعرفون التاريخ والاحترام والمعرفة إنّما هي ترجمة لقرارات القيادة العليا لحزب العمال الكوردستاني بكك في قنديل، أي ان قرار الهجوم والاعتداء على الحفل التأبيني لرحيل البارزاني الخالد في كوباني أيضاً ليس قرار مجموعة من الشبيبة الأغبياء المنحطّين الوضيعين، بل هو قرار قيادة البكك في روجآفا كوردستان، لذلك، فالمدعو (مظلوم عبدي) هو المسؤول الأول والأخير عن هذا الهجوم بلا شكّ.
الكلّ يعلم أن مظلوم عبدي من كوباني، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكوباني، له علاقات مع جميع أهاليها، واستقرّ عموم أقاربه والعوائل المقرّبة منه في كوباني، أنشأ مظلوم عبدي سلطة صغيرة له في روجآفا كوردستان، يتمّ تنفيذ مثل هذه الهجمات والاعتداءات والأنشطة والعمليات عموماً بناءً على أوامره، فمن يعرف مظلوم عبدي من قريب يعرف جيداً ما قام به من اعتداءات وعمليات اغتيال وتصفية حسابات في أوروبا، عام 2004، أدار عبدي عمليات اغتيال وتصفية حسابات متشابكة ومعقّدة ضدّ الأعضاء والكوادر المنشقّين عن حزب العمال الكوردستاني بكك، وقتلهم بوحشية، ويتمتع مظلوم عبدي بخبرة طويلة وتجربة عميقة في ممارسة قمع المعارضة، كما هو المسؤول أيضاً عن مجزرة كوباني، لهذا يجب علينا جميعا أن نحاسبه.
فمظلوم عبدي لديه موقف ازدواجي ذو وجهين-نفاقي تجاه إقليم كوردستان، يتمثّل موقفه النفاقي هذا في أنه يملك اسمين بل بالأحرى أن نقول شخصيتين-ازدواجية الشخصية- وهذا واقع وليس مجازاً، لنوضّح ذلك أكثر، فتارة نرى مظلوم عبدي هو أول من “يشكر الرئيس بارزاني ويقدّم تعازيه ويطلب دعمه” والوجه الثاني هو شاهين جيلو (كوباني) وهو الاسم الذي يُعرف به في أطر حزب العمال الكوردستاني بكك، والذي قال “سنهاجم بيشمركة كوردستان ونحاربهم!” كما أنه هو من خطّط ودبّر الهجوم على ذكرى الحفل التأبيني لرحيل المرحوم الملا مصطفى بارزاني.
قالوا إنهم سيصدّرون الديمقراطية للعالم… لكنهم أصبحوا فاشيين
الإدارة الذاتية للبكك في روجآفا كوردستان- والتي نطلق عليها اختصاراً تسمية “روجآفا”- بينما يسميها حزب العمال الكوردستاني بكك بـ “شمال شرق سوريا” منذ عام 2013، يدّعي حزب العمال الكوردستاني بكك من خلال تأسيس الكانتونات وإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية والحياة المشتركة… أنهم سيصدّرون الديمقراطية إلى المنطقة بل وإلى العالم أجمع، فقاموا بصياغة دستور باسم العقد الاجتماعي، لكن من الناحية العملية، بعد هذا الحديث عن الحرية والديمقراطية، حاولوا بناء نظام أكثر رجعية وأكثر تخلّفاً وأشدّ شمولية وفرض الفاشية والاستبداد والاضطهاد على الشعوب، وبالفعل، عندما نرى شبيحة كالشبيبة الثورية-جوانن شورشكر في كوباني-كما رأينا قبل يومين- ملثّمي الوجوه ويحملون العصي والحجارة يذكّرنا المشهد بالعنصريين الأتراك وشبيبة الكوجو الفاشيين، بمعنى أن البكك صنعت شبيبة لا حظّ لها في الأخلاق الاجتماعية والقيم الوطنية والأدبية ولا تعرف معانيها…
لندع كلّ هذا جانباً، فإن هذه العصابة والمرتزقة لم تستطع أن تتحمّل إقامة حفل تأبيني للزعيم الكوردي العظيم، الذي حمل كلّ معاني النضال والكفاح على عاتقه طيلة مائة عام، وأصبح رمزاً وطنياً وقومياً بارزاً، في المقابل يقوم اليساريون الأتراك بتعليق صور قادتهم في كوباني، والعرب يعلقون صور حافظ الأسد الدموي وابنه، بينما الكورد لا يستطيعون أن يعلقوا صور القائد العظيم والأب الروحي للأمة الكوردية الملا مصطفى البارزاني!
قالوا إنهم ديمقراطيون بل زعموا وما زالوا يزعمون أنهم سيصدّرون الديمقراطية للعالم! لكنهم عوض ذلك أصبحوا فاشيين… زعموا أنهم سيحرّرون الكورد فقاموا ببناء دكتاتورية حزب العمال الكوردستاني بكك! يفعلون خلاف ما يقولون، فبات هذا الحزب الدخيل على الكوردايتي سرطاناً ينخر جسد الأمة الكوردية أينما حلّ ورحل…
ما لا ينكره العدو قبل الصديق أن الزعيم الكوردي الملا مصطفى بارزاني حارب كل الأنظمة المناهضة للكورد خلال القرن العشرين، بما في ذلك العثمانيين والبريطانيين، حارب العراق وإيران، وبسبب هذه الحقائق أصبح هذا القائد العظيم هدفاً لهجمات أولئك الذين يحاربون كوردستان، فحيثما تُمنع إقامة مراسيم ذكرى الراحل الملا مصطفى بارزاني، فاعلموا أن الفكر الاحتلالي الاستعماري هناك.
إن الهجوم على ذكرى حفل تأبين المرحوم الملا مصطفى في كوباني يثبت أن حزب العمال الكوردستاني بكك هو أداة يستخدمها محتلّو كوردستان، وحيثما اعتقدوا أنه ينبغي تخويف الناس كشفوا القناع عن براثن حزب العمال الكوردستاني بكك العدوّ اللدود للكورد، هناك، لذا ينبغي على الكورد أن يستنكروا ويدينوا هذه الخيانة والازدراء والاحتقار بشدة وإصرار…