ماذا يحدث في قرية كوهرزي التي يقال إنها بؤرة الصراع ومركز الاشتباكات بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني بكك؟
ليلة أمس، سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من قرية كوهرزي بمنطقة نهيلي، لم يخلّف القصف أي ضحايا (قتلى وجرحى) سوى خسائر مادية، ولأنه موسم الزراعة، لا يستطيع أهالي تلك المناطق من التوجّه إلى مزارعهم وبساتينهم، فيا تُرى: لماذا أصبحت هذه القرية، رغم قلّة ساكنيها، مركزاً للصراع وبؤرة المواجهات والاشتباكات، وخاصة خلال الأشهر الأخيرة؟ وبحسب مصادر محلية، فإن القرية تشهد حالة من الاضطراب والتوترات بسبب نفق لحزب العمال الكوردستاني بكك في الجبل المطلّة على القرية، كما ويعتقد القرويون أيضًا أن مقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك غادروا قرية سركلي واستقروا في أطراف قرية كوهرزي.
“داركا مازي” كشف قبل عام عن مسار-خطّ هذه المواجهات الاشتباكات والمعارك…
لم يعد الصراع والمواجهات الشكلية بين حزب العمال الكوردستاني بكك والجيش التركي تدور رحاها اليوم داخل حدود باكور كوردستان-كوردستان تركيا وتركيا، بل انتقل هذا الصراع إلى مسافة حوالي 80 كيلومترًا في عمق إقليم كوردستان على طول الحدود مع باكور كوردستان، وتخلى حزب العمال الكوردستاني بكك عن كافة المناطق التي كان يسيطر عليها منذ التسعينيات. وأصبح الطريق الرئيسي الذي يصل قضاء آميديي-العمادية بـ ديرلوك وشيلادزي في دهوك، مركز الصراع وبؤرة الاشتباكات والمواجهات بين جيش الاحتلال التركي ومسلّحي حزب العمال الكوردستاني بكك.
وفي كانون الأول الماضي، نشر موقع “داركا مازي” تقريراً بعنوان “ما أسباب تصاعد وتيرة الاشتباكات بين حزب العمال الكوردستاني بكك والجيش التركي في وادي (ديرلوك-رشافه) على خط گوهرزێ-برچێ؟ جاء فيه، أن كلاً من حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي ينقلون هذا الصراع والاشتباكات بشكل تدريجي وممنهج ومنظّم داخل المناطق الآهلة بالسكان داخل إقليم كوردستان، كما تمّ الكشف عن أسباب ذلك.
في العام الماضي، هاجم حزب العمال الكوردستاني بكك بيشمركة كوردستان في هذه المنطقة
هذا العام، ومنذ شهر أيار/ مايو، تحوّلت هذه المنطقة لمنطقة سماع إطلاق نار كثيف، وفي العام الماضي، كانت قوات بيشمركة كوردستان قد تمركزت وانتشرت في المنطقة لحمايتها وحماية أمن قرى والسدّ المبني في المنطقة.
وكذلك في العام الماضي، ردّ حزب العمال الكوردستاني بالأسلحة على جهود البيشمركة ومحاولاتهم لإبقاء المنطقة بعيدة عن القتال، ولكن بكك هاجم موقع بيشمركة كوردستان بالصواريخ والقذائف، آنذاك، برّر القائد العام لقوات الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، وعلى شاشة فضائية (ستيرك) التابعة لبكك، برّر هذا العدوان على البيشمركة الكوردستانية بـقوله (يغلقون الطرق علينا!).
وكما قلنا ونقول: لو أن حزب العمال الكوردستاني بكك غادر المنطقة آنذاك، وتركوها لبيشمركة كوردستان دون أي عوائق، لما كان الأهالي المدنيين لتلك المنطقة يعانون هذه الحرب اليوم.
قرية كوهرزي أصبحت ضحية نفق لحزب العمال الكوردستاني بكك
تقول مصادر محلية، إن هناك ثلاثة أسباب وراء الاستهداف اليومي لقرية كوهرزي، الأول: هو وجود نفق لمسلّحي حزب العمال الكوردستاني بكك من ناحية زاب في الجبل المطلّ على قرية كوهرزي، وبحسب المعلومات، عندما تستهدف مدفعية الجيش التركي من منطقة متينا مدخل النفق في الجبل المطلّ على قرية كوهرزي، ففي الكثير من الأحيان تسقط القذائف في محيط القرية، علماً أن النفق هذا في قرية كوهرزي هو آخر نفق لعناصر ومسلّحي حزب العمال الكوردستاني بكك في المنطقة.
كما قال القرويون إن إدارة حزب العمال الكوردستاني بكك في متينا لا تزال في هذا النفق، وغالباً ما تستخدم الهواتف والمعدات في الأعمال الإدارية، ويتمّ استهداف مركبات وآليات حزب العمال الكوردستاني بكك التي تنتقل في المنطقة من قبل الطائرات التركية، أي أن جميع الغارات والضربات الجوية تحدث ضمن منطقة جغرافية ضيّقة للغاية.
من يجري وراء الأموال والمصالح يعرّضون القرية للخطر
السبب الثاني: هو تحرّكات وتنقّلات عناصر حزب العمال الكوردستاني في القرية ومحيطها. ووفقًا للقرويين، فإن بعض الأشخاص الذين يتعاملون ويتاجرون مع حزب العمال الكوردستاني بكك ينقلون عناصر بكك بسياراتهم مقابل مبالغ مالية، كما أن هؤلاء الأشخاص في قرى مثل كوهرزي وبرجي… الذين يكسبون الأموال من خلال إيصال المواد الغذائية لعناصر بكك يتسببون أيضًا في أن تصبح تلك القرى أهدافًا للجيش التركي. وبحسب ما يؤكّده القرويون، يشتري حزب العمال الكوردستاني بكك حتى السيارات لبعض الأشخاص شريطة نقلهم في المنطقة، ونظراً لاستخدام هؤلاء الهواتف والإنترنت يتمّ المراقبة الفنية والاستهداف بالأسلحة المتطوّرة مثل المروحيات والطائرات بدون طيار وغيرها. ويعاني القرويون أيضًا من هذا الوضع.
إخلاء سركلي وإنسحاب البكك منها…
في الآونة الأخيرة، أصبحت حرائق سركلي وريفها الحدث الأبرز على وسائل الإعلام، وتعتبر قرية سركلي كمركز علاقات لحزب العمال الكوردستاني بكك منذ عام 2008، وبالأخص بعد عام 2010، لكن التنظيم بدأ ينسحب من القرية بشكل تدريجي خلال العامين الماضيين. وعلى وجه الخصوص، خلال الأيام العشرة الأخيرة، حيثّ شنّ الجيش التركي عملية في قرية سركلي أجبرت قوات الدفاع الشعبي (HPG) على سحب مقاتليها وعناصرها من المنطقة بشكل كامل.
والآن، يتمركز مقاتلو حزب العمال الكوردستاني بكك المتواجدين في السابق في سركلي حول قرى المنطقة.
كلّ هذا مؤشّر على أن الاشتباكات والمواجهات على خطّ آميديي-ديرلوك-شيلادزي عموماً، وعلى وجه الخصوص على خطّ (سركلي-كوهرزي-برجي) ستتصاعد بشكل ملحوظ، بينما حزب العمال الكوردستاني بكك غير مهتمّ أصلاً إن تحوّلت تلك القرى والمناطق والقرويين لأهداف لدولة الاحتلال التركي، كما يتصرّف بعض المدنيين المنتفعين المستفيدين من حزب العمال الكوردستاني بكك بطريقة غير مسؤولة بنفس الطريقة. بينما في الجانب الاخر، لا يتورع الجيش التركي عن استهداف المدنيين. والحال كهذه، لا يمكن لقوات بيشمركة كوردستان حماية الناس والمنطقة، لذلك يجب على حزب العمال الكوردستاني بكك مغادرة المنطقة وتركها لقوات البيشمركة، ولكن بدلاً من ذلك، يقوم حزب العمال الكوردستاني بتنفيذ دعاية سوداء وإطلاق أكاذيب تزعم أن قوات بيشمركة كوردستان والجيش التركي يتحرّكان معاً!!
بينما لا يتمّ هزّ غصن شجرة في باكور كوردستان وتركيا من قبل مقاتلي وعناصر العمال الكوردستاني بكك، ولكن وللأسف الشديد تحوّلت قرى إقليم كوردستان المحرّر ضحية هذه الحرب وساحة لها.