قوات حماية الجنوب-الإقليم التابعة للعمال الكوردستاني بكك تتحوّل لقوات حرق الجنوب…
قضية الكشف عن المتّهمين المتورّطين بافتعال الحرائق في أسواق إقليم كوردستان، الذين تمّ تدريبهم وتكليفهم من قبل حزب العمال الكوردستاني لحرق أسواق إقليم كوردستان، قضية احتلّت مكانة هامة على جدول الأعمال الكوردية، ففي الوقت الذي يواجه فيه الشعب الكوردستاني مشاكل ومآزق اقتصادية حادّة وبالغة الصعوبة، تكبدت مئات المحلات التجارية والأسواق الكبيرة خسائر فادحة بسبب الحرائق التي التهمت كوردستان بأسواقها في الفترة الأخيرة، وقدّرت خسائرها بملايين الدولارات، واضطرّت إثرها حكومة إقليم كوردستان بتعويض الأضرار التي لحقت بأسواق أربيل ودهوك وبناء أسواق جديدة للمتضرّرين.
ولكن هنا، يجب على الكورد وبالأخص شعب إقليم كوردستان، مجادلة ومناقشة حزب العمال الكوردستاني بكك بشكل جدّي، ولكن، ليس حول مسألة تفاصيل عمليات حرق هذه الأسواق والأماكن أو حقيقة القصة، بل حول قضية؛ كيف يمكن لحركة تدعي أنها تعمل باسم الكورد، وخاصة حزب العمال الكوردستاني بكك، الذي يدّعي ويزعم أنه يطالب بالديمقراطية والإنسانية لعموم الشرق الأوسط، أن تحرق مئات المحلات التجارية والأسواق والأماكن التي هي مصدر قوت آلاف الكورد؟!!
ولا حاجة هنا للمرء في الشكّ والاستغراب، فكلّ من يعرف حزب العمال الكوردستاني بكك جيداً، يعرف جيداً أنه بإمكانه ليس حرق سوق قيصرية فحسب، ولكن بإمكانه حمل دلو بنزين وحرق كوردستان بأكملها من أجل مصالحه الخاصة والضيقة، وإذا نظرنا إلى باكور كوردستان-كوردستان تركيا فسنرى هذه الحقيقة واضحة للعيان.
المرحلة الخامسة لهجوم حزب العمال الكوردستاني بكك على إقليم كوردستان
من المؤسف أنه لم يتمّ لغاية اليوم، فهم حقيقة وتاريخ حزب العمال الكوردستاني بكك، وخاصة استراتيجيته تجاه إقليم كوردستان، فيحاول شعب إقليم كوردستان فهم حزب العمال الكوردستاني بكك من خلال رؤية أقوال وتصريحات قادة حزب العمال الكوردستاني للشعب والراي العام، وهذا خطأ. فالعمال الكوردستاني بكك لا يصدر هذه التصريحات لشرح سياسته وتفسيرها، بل لمجرّد التأثير على الرأي العام. تذكروا أن مرآة المرء عمله وليس كلامه، يستخدم حزب العمال الكوردستاني بكك شعارات لإقليم كوردستان كـ “يجب تحرير إقليم كوردستان، يجب تحقيق الوحدة الوطنية، يجب على شعب الجنوب أن يقف ضدّ الاحتلال، وسوف نحمي الجنوب ضدّ احتلال الدولة التركية…” لكنه يتحرّك في اتجاه معاكس مغاير تماماً، فقد انتهج بكك منذ عام 2013، استراتيجية تتكوّن من خمس مراحل ضدّ إقليم كوردستان، وفي عام 2019، كشف موقع “داركا مازي” عن سياسة حزب العمال الكوردستاني بكك في مقال له بعنوان “الـ PKK تعلن الحرب على حكومة إقليم جنوب كوردستان” وقلنا حينها إن حزب العمال الكوردستاني بكك دخل المرحلة الخامسة من استراتيجيته في “الحرب على إقليم كردستان” والآن يريد الاختباء خلف حركة شعبية وخلق حرب بين الگريلا وبيشمركة كوردستان، ولكن من لا يعرف مدى قساوة ووحشية حزب العمال الكوردستاني تجاه الكورد لا يمكنهم فهم مثل هذه الكلمات، فالحقيقة هي أن العمال الكوردستاني بكك معادٍ جدّاً وقاس إلى أبعد الحدود، ويخلق حجج العداء، كما يهيئ ويصنع أساسها النفسي.
جهود ومحاولات حزب العمال الكوردستاني بكك لبناء قوة عسكرية في إقليم كوردستان
ومن الأمور التي يريد حزب العمال الكوردستاني بكك القيام بها في إقليم كوردستان منذ عام 2014 هو تشكيل وإنشاء قوة عسكرية من أهالي الإقليم والاختباء وراء هذه القوة. والإعلان وكأن هناك حرباً أهلية داخلية تحدث في إقليم كوردستان، لذلك، قام بانضمام شباب إقليم كوردستان إلى رفوفه في كركوك والسليمانية خلا فترة تنظيم داعش تحت مسمى (الدفاع الجوهري-الحماية الذاتية أو الجوهرية) وتلقينهم دورات تدريبية والاحتفاظ بهم من أجل التنظيم، إذا كان هدفهم منذ اللحظة الأولى هو بناء مثل هذه القوة بدعم من ميليشيات مخمور، ومنحهم الهوية العراقية، وتمركزها في نهاية المطاف في مخمور، وتأسيس قوة مثل وحدات مقاومة شنگال-سنجار (YBŞ) في شنگال، ودمجها في ميليشيات الحشد الشعبي. وكما استخدمت وحدات مقاومة شنگال-سنجار (YBŞ) سيف المستعمرين ضدّ كوردستان، فكذلك قرّروا صناعة سيف آخر (قوات الحماية الجوهرية-قوات حماية الجنوب).
قوات الحماية الجوهرية في إقليم كوردستان بمثابة قنبلة الخيانة التي زرعها بكك وسط الكورد
في 1 تموز/ يوليو 2019، أعلنت صحافة وإعلام حزب العمال الكوردستاني بكك عن تأسيس منظمة تسمى قوات الحماية الجوهرية في إقليم كوردستان، وبحسب البيان، فإن هذه القوة تتكوّن من شباب برادوست وبهدينان. وبحسب البيان أيضاً، فهي تنظيم مستقل لا علاقة له بأي أحد، وستتولى حماية إقليم كوردستان.
لكن هذا التنظيم أسّس وأعدّ لاستخدامه في هجوم حزب العمال الكوردستاني بكك على أربيل، وكان نسبة أهالي إقليم كوردستان قليلة جدّاً في رفوفه، وعندما لم يتمكّنوا من جعل هذه القوة قوة رسمية للحشد الشعبي، احتفظوا بها في أيديهم كمنظمة احتياطية، وكـ لغم وقنبلة موقوتة يمكن تفجيرها متى أرادوا. وفي حرب العمال الكوردستاني بكك على حكومة كوردستان والمستمرة منذ عام 2019 لنفّذوا هذه المهمة، فانظروا ماذا فعل العمال الكوردستاني بكك في إقليم كوردستان بعد هذا التأريخ؟
ما الذي حدث؟
1- بتاريخ 19 تموز 2019، قتل حزب العمال الكوردستاني ثلاثة أشخاص بينهم ضابط في السفارة التركية، في مطعم (HuQQabaz) بأربيل، لنضف على ذلك أن حزب العمال الكوردستاني بكك لم يقتل لغاية اليوم أي دبلوماسي تركي في أي مكان في العالم، بما في ذلك تركيا وباكور كوردستان.
2- خلال عمليات الدولة التركية، ورغم إصرار قوات البيشمركة الكوردستانية على تسليم حزب العمال الكوردستاني لمواقعه لهم حتى لا تسقط بيد الأتراك المحتلين، إلا أن حزب العمال الكوردستاني بكك رفض قبول هذا الطرح ولم يسلّم المنطقة للبيشمركة، وتسبّب في توغّل الجيش التركي إلى أراضي إقليم كوردستان بعمق 60-80 كم.
3- منذ عام 2019، استشهد 12 من بيشمركة كوردستان في كمين على يد جلاوزة العمال الكوردستاني بكك، واستهدف عربة للبيشمركة بصاروخ، وفي بعض الأحيان قاموا بتنفيذ هجمات أخرى، مثل اغتيال مدير آسايش معبر سرزير (غازي صالح آليخان).
4- بتاريخ 31 آب 2021، نفّذ تفجيراً في مخيم قاديا للنازحين الكورد الإيزيديين، ما أدّى إلى استشهاد طفلين.
5- علم أن حزب العمال الكوردستاني بكك أضرم النيران في العديد من المخيمات التي يعيش فيها الإيزيديون تحت ذرائع مختلفة.
6- بتاريخ 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، قام حزب العمال الكوردستاني بكك بتفجير خط أنابيب نفط كوردستان في ميردين، ما تسبّب في خسارة يومية لإقليم كوردستان تقدّر بـ 10 ملايين دولار.
7- بتاريخ 18 شباط 2022، فجّر بكك خط أنابيب نفط كوردستان الذي يمر عبر مرعش.
8- بتاريخ 11 أيلول 2023 انفجرت قنبلة على جسر شورش في العاصمة أربيل، ليتأكّد لاحقاً أن عنصراً لحزب العمال الكوردستاني بكك نفّذ التفجير.
9- في هذه الأثناء، تمّ اغتيال نحو 10 من القادة والمناضلين المنشقين من رفوف العمال الكوردستاني بكك بحجة التجسّس.
تمعّنوا النظر، عام 2019، أسّس حزب العمال الكوردستاني قوة باسم (الحماية الجوهرية) في إقليم كوردستان، وقد مرّت أربع سنوات، وإذا انتبهنا إلى الأمور التي تحدّثنا عنها والتي حدثت خلال هذه السنوات الأربع، فقد خسر إقليم كوردستان الجبال والحقول الأكثر إنتاجية في البلاد بسبب العمال الكوردستاني بكك، استشهد كوكبة من بيشمركة كوردستان وكوادره المخلصين، خسر ملايين الدولارات من عائدات النفط بسبب العمال الكوردستاني بكك، أي أن القوة التي تأسّست بحجّة حماية الجنوب-الإقليم حاولت إفساد قدر ومصير الإقليم…
فحزب العمال الكوردستاني بكك كحشرة القراد-حشرة تمتص دماء الأغنام والمواشي- فهو يمتص إنجازات ثورة إقليم كوردستان وشعب إقليم كوردستان ويتغذّى عليه للبقاء على قيد الحياة، فالعمال الكوردستاني بكك يخدم إيران والدولة التركية والحشد الشعبي مقابل الهجوم على ثورة إقليم كوردستان، ولا نتحدث فقط عن السنوات الأربع الماضية، ولكن أيضًا نتحدّث عن الثلاثين عامًا التي تسبّب فيها حزب العمال الكوردستاني بكك في أضرار مادية ومعنوية جسيمة لإقليم كوردستان وبشتّى الوسائل والطرق، دون أن ينفعه قدر رأس دبوس…
وليس هناك تأريخ مماثل لتأريخ حزب العمال الكوردستاني بكك، رغم هذا قد يقول البعض: كيف استطاع بكك أن يفعل شيئاً كهذا؟ ومن يستغرب فهم إمّا لم يفهموا بعد حقيقة حزب العمال الكوردستاني بكك وتأريخه، أو لا يريدون أن يفهموا…