منذ عام 2013 ولغاية 2017، انسحب حزب العمال الكوردستاني بكك بشكل تدريجي من باكور كوردستان-كوردستان تركيا وقام بتسليم مناطق مقاره ومعسكراته منذ الثمانينات للدولة التركية.
بعد ذلك التاريخ، فإن 89% من الحروب والمواجهات بين حزب العمال الكوردستاني بكك والجيش التركي تدور رحاها داخل حدود إقليم كوردستان بينما 11% داخل أراضي باكور كوردستان.
عام 1982، تمركز العمال الكوردستاني بكك في جنوب كوردستان-إقليم كوردستان بموجب اتفاقية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وخلال تسعينيات القرن الماضي، بسط سيطرته على بعض المناطق، وانتشر على نطاق واسع عام 2000 بموافقة القوى السياسية في إقليم كوردستان.
ويظهر تقويم 2018 أن حزب العمال الكوردستاني بكك بنى مواقع استراتيجية شمال منطقة حفتنين القريبة من زاخو، وخطّ متينا، برواري بالا، زاب، آفاشين، خواكورك، وخنيره، كما وضع نقتط التفتيش-سيطرات في بعض الأماكن، وبات يتحكّم بالطرق ويمنع قوات بيشمركة كوردستان من عبور المنطقة.
ومنذ عام 2018 بدأت مناطق معسكرات بكك بالسقوط واحدة تلو الأخرى بيد الدولة التركية، ولو تحدّثنا باختصار عن العمليات العسكرية التركية حسب الأعوام:
آذار/ مارس 2018- عملية الحزم:
العملية التي انطلقت من حدود شمزينان وصلت إلى داخل خواكورك وقطعت الاتصال الحدودي، وبهذه العملية انتشرت وتمركزت القوات المسلّحة التركية في مرتفعات جبال زاگروس، كما وضعت هذه العملية حجر الأساس للعمليات العسكرية اللاحقة والمسمّاة بـ عمليات المخلب.
معسكر خواكورك يخلي موقعه…
عام 2019، أطلقت الدولة التركية سلسلة العمليات العسكرية (المخلب)
خلال العملية التي أطلقت على خط شمزينان-خاكورك-خنيره، سيطر الجيش التركي على خطوط لولان وليلكان ليلاً، وخاصة منطقة أرموش والتي هي مركز المنطقة.
توجّه الجيش التركي صوب تلال (عبدال كوفي، شَكيف والشهيد شريف) حيث يتمركز العمال الكوردستاني بكك هناك منذ عام 1986، وخلال ساعات، انسحب البكك من هذه المناطق دون مقاومة.
مراكز ومدارس پاژکێ والمؤسّسات العلمية-التثقيفية والإعلام والصحافة والثقافة والفنون ومدارس العمال الكوردستاني بكك مظلوم دوغان والقوى المتواجدة في المنطقة تركت أماكنها وعبرت خط رانية والسليمانية ومخمور وروجآفا وتمركزت هناك.
انسحبت القوات المسلّحة وتمركزت في گوشنه وسهل-دولا مهاجرا ومحيط روستي وسيدكان وگلالە وكلاشين.
2020، عملية “المخلب-القفل” و “المخلب-النمر”
في 15 حزيران، انطلقت عملية (المخلب-النسر) وفي 16 حزيران انطلقت عملية (المخلب-القفل) وكان مركز العملية هذه المرة هو خطّ حفتنين.
كانت تتواجد في هذه المنطقة مقرّات ومعسكرات بكك والتي كانت تدير باكور كوردستان، وكانت تضمّ معامل الخياطة ومخازن الأسلحة ووحدات لوجستية، كما كانت منطقة تحكّم بحركة المرور إلى روجآفا أيضاً.
خلال ليلة، اجتاح الجيش التركي انطلاقاً من مَركشيشي(گري-تلة بارتيزان)، قسروك، دريي داوتيا، گري سيبان، شهيد بيريفان، شَشدارا، جبل خانتور ووصولاً إلى دَشته تقي، براً وجواً، والحصيلة كانت سيطرة الأتراك على المقرّ الرئيسي لحزب العمال الكوردستاني بكك في وادي بسآخا وبَراخ، خط بيربلا، كشانى وشرانش.
نقل بكك قواته من هنا صوب الجبل الأبيض وقمة كيسته-وخطّ برواري بالا.
عملية المخلب-البرق، المخلب-القفل، المخلب النسر في 2021
كان مركز هذه العملية عموم المنطقة الواقعة بين خاكورك وحفتنين، وخطّ العملية آفاشين – متينا والزاب.
انسحب حزب العمال الكوردستاني بكك وفرّ تاركاً كلاً من قمة كيسته، زندورا، قومريي، هرور إلى قَشورا-برواري ووصولاً إلى سرزير، للجيش التركي.
كافة وحدات العمال الكوردستاني بكك كـ مقر قيادة متينا ومركز قيادة سها باكور ومعسكرات وحدات المخابرات والعلاقات انسحبت وغادرت المنطقة.
وفي الوقت نفسه، دخل الجيش التركي جواً منطقة (مام رشو) التابعة لآفاشين وانتشر هناك.
تمّت السيطرة على طرفي وادي الزاب، وتوغّل الجيش التركي مسافة 60 كم داخل أراضي إقليم كوردستان، وبدأت قصة سقوط أسطورة الزاب الذي لم يسقط في أيدي المستعمرين طيلة 200 عام.
عام 2022، انطلاق عملية المخلب-القفل
كان الهدف الرئيسي للعملية العسكرية للدولة التركية التي بدأت في 17 أبريل/ نيسان هو إنشاء خطّ تقدم من جلي إلى وادي الزاب، وكان العمال الكوردستاني بكك يستخدم الزاب كقاعدة استراتيجية له في إقليم كردستان منذ عام 1992. وبعد مرور 30 عامًا، تمّ تسليم منطقة زاب إلى الجيش التركي دون مقاومة تُذكر.
استمرت العملية في شكفتا بريندارا (سري سينيا) الجبل الأسود، وتلة جهنم (مرينا) خطّ كورزار-كوري جهروي، وفي الجانب الآخر في متينا، تلة هكاري (ألهو) وسفح متينا وآفاشين.
2023 عملية المخلب القفل
بهذه العملية، أحكمت القوات المسلّحة التركية قبضتها على المناطق المحيطة بالتي سيطرت عليها (طولاً وعرضاً) منذ خمس سنوات، وبنت قواعد ثابتة وأنشأت طرقاً في أعالي الجبال.
وكان الجيش التركي قد سيطر في السابق على مواقع استراتيجية للعمال الكوردستاني بكك مثل مركز جمهورية الزاب، وأكاديمية معصوم كوركماز، ومقر القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG) وأكاديمية الشهيد بيريتان.
كما كانت الدولة التركية تنفّذ عمليات وقتية متزامنة في سور سكيري وسري كوبكي وجبل رشكي أي منطقة نهيلي.
2024 انتهاء عمليات المخلب-القفل- قفل القفل.
كانت الدولة التركية قد أعلنت في ربيع العام الجاري أنها ستنهي عملية (المخلب-القفل) في أقرب وقت.
ولغاية الآن، تستمر العمليات في مناطق (تلة FM وتلة أورته، بيقولكي، شيلازا ومتينا) وتتواصل الغارات الجوية بشكل يومي حول قرى نهيلي على خط ئاميدي-شيلادزي.
محصلة العمليات العسكرية التركية (المخلب-القفل) خلال 6 سنوات
1- كما يظهر في الخريطة، فإن 85% من مناطق مقرات ومعسكرات بكك لعام 2018، سقطت في أيدي الجيش التركي، وبقي جبل گاره فقط خارج العملية، وسيُحدّد مصيره في الربيع المقبل.
2- تخلّى حزب العمال الكوردستاني بكك عن المناطق التي سيطر عليها منذ التسعينيات منطقة تلو الأخرى، واستقر وانتشر في محيط شنگال-سنجار، مخمور، كرميان، السليمانية، رانية، ئاسوس، قنديل وجومان، ويزعم من هناك أنه سيقضي على الدولة التركية ويدمّرها!
3- إفلاس تكتيك حرب الأنفاق لـ “بكك” فلا يتمكّن الگريلا من التحرّك إلا في وحدات صغيرة مكونة أشخاص قليلين، أمّا الأنشطة والعمليات التي قام بها العمال الكوردستاني بكك مستغلاً ظروف الطقس والأجواء الغائمة والأمطار وغيرها، فليست عمليات من شأنها أن يمكّن بكك من إعادة المناطق التي خسرها، فهي ليست سوى مجرد دعاية لتضليل الرأي العام.
4- أسباب خسارة العمال الكوردستاني لمقاره وقواعده ليست بيشمركة كوردستان وحكومة إقليم كوردستان، فحتى الآن، لم تقطع هذه القوات الطرق أمام بكك، أمّا التصريحات العكسية الصادرة عن العمال الكوردستاني بكك ليست سوى مجرد دعاية سوداء كاذبة.
5- لو قام العمال الكوردستاني بكك بتسليم المناطق الخاضعة لسيطرته لقوات البيشمركة، لما استطاعت القوات التركية التمركز في هذه المناطق اليوم.
6- تكبّدت حكومة إقليم كوردستان وشعب إقليم كوردستان أكبر الخسائر والأضرار من وراء سلسلة العمليات العسكرية التركية، وإذا استمر العمال الكوردستاني بكك على هذا الموقف والحال فسيتسبّب بإلحاق أضرار أكبر بالشعب الكوردي وإقليم كوردستان.