تركيا تُكثّف ضغوطها على بافل طالباني بسبب العمال الكوردستاني بكك… وتحذيرات من “عواقب عملياتية”

تركيا تُكثّف ضغوطها على بافل طالباني بسبب العمال الكوردستاني بكك... وتحذيرات من"عواقب عملياتية"

قال تقرير بريطاني، إن تركيا قرّرت تكثيف ضغوطها على رئيس حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني بسبب تعاونه مع جماعات كوردية مسلّحة (حزب العمال الكوردستاني بكك وذراعه السوري حزب الاتّحاد الديمقراطي PYD) والتي تعتبرها أنقرة “إرهابية”، حسبما ذكرت مصادر تركية لموقع (Middle East Eye) “ميدل إيست آي” البريطاني.

ويشير التقرير إلى أن التوترات تصاعدت بين الوطني الكوردستاني الذي يتزعمه طالباني، وأنقرة على مدى العامين الماضيين، حيث اتّهمته تركيا بالتعاون مع الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكوردستاني بكك في سوريا.

وأضاف أن التطوّرات الأخيرة أدّت إلى تحويل الميزان لصالح تركيا.

ويلفت التقرير إلى أنّه في العام الماضي، حظرت أنقرة الرحلات الجوية إلى السليمانية معقل الاتّحاد الوطني الكوردستاني، وأصدر كبار المسؤولين الأتراك بما في ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان، مراراً وتكراراً إدانات وتحذيرات قوية تستهدف طالباني على وجه التحديد.

وفي الأشهر الأخيرة، سرّعت تركيا من وتيرة عملياتها العسكرية ضدّ حزب العمال الكوردستاني بكك في إقليم كوردستان، وأغلقت منطقة جبال متينا، التي كانت في السابق معقلاً للعمال الكوردستاني بكك، وقد تمّ تحقيق هذا التقدم بالتعاون مع بغداد، التي خفّفت من انتقاداتها للعمليات العسكرية التركية كما صنّفت العمال الكوردستاني بكك كمنظمة محظورة.

وقال مصدر تركي مطّلع على الوضع للموقع البريطاني، إن كبار أعضاء بكك كانوا في السليمانية وتلقّوا تدريباً هناك، على الرغم من الضغوط العامة على زعيم الاتّحاد الوطني الكوردستاني.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال أردوغان إن حزب العمال الكوردستاني بكك لديه مستشفى في مدينة السليمانية، وقال المصدر: “نحن نراقب عن كثب أنشطة PKK في محيط السليمانية، ويتمّ القضاء على التهديدات المحتملة”.

وفي شهر مارس/ آذار، قامت أجهزة الاستخبارات الوطنية التركية “بالقضاء” على گولسون سيلجير، المعروفة أيضاً باسم سارة هوگير رها، وهي عضو بارز في العمال الكوردستاني بكك ومسؤول عن معسكرات الشباب، بالقرب من السليمانية.

ونقل تقرير ميدل إيست آي عن مصادر أمنية تركية، أنه تمّ تحذير طالباني من “عواقب عملياتية” إذا لم يقطع العلاقات مع العمال الكوردستاني بكك.

لكنّ هذه المصادر رفضت تحديد العواقب، لكنّها أشارت إلى الحملة الجوية التي شنتها أنقرة العام الماضي واستهدفت قادة PKK في السليمانية.

ولم تعلّق تلك المصادر على ما إذا كان سيتمّ استهداف عناصر الاتّحاد الوطني الكوردستاني بشكل مباشر.

وفي عام 2023، حيّدت تركيا ما لا يقلّ عن 15 شخصية بارزة في حزب العمال الكوردستاني بكك PKK ، معظمهم في السليمانية، من خلال عمليات عسكرية بطائرات بدون طيار.

وقالت مصادر أمنية في حكومة إقليم كوردستان (يشترك فيها الوطني الكوردستاني ايضاً) تحدّثت إلى موقع “ميدل إيست آي” شريطة عدم الكشف عن هويتها، إن العمليات التركية المستمرة التي تستهدف معاقل حزب العمال الكوردستاني بكك في إقليم كوردستان قد فرضت ضغوطًا على الاتحاد الوطني الكوردستاني.

ويقول التقرير إن بافل طالباني لم يتمكّن من إيجاد مخرج عبر الأميركيين والإيرانيين. ونقل عن مصدر أمني في حكومة إقليم كوردستان “هذا ضغط حقيقي”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وسائل إعلام تركية إن طالباني فرّ من العراق بسبب الضغوط التركية، وهو ما نفاه مصدر أمني في حكومة إقليم كوردستان.

ويشير التقرير إلى الزيارة التي أجراها مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الاعرجي إلى السليمانية الأسبوع الماضي، ولقاءه طالباني لمناقشة العمليات التركية.

وقالت مصادر في حزب الاتّحاد الوطني الكوردستاني لموقع “ميدل إيست آي” إن الانقسامات الداخلية داخل الحزب أضعفت الطالباني وأنصاره، وأضافت أن لاهور وقوباد طالباني، ابن عم وشقيق بافل، اللذين يفضلان العلاقات الجيدة مع حكومة إقليم كوردستان وتركيا، يزدادان قوة.

ووفقاً لمصادر الاتّحاد الوطني الكوردستاني، فإن معظم الجناح العسكري للحزب سيدعم في الانتخابات الكوردستانية المقبلة لاهور، الذي أسّس في كانون الثاني/ يناير حزبه الخاص “الجبهة الشعبية” لمنافسة بافل طالباني.

وأضافت تلك المصادر “إذا جرت الانتخابات فإن الصورة السياسية في إقليم كوردستان ستتغير” وقال مصدر في الاتّحاد الوطني الكوردستاني إن “بافل وفريقه يدركون أيضاً تحوّل المحور داخل الاتّحاد الوطني الكوردستاني”.

وقالت مصادر أمنية تركية لموقع “ميدل إيست آي” إن الرسائل تُرسل إلى بافل طالباني في محادثات غير مباشرة تُجرى عبر قنوات استخباراتية وقوباد طالباني (شقيق بافل) الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان.

وقالت المصادر إن طلبات بافل طالباني لعقد اجتماعات مباشرة مع نظرائه الأتراك قد تمّ رفضها بسبب علاقاته مع العمال الكوردستاني بكك.

وقال موقع ميدل إيست آي إنه أرسل أسئلة إلى بافل طالباني عبر المتحدث باسم الاتّحاد الوطني الكوردستاني سعدي بيره، لكنه لم يتلق أي ردّ.

مقالات ذات صلة