أعلن حزب العمال الكوردستاني بكك قرار حلّ نفسه وتفكيك تنظيمه وإلقاء السلاح في مؤتمره الثاني عشر للرأي العام.
بدأت مرحلة مهمة وحساسة بالتزامن مع هذه التطوّرات، لكن هناك العديد من الأسئلة المبهمة بحاجة إلى توضيحات وأجوبة.
فـ وسائل الإعلام التركية الرسمية تؤكد أن مرحلة جديدة لـ “تركيا خالية من الإرهاب” قد بدأت. ومن المتوقع أن تكتمل مرحلة نزع السلاح خلال 3 إلى 4 أشهر.
ووفق تصريحات مسؤولي الدولة وصنّاع قرارها، بدأت المرحلة والحقبة الجديدة بدعوة زعيم حزب الحركة القومية، وأن العملية التي أطلقت عليها تسمية (تركيا خالية من الإرهاب) تخضع لسيطرة الدولة وتسير وفقاً للخطة.
السؤال الأهم في العملية التي كانت تُدار من قبل رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية التركي، إبراهيم كالن، هو: “هل كانت هناك أي مفاوضات مع التنظيم الإرهابي؟ ما هي التعويضات التي دُفعت أو الوعود التي قُطعت؟”، بهذا الصدد، أجرى الكاتب في صحيفة (حريت) نديم شنر، مقابلة مع مسؤول لم يُكشف عن اسمه حول هذه القضية. وقد شارك الأسئلة والأجوبة التالية مع قرائه والتي كانت محطّ اهتمام الرأي العام:
1- سؤال: ما هي الصفقات أو الوعود أو التعويضات التي قُدّمت لحزب العمال الكوردستاني بكك مقابل حلّ نفسه وإلقاء سلاحه؟
الجواب: كلا، هذا لم يحدث أبدًا. الدولة التركية بدأت هذا النضال والعملية، وبما أن تركيا نجحت في مكافحة الإرهاب، فإن المنظمة الإرهابية لم تتمكن من مغادرة البلاد. وفرضت عليهم أيضًا الظروف والتطوّرات الدولية، لذلك لم يكن هناك خيار آخر أمام التنظيم سوى إبرام المعاهدة، ولم تطرح أي قضايا تفاوضية. وهم بأنفسهم يصدرون بالفعل تصريحات مفادها أنه ليست هناك صفقات، وأن الدولة تسير وفق الإطار والمخطّط الذي أعدته لنفسها.
2- سؤال: هل سيتم تمرير قرار حلّ حزب العمال الكوردستاني على مكونات أخرى للتنظيم؟
الجواب: نعم، لأن منظمة حزب العمال الكوردستاني (PKK) الإرهابية لديها مبنى مظلّي، فعندما يحلّ (PKK) نفسه، فإن التنظيمات الأخرى تعتبر منحلّة منفسخة، بعبارة أخرى، وفقاً لتركيا، فإن هذا القرار ليس فقط في العراق، بل أيضاً في إيران وسوريا وحتى أوروبا، سيفرض حلّ وإزالة هياكل تنظيم حزب العمال الكوردستاني الإرهابي. ولن يتم قبول خيارات أخرى. وحتى ذلك الحين، سنرى ما إذا كانت هياكل وأجنحة المنظمة ستواصل أنشطتها من خلال تغيير أسمائها أم لا؟
3- سؤال: كيف سيتم التأكد من التزام حزب العمال الكوردستاني الكامل بقرار نزع السلاح وحلّ نفسه؟
الجواب: هذه وظيفتنا. الاستخبارات التركية بحدّ ذاتها تتمتع بخبرة كبيرة. فرقنا الفنية ذات الخبرة والتجربة تعمل على هذه المشكلة. رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية، إبراهيم كالن، هو بالفعل في بداية العملية، وسيتم متابعة العملية عن كثب وبشكل تدريجي خطوة بخطوة، وسيتمّ إعلام رئيس الجمهورية بشكل دوري ومتواصل حول سير العملية.
4- سؤال: هل هناك عفو عن إرهابيي من حزب العمال الكوردستاني بكك؟
الجواب: ليست هناك أي فكرة أو تحضير أو عمل مثل هذا العفو، سيتم معاقبة المتورطين في الجرائم ضدّ تركيا. ولا شك أن من مسؤولية السياسة أن تتّخذ الخطوات التي من شأنها خدمة السلام الاجتماعي. ولكن، كما يدعي البعض، لن تكون هناك أي خطوة من شأنها الإضرار بوحدتنا الوطنية.
5- سؤال: ماذا سيحدث إذا حدث شيء يتعارض مع الدعوات والقرارات المتخذة، أي إذا هاجم حزب العمال الكوردستاني بكك مرة أخرى باسمه أو تحت اسم آخر… ماذا سيحصل؟
الجواب: لقد أعدت الجمهورية التركية منذ البداية ليس فقط الخطة (A)، بل أيضا الخطط (B) و(C). بمعنى آخر وأوسع، لدينا خطط تعتمد على قرار الحلّ والإنهاء وتسليم السلاح، تسليم كلّ الأسلحة رغم قرار الحلّ والإنهاء أو مواصلة الأنشطة الإرهابية تحت مسميات مختلفة، وكذلك، ستواصل القوات المسلّحة التركية وجهاز استخباراتنا جهودهما لأن خطر الإرهاب لم ينتهي ولم يتم إزالته وتطهيره كلياً من المنطقة، والأهم من ذلك أنه على المنظمة الإرهابية أن تنفذ قراراتها وتلتزم بها، حيث سيتم متابعة الخطوات الملموسة لهذه العملية على أرض الواقع وعن كثب وبانتباه شديد.