الـ PKK تقيل مظلوم عبدي وتعيّن “مناوئاً معادياً” لكوردستان في منصبه…

الـ PKK تقيل مظلوم عبدي وتعيّن"مناوئاً معادياً" لكوردستان في منصبه...

بأوامر مباشرة من قنديل، تمّت إقالة مظلوم عبدي “شاهين جيلو” قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وفصله من منصبه، وتجريده من كافة صلاحياته، هذا والتقارب الشديد لمظلوم تجاه إقليم كوردستان كان أحد الأسباب الرئيسية للقرار الصادر من قنديل.

وقد حصل موقع “داركا مازي” على معلومات هامة حول قرار “قنديل” بإقالة مظلوم عبدي، حيث عقد في الأيام القليلة الماضية اجتماع للهيئة القيادية للـ PKK في قنديل، وكان “عبدي” هو الموضوع الأساسي والرئيسي لهذا الاجتماع.

وتمخّض الاجتماع عن إصدار قرار إقالة مظلوم عبدي من منصبه كقائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وفصله، وتوظيف المدعو “محمود برخدان” والملقّب باسمه الحركي “محمود ره ش” في منصبه كقائد لهذه القوات ومنحه كافة صلاحيات مظلوم عبدي.

وكشفت مصادر موقع داركا مازي بغربي كوردستان -كوردستان سوريا- أنه تمّ تبليغ مظلوم عبدي بهذا القرار، وهو ما زال في منصبه -شكلياً- فقد سلبت منه كافة صلاحياته، وبقاؤه الشكلي إنما هو من أجل التحالف الدولي في الحرب ضد داعش كون التحالف الدولي لا يتعاطى أو يتعامل مع شخصية أخرى عدا مظلوم عبدي.

وتشير المعلومات التي حصل عليها موقعنا، إلى أن تقارب مظلوم عبدي لإقليم كوردستان وحكومة الإقليم وكبار قادته كان أحد الأسباب الرئيسية لصدور قرار الفصل والإبعاد بحقه.

وكان اجتماع للهيئة القيادية لحزب العمال الكوردستاني (PKK) قد عقد في الأيام الماضية في قنديل، تمّ توجيه تحذير للجنرال مظلوم عبدي، وهذا كان السبب الكامن وراء نشر مظلوم عبدي لتغريدة في الـ 10 من تشرين الجارين قال فيها: “القائد والمفكر عبد الله أوجلان هو مؤسس فكرة التعايش الحر المشترك، وبين يديه مفتاح الحل وتطبيق السلام الدائم في الشرق الأوسط. سيحقق إطلاق سراح القائد آبو سلامًا دائمًا”.

والحق أن محاولة الثناء هذه من مظلوم عبدي تجاه عبد الله اوجلان كانت من أجل إبداء أنه ما زال مريداً لـ PKK ولم يتغيّر!

لماذا غضبت الـ PKK من مظلوم؟

منذ بداية ظهوره وسطوع اسم (مظلوم عبدي) كجنرال عسكري، استاءت الـ PKK من هذا السطوع والبروز، وبالأخص تحركاته مع الأمريكان ووفق تعليماتهم، وسطوع اسمه وسط المجتمع الدولي ورؤيته كممثّل للكورد غربي كوردستان -كوردستان سوريا- علاوة على ما تمتّع به من علاقة تقارب شديدة مع إقليم كوردستان، وما صدر عنه من شكر لرئيس إقليم كوردستان (نيجيرفان بارزاني) فكلّ هذا أوصل غضب الـ PKK وهياجها للقمة.

بداية، ولغرض قطع السبيل أمام مظلوم قامت الـ PKK بكيل الاتّهامات له، بعدها حاولت تصفيته جسدياً من خلال محاولات اغتيالية لولا الحماية الأمريكية له، ما أدّى لفشل مخطّطات الـ PKK كلها.

 قالت الـ PKK: بان مظلوم يتحرك مع أمريكا وإقليم كوردستان ضد تنظيمات الـ PKK، لهذا، بذلت الـ PKK كافة جهودها لإفشال خطوات مظلوم عبدي الرامية لإنجاح مفاوضات وحدة الصفّ الكوردي بكوردستان سوريا.

بعد هجمات الاحتلال التركي على غربي كوردستان -كوردستان سوريا- قام مظلوم عبدي والذي يُعرف بـ “كوباني” بتبني موقف شخصي بالاتفاق مع روسيا وتركيا في هدنة وقف إطلاق النار دون العودة لقيادة الـ PKK، وبهذا سطع نجم كوباني أكثر فأكثر في الوسطين المحلي والدولي، وأصبح “بطلاً قومياً” في نظر بعض الأوساط المحلية.

بعدها، وفي العام المنصرم، تحرك مظلوم وفق التطلّعات الأمريكية والفرنسية، وخلق أرضية مناسبة لعقد مفاوضات وحدة الصف الكوردي بغربي كوردستان -كوردستان سوريا- بضمانة أمريكية، وهذا ما أصبح بمثابة انبلاج وشروق مرحلة جديدة في الحياة السياسية بغربي كوردستان، تمّ الأمر بمحاولات مظلوم وعلاقاته الجيدة مع إقليم كوردستان الراعي الأساسي لعقد هذه المفاوضات، كلّ هذا أثار غضب الـ PKK أكثر وأثار قلقها خوفاً من تجريدها من أية تأثيرات على الواقع السياسي بغربي كوردستان -كوردستان سوريا، وبالأخص بعدما طالبت الولايات المتّحدة الأمريكية من مظلوم طرد قياديي الـ PKK من كوردستان سوريا وأطر قوات سوريا الديمقراطية بعد تغيير اسم هذه القوات ومحاولة إبعادها عن هيمنة الـ PKK وقادتها.

فكانت النقطة الأكثر إثارة لغيض الـ PKK وغضبها من مظلوم هو إقالته وإبعاده قيادي هذه التنظيمات (صبري أوك) مسؤول استخبارات الـ PKK وعضو الهيئة القيادية لمنظومة المجتمعات الكوردستانية (KCK) بغربي كوردستان -كوردستان سوريا- بل وطرده من هناك.

من هو محمود برخدان (محمود ره ش)؟

هو أحد قادة الـ PKK بغربي كوردستان -كوردستان سوريا- انخرط في صفوف هذه التنظيمات عام 1986، وتسنّم مناصب رفيعة فيها هناك، كما كان أحد القادة المسؤولين عن سقوط عفرين بيد الاحتلال التركي، ويعرف أيضاً بـ “محمود جبلخانجي” وهو أحد أبرز الكوادر الراديكاليين للـ PKK، ظهر عدة مرات على وسائل إعلام الـ PKK وشاشاتها، كما هو معروف بعداوته اللدودة لكيان إقليم كوردستان حكومة وبرلماناً وبيشمركة وشعباً، وقدّ هدّد حكومة الإقليم وبيشمركة كوردستان في العديد من المرات والمناسبات، وكان آخر هذه التهديدات تصريحاته الاشمئزازية تجاه بيشمركة كوردستان عندما قال: “إذا ما جرى أي اقتتال بين قوات بيشمركة كوردستان وگريلا الـ (PKK) داخل إقليم كوردستان لن نقف مكتوفي الأيدي وسنقف إلى جانب (PKK)”.

هذا، وقد نشر موقع “داركا مازي” ومنذ بداية قيامه بالنشر عام 2019، العديد من المواضيع السرية حول خلافات ومشاحنات مظلوم عبدي وقنديل، وكذلك محاولات قنديل في اغتيال كوباني، كما نشر الموقع اعتداءات “محمود برخدان اللاأخلاقية وهجماته المنحطة على إقليم كوردستان وبيشمركتها، وهذه روابط هذه المواضيع…

مقالات ذات صلة